بقلم / طارق مبروك السعيد ما دعاني لكتابة مقالي عن العين والحسد كان بسبب معاناة العديد من الناس سواء الأقارب أو المعارف من تقلب أحوالهم فجأة ..! البعض منهم مرض وسقم وتدهورت حالته .. فمات ..! وأصبح الحزن هاجسا مخيفا لجميع أفراد الأسرة .. وبعضهم الاكتئاب ذاب هيكل أيامه فصارت متشابهة (السبت مثل الاحد وباقي الايام) ..! ومهما غيّر سكان المنزل نمط حياتهم اليومية، فالأمور لا تتغير .. فالشعور بالبهجة والسعادة زالت من منازلهم بسبب مرضاهم وموتاهم ..! ولو رجعنا للأسباب التي عصفت بغالبية المنازل لوجدنا أن شرذمة من خبثاء البشر هم من عمل ذلك بايعاز من شياطينهم ..! وهناك العديد من الناس انعدمت من دواخلهم الانسانية وشرورهم تأذى منها الناس بسبب حسدهم وعيونهم القوية، ومنهم من حقده يستخدم السحر لأذية الناس ..! بنظرة شاملة للموضوع نجد أن الحسد هو تمني الحاسد زوال النعمة من المحسود، وذلك يُعد صفة ذميمة قد تؤذي المحسود وتسبب موته ..! قال تعالى: «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» (الفلق: 5).. وقال تعالى: «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا» (النساء: 54)، وقال تعالى: «وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (البقرة: 109). حيث إن الكثير من الأشخاص يتألمون كثيرًا عندما يرون الخير عند غيرهم، وتختلف أحوالهم وقلوبهم تجاههم، ومنهم من يسعى إلى زوال النعمة عن غيرهم، والحسد خلقًا سيئًا يفسد القلوب ويضر بالأبدان ويؤدي إلى الغموم والكروب والهموم، نحمد الله أن ديننا الإسلامي الحنيف لم يترك شاردة ولا واردة إلا بينهما في كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. ولإعادة البهجة والسرور لمنازلنا وللوقاية من أعين وحسد الأشرار يجب عمل الآتي: الحرص على المواظبة اليومية على الاذكار المشروعة مثل: اذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والخروج والدخول والرقية الشرعية . الاستعاذة بالله من شرور الاسحار وعيون الحاسدين . عدم التباهي أمام الناس بالسعادة عن طريق الصور وارسالها إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فربما تُصيب العين من شخص قد يكون قريب ولا تتوقع أذيته .. وللأسف أن الكثير من الأشخاص سواء رجال أو نساء يصيبهم الحقد والغل والكراهية عندما يرون الخير عند غيرهم ..! عمل الصدقات لأن لها تأثير كبير من عند الله في التخلص من العين والحسد ومن النفس الأمّارة بالسوء . احرص على تقوى الله من خلال تنفيذ ما أمر به والابتعاد عما نهى عنه . تطهير المنزل من المعاصي والتماثيل المجسمة لأنها عرضة لأذية الشياطين والبلاء والأمراض التي تحدث بسببها.. عَنْ أبي طَلْحَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال: لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ متفقٌ عليه. اليقين بأن الشفاء هو من عند الله سبحانه وتعالى وهو الشافي المعافي والرحيم بعباده. أجارنا الله وإياكم من العين والسحر والحسد ومن أذية الشياطين وشياطين الأنس وجميع الحاسدين والحاقدين .. والبعد عن هؤلاء ممن انتسب للبشر يعد غنيمة وراحة والسلامة منهم مكسب كبير. ✍️ طارق مبروك السعيد للتواصل مع الكاتب tariq-alsaeed@hotmail.com
مشاركة :