تنطلق تلك الغزالة الصغيرة على المسرح، اسمها شموس وبها ترتبط أحلام الفارس، وفكرة تحرير الأرض من المغتصبين، فهي ليست تلك الفتاة الصغيرة البسيطة التي كانت تظن، وليس حلمها بالزواج من الفارس مجرد فكرة عابرة، بل ملحمة ضخمة تتوجها أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتبدع ألحانها خيالات الرحابنة الموسيقية، لتضع الفنانة بلقيس في أول تجربة مسرحية لها، أمام فرصة يستحيل رفضها، وأمام الكثير من التساؤلات التي يخبئها المستقبل ما بعد هذه المرحلة، والكثير من الأحاديث التي تخبرنا عنها بحماس شديد من خلال الحوار التالي:. } صفي اللحظة التي بدأت فيها قصتك مع مشروع ملحمة (الفارس)؟ في شهر يوليو الماضي، جاءني اتصال من مروان الرحباني، وطلب مني أن نلتقي لنتحدث في أمر مهم، وأخبرني أنه تم اختياري لأداء دور البطولة في هذه الملحمة الغنائية (الفارس). } وماذا عن دورك في هذا العمل؟ أقوم بدور شموس، وهي حبيبة الفارس التي يحررها من الاختطاف، واغتصاب الأرض، أود أن أوضح هنا أن الملحمة لها مغزى اجتماعي وتاريخي كبير، والشخصية التي أؤديها تعتبر شخصية مركبة، ويشاركني البطولة الفنان غسان صليبا (الفارس)، وقد بدأنا التحضيرات منذ شهر أغسطس الماضي، وقد انتهيت مؤخراً من وضع صوتي على المسرحية التي تم تسجيلها في براغ وكييف بطريقة الأوركسترا السمفونية، وبعد تركيب الصوت على الموسيقى انتقلت إلى مرحلة التمثيل، فبدأنا العمل على البروفات في بيروت. } من هي شموس؟ شموس فتاة جميلة وصغيرة، كان طموحها في الحياة أن تتزوج من الفارس، ولكن احتلال المغتصبين لأرضها، وظروف المجتمع الذي تعيش فيه كانت تحد من هذا الطموح، لكن عندما يسعى الفارس إلى تحقيق أحلامه يصطدم بحقيقة أنه لن يستطيع القيام بذلك، قبل أن يقوم بتحرير الأرض، وأحب أن أشير هنا إلى أن العمل يحتوي على شيء من التراجيديا، كما أنه عمل رمزي، ويقترن كل شخص سواء من خلال شكله أو اسمه بشيء ما على أرض الواقع، لكن لا يمكن أن نقول إن الفارس يرمز إلى شخصية محددة، بل نترك هذه المهمة للمشاهد ليضع النقاط على الحروف، خاصة أن الشخصيات مركبة، ورمزية، ولهذا نترك للمشاهد حرية التفكير والتخيل، والإبحار في حل رموز الشخصيات. } أداء أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مهمة صعبة ومشرفة في الوقت نفسه، هل شعرتِ بالرهبة أثناء الأداء؟ لا شك بأن هذه المهمة تعتبر مسؤولية كبيرة، وفرصة في الوقت نفسه، وثقة أعتز بها من قبل القائمين على العمل، لم تكن هذه المرة الأولى التي أغني فيها أشعار سموه، فقد جمعني ديو مع الفنان حسين الجسمي لأغنية خاصة بيوم العلم، وكانت من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكان هناك أيضاً تجربة سابقة لوالدي حيث لحن ألبوماً بعنوان (ليلى) وهو من قصائد سموه أيضاً، لكن الجديد أن الأداء سوف يكون على المسرح، وهذه المرة الأولى التي أخوض فيها تجربة مسرحية، ولا شك أن المسؤولية كبيرة بالنسبة لي، بالإضافة إلى الموسيقى وهي عالمية أكثر من كونها خليجية، ولهذا قام كل من الشاعر سيف السعدي، ومؤيد الشيباني بمهمة التدقيق اللغوي والشعري لتركيب الشعر النبطي على ألحان عالمية. } هل اضطررتِ لتأجيل بعض المشاريع والارتباطات من أجل هذا العمل بشكل خاص؟ هذا طبيعي، فقد اعتذرت عن عدد من الحفلات، وأوقفت كل الارتباطات في توقيت عرض الملحمة، وحاولت قدر الإمكان أن أفرغ نفسي في هذه الفترة، لأن عملاً ضخماً كهذا يحتاج إلى الكثير من العمل، والالتزام بالمواعيد، ولهذا قررت أن لا أعمل شيئاً آخر خلال هذه الفترة.