يسعى كل من ليستر سيتي المتصدر وآرسنال مطارده المباشر إلى استعادة التوازن عندما يستضيف الأول مانشستر سيتي غدا، والثاني بورنموث اليوم في المرحلة التاسعة عشرة الأخيرة من دور الذهاب للدوري الإنجليزي لكرة القدم التي تشهد قمة نارية بين مانشستر يونايتد وتشيلسي حامل اللقب بنكهة هولندية قد تكون الأخيرة لمدرب «الشياطين الحمر» الهولندي لويس فان غال، فيما يطمح مواطنه غوس هيدينك إلى فوز الأول مع النادي اللندني. وتعرض كل من ليستر وآرسنال للخسارة خارج قواعدهما أول من أمس في المرحلة الثامنة عشرة، حيث سقط ليستر سيتي للمرة الثانية هذا الموسم وكانت أمام مضيفه ليفربول صفر - 1، ومني آرسنال بخسارة مذلة أمام مضيفه ساوثهامبتون برباعية نظيفة. ويأمل الفريقان في استغلال عاملي الأرض والجمهور لتجاوز كبوتيهما خاصة آرسنال الساعي إلى اللقب والذي رفض هدية ليفربول وفرط في انتزاع الصدارة بسقوطه المذل أمام رجال المدرب الهولندي رونالد كومان. ويملك رجال المدرب الفرنسي آرسين فينغر فرصة تشديد الخناق والضغط على ليستر سيتي كونهم يلعبون قبله بـ24 ساعة، وبالتالي تحقيق الفوز وانتزاع الصدارة منه مؤقتا. وأكد فينغر ثقته الكبيرة في لاعبيه للرد على السقوط المذل أمام ساوثهامبتون، وقال عقب المباراة: «هؤلاء اللاعبون لديهم روح معنوية رائعة وسيظهرون ذلك بعد 48 ساعة» في إشارة إلى مواجهة بورنموث، مضيفا: «سنرد على خيبة الأمل هذه. لدي ثقة في لاعبي فريقي وسيردون في الملعب». بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام بورنموث الرابع عشر والذي كسب 10 نقاط في مبارياته الأربع الأخيرة وهو ما أكده فينغر بقوله: «بورنموث يلعب بطريقة جيدة جدا في الآونة الأخيرة، لكننا مطالبون أكثر منه بكسب النقاط الثلاث، فنحن نلعب على أرضنا وأمام جماهيرنا، وأمامنا فرصة تعويض فشلنا في اقتناص الصدارة من ليستر سيتي». وأقر فينغر بأن ساوثهامبتون كان الفريق الأكثر نجاعة في المباراة التي خسرها آرسنال برباعية، لكنه أيضًا أنحى باللائمة في هذه الهزيمة المذلة على سوء الحظ وخطأ الحكم جوناثان موس عند احتسابه الهدف الثاني للمنافس. وانتزع ساوثهامبتون الفوز عبر المدافع كوكو مارتينا بطريقة رائعة من مسافة 25 مترا في الدقيقة 19، وأضاف شين لونغ الثاني في الدقيقة 55. وأضاف القائد جوزيه فونتي الهدف الثالث بضربة رأس إثر ركلة ركنية في الدقيقة 69، واختتم لونغ بالهدف الرابع في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. وقال فينغر: «فشلنا في تحديات كثيرة جدا وكانوا هم أكثر نجاعة منا.. لكننا كنا غير محظوظين أيضًا. فأول تسديدة لهم على المرمى دخلت الشباك بصورة غير متوقعة، وهدفهم الثاني جاء بعد مخالفة ضد لوران كوسيلني. وأنا لا آخذ النتيجة الِإجمالية في الحسبان تماما». ووصف فينغر المباراة بأنها اعتمدت على القوة البدنية تماما، وقال: «في الكثير من التحديات كنا في المرتبة الثانية، كما غض الحكم الطرف عن أمور كثيرة أيضًا.. علينا القول أحسنتم صنعا يا ساوثهامبتون. فقد قاتلوا بكل قوة». أما رونالد كومان مدرب ساوثهامبتون فقد عبر عن عميق سعادته بأول فوز لفريقه في الدوري منذ الانتصار على سندرلاند في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقال: «كان أداء رائعا أمام تشكيلة آرسنال القوية.. كل التهنئة للاعبين.. أزعجناهم كثيرا في الهجوم عن طريق ساديو ماني وشين لونغ. لقد قدمنا أداء متكاملا». من جهته، يخوض ليستر سيتي اختبارا صعبا أمام ضيفه مانشستر سيتي الثالث والعائد بقوة وبفوز مدوٍ على سندرلاند 4 - 1. لكن فرحة سيتي لم تكن كاملة لأنه تعرض لضربة بإصابة قائده المدافع الدولي البلجيكي فنسان كومباني في ربلة ساقه وخروجه من الملعب بعد 9 دقائق فقط على دخوله في الدقيقة 62، علما بأنه غاب عن الفريق في المباريات الثماني السابقة بسبب الإصابة. وعلق مدرب مانشستر سيتي التشيلي مانويل بيليغريني على الإصابة قائلا: «الأمر المؤسف الوحيد كان إصابة فنسان كومباني»، مضيفا: «نعم، إنها ربلة الساق. ما يحصل (معه) يصعب تفهمه». وأعرب بيليغريني عن أمله في أن يكون المهاجم الدولي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو في قمة مستواه غدا بعدما أراحه في مباراة سندرلاند وهو العائد بدوره إلى الملاعب الأسبوع الماضي بعد غياب بسبب الإصابة. وقال بيليغريني: «أتمنى أن يكون أغويرو في قمة مستواه، لقد عانى من مشكلة صغيرة وكان مهما بالنسبة لنا عدم المجازفة بإشراكه، سيكون جاهزا بنسبة 100 في المائة أمام ستوك». ولن يكون ليستر سيتي لقمة سائغة لمانشستر سيتي بيد أن مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري شدد على صعوبة مهمة فريقه أيضًا في قمة المتناقضات بالنظر إلى الفوارق الكبيرة بينه وبين حامل اللقب العام قبل الماضي وإن كان ليستر يملك في صفوفه أفضل هدافين في الدوري هما جيمي فاردي متصدر لائحة الهدافين برصيد 15 هدفا والدولي الجزائري رياض محرز صاحب 13 هدفا. وتتجه الأنظار إلى ملعب «أولدترافورد» الذي يشهد قمة نارية بين مانشستر يونايتد صاحب الضيافة وتشيلسي حامل اللقب بنكهة هولندية قد تكون الأخيرة لمدرب «الشياطين الحمر» الهولندي لويس فان غال، فيما يطمح مواطنه غوس هيدينك إلى فوز الأول مع النادي اللندني. واعترف فان غال بأنه غير واثق بشأن مستقبله مع مانشستر يونايتد وذلك عقب الهزيمة الثالثة على التوالي التي مني بها أول من أمس على يد مضيفه ستوك سيتي (صفر - 2). وكثر الحديث في الأيام الأخيرة عن وضع فان غال مع «الشياطين الحمر» وعن التوجه للتخلي عنه في حال سقوط فريقه أمام ستوك سيتي أو تشيلسي اليوم، وقد تحقق ما كان يخشاه المدرب الهولندي الذي شاهد رجاله يسقطون للمباراة الرابعة على التوالي، بينها المباراة الحاسمة في دوري أبطال أوروبا ضد فولفسبورغ الألماني (2 - 3). وفي معرض رده على سؤال لشبكة «سكاي سبورتس» عما إذا كان يحظى بثقة مجلس إدارة النادي ومالكيه عائلة غليزر بعد الخسارة، قال: «إننا في وضع مختلف. لقد خسرنا المباراة الرابعة، وبالتالي علينا الانتظار لمعرفة ما سيحصل». وتابع: «قلت سابقا في مؤتمر صحافي إن الإقالة والاستقالة لا تتوقف دائما على النادي فقط، ففي بعض الأحيان قد أقوم بها من تلقاء بنفسي». وأوضح: «الأمر أصبح أكثر صعوبة لأني كنت جزءا أيضًا من الهزائم الأربع التي تلقيناها. الجميع ينظر إليّ. عليَّ التعامل مع هذا الأمر، لكن الأمر الأهم هو أن على اللاعبين التعامل مع هذا الوضع لأنهم مطالبون بتقديم الأداء المطلوب». وأشار فان غال إلى أنه لم يكن هناك بديل عن الفوز ستوك، لكنه رأى أن «الضغط» عليه وعلى الفريق إضافة إلى الرياح القوية التي أثرت على الأداء في اللقاء، تسببا في عدم «تجرؤ» لاعبيه على لعب كرة القدم. ومن المؤكد أن إدارة يونايتد ستبحث في الساعات القليلة المقبلة مصير فان غال بعد أن تلقى فريقها ثلاث هزائم متتالية في الدوري للمرة الثانية في 2015 (الأولى بين 18 أبريل (نيسان) الماضي والثاني من مايو (أيار) أمام تشيلسي وإيفرتون ووست بروميتش)، وذلك بعد أن خسر ثلاث مباريات متتالية في ثلاث مناسبات فقط في تاريخه قبل 2015. كما أنها المرة الأولى التي يتلقى فيها يونايتد أربع هزائم متتالية في موسم واحد (ثلاثة في الدوري وواحدة في دوري أبطال أوروبا أمام فولفسبورغ الألماني 2 - 3) منذ أكتوبر (تشرين الأول) - ونوفمبر 1961. ويعود الانتصار الأخير ليونايتد إلى 21 نوفمبر الماضي ضد واتفورد، قبل أن يفشل في تحقيق الفوز في 7 مباريات متتالية (5 في الدوري و2 في دوري الأبطال)، وهذه أسوأ سلسلة له منذ ديسمبر (كانون الأول) 1989 إلى يناير (كانون الثاني) 1990. وتجمد رصيد يونايتد الذي ودع أيضًا مسابقة كأس الرابطة على يد ميدلزبره من الدرجة الأولى إلى جانب انتهاء مشواره في دوري أبطال أوروبا عند حاجز الدور الأول، عند 29 نقطة في المركز السادس. في المقابل، يبحث هيدينك عن فوزه الأول في مغامرته الثانية من النادي اللندني، وبالتالي تعميق جراح مواطنه فان غال، إن لم يكن توجيه الضربة القاضية له والإطاحة برأسه. وكان بإمكان المدرب الجديد - القديم لتشيلسي، أن يخرج فائزا في مباراته الأولى التي انتهت بالتعادل 2 - 2 مع واتفورد على ملعب «ستامفورد بريدج» لو لم يهدر البرازيلي أوسكار ركلة جزاء في الوقت القاتل بعدما فقد توازنه خلال تسديدها فأطاح بالكرة في المدرجات. وقال هيدينك الذي سيحرم من خدمات المهاجم الدولي الإسباني دييغو كوستا صاحب الثنائية في مرمى واتفورد بسبب الإيقاف لتراكم الإنذارات (5): «في النهاية، كانت نتيجة عادلة»، مضيفا: «كان بإمكاننا تحقيق المزيد في نهاية المباراة. حصلنا على بعض الفرص ومن المؤسف أن يفقد أوسكار توازنه خلال تنفيذ ركلة الجزاء». وأكد هيدينك: «سنذهب إلى أولدترافورد، ستكون المهمة صعبة، لكنني أتمنى أن يظهر فريقي في كل مباراة الطموح ذاته أمام واتفورد». ويلعب اليوم أيضًا كريستال بالاس مع سوانزي سيتي، وإيفرتون مع ستوك سيتي، ونوريتش سيتي مع إستون فيلا، وواتفورد مع توتنهام، ووست بروميتش البيون مع نيوكاسل، ووستهام مع ساوثهامبتون، على أن تختتم الأربعاء بلقاء سندرلاند مع ليفربول.
مشاركة :