ألغام «الحرس الثوري» تهدد حياة أبناء البادية السورية

  • 8/10/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عجزت 6 حملات تمشيط عسكرية مشتركة بين قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية بإسنادٍ جوي روسي على مدار عام، عن القضاء على فلول تنظيم «داعش» في البادية السورية، ووقف نشاطه الذي تزايد مؤخراً ضد المواقع العسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية. فيما الحرس الثوري الإيراني يصدر أوامر لميليشياته في البادية، بزراعة آلاف الألغام على مسافة من مواقعها، والتي تهدد حياة الأهالي والثروة الحيوانية في وسط البلاد وشرقها. فخلال الآونة الأخيرة، تشهد البادية السورية نشاطاً عسكرياً جديداً لتنظيم «داعش»، من خلال استهدافه شبه اليومي بالكمائن للقوافل العسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية العابرة على الطرق البرية الواصلة بين بادية حمص وحماة ودير الزور والرقة. إضافة إلى تنفيذه هجمات مباغتة تستهدف المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لإيران منها لواء فاطميون (الأفغاني)، و«حزب الله» (العراقي)، في بادية حمص وباديتي دير الزور والرقة، والتي أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 80 عنصراً، وتدمير نحو 6 آليات وسيارات عسكرية، بحسب مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط». وتضيف المصادر أن «نحو 28 عملية نفذها مقاتلو التنظيم ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية في البادية السورية خلال الآونة الأخيرة، بينها 3 هجمات استهدفت موقعين عسكريين لميليشيا (لواء فاطميون) (الأفغاني)، وموقع لقوات النظام (الفرقة الرابعة)، بمحيط منطقة السخنة والطيبة في بادية حمص، استخدم فيها عناصر التنظيم أسلحة رشاشة وسيارات دفع رباعي، وأسفرت عن مقتل 13 عنصراً وجرح عدد آخر. فيما نفذ مقاتلو التنظيم 4 هجمات استهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام السوري والميليشيات الموالية لإيران منها (حزب الله) (العراقي)، بالقرب من جبل البشري جنوب غربي دير الزور والرقة. أعقبها هجومان على مستودعات عسكرية في منطقة الرصافة جنوب غربي مدينة الرقة. وأسفرت تلك العمليات عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 20 عنصراً. فيما نفذ عناصر التنظيم 6 كمائن استهدفت حافلات نقل (مبيت) عسكرية، على الطريق البرية الواصلة بين مدينة الطبقة ومنطقة أثريا شرق حماة، وطريق دير الزور والسخنة شرق حمص، وأسفرت عن تدمير عدد من الحافلات وقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام، بينهم ضباط». وعلى الرغم من أن «الحرس الثوري» اعتمد خطة تشكيل حزام أمني وعسكري، مؤلف من نحو 48 موقعاً ونقطة عسكرية في مناطق جبلية ومرتفعات تحيط بالبادية السورية، بدءاً من منطقة القلمون، شمال العاصمة دمشق، ومنطقة القريتين ومهين وتدمر والسخنة (بوابة بادية حمص) شرقاً، مروراً بخربة التياس ووادي العذيب ومناطق شاعر شرق حماة وجبل البشري والرصافة جنوب وغرب دير الزور والرقة، ويضم مقاتلين من الميليشيات الأفغانية والإيرانية والعراقية واللبنانية معززين بأسلحة دفاعية وقواعد صواريخ موجهة، ومحاطين بالسواتر الترابية والخنادق، فإن الهجمات التي تنفذها مجموعات تابعة لتنظيم «داعش» شكّلت مؤخراً حالة رعب دفعت بالحرس الثوري إلى الشروع بعملية زراعة الألغام ضد الأفراد والآليات، على مسافة من مواقعها لحمايتها من هجمات التنظيم، والتي تشكل في الوقت ذاته خطراً يهدد حياة المدنيين من أبناء المنطقة وتهديداً مباشراً للثروة الحيوانية، بحسب أحد أبناء منطقة السخنة شرق حمص. ويضيف «يتّبع الحرس الثوري (الإيراني) وميليشياته أسلوب زراعة الألغام، بمحيط مواقعه العسكرية ومناطق قد تبعد عنه ببضع كيلومترات، بطريقة عشوائية تغيب فيها الإشارات الدالّة على وجود ألغام، ومن دون مراعاة أمن المدنيين من مخاطر انفجارها. وهو ما قلّص مساحة رعي الأغنام في تلك المناطق بعد انفجار بعض الألغام بالمواشي ومقتل عدد من رعاتها. وفي الوقت ذاته تستنفر الميليشيات الإيرانية في المنطقة عقب كل انفجار وتوقف عدداً من المواطنيين للتحقيق معهم بأبشع الطرق والوسائل مع توجيه اتهامات بالانتماء إلى تنظيم داعش، ثم يتم إخلاء سبيلهم مقابل فدية مالية قد تصل إلى 10 ملايين ليرة سورية». ويقول أحمد، وهو ناشط من مدينة تدمر شرق حمص: «تعتبر البادية السورية بعمقها الواسع بدءاً من حماة وحمص شرقاً، وصولاً إلى الحدود السورية - العراقية، ملاذ تنظيم داعش الأخير في سوريا، منذ أن خسر معقله الأكبر في شرق البلاد مطلع عام 2019 في ريف دير الزور الشرقي. ويتحرك مقاتلو التنظيم في البادية بكل سهولة، مستفيدين من معرفتهم بطبيعتها وتضاريسها الصعبة». ويضيف: «سبق أن نفذت قوات النظام السوري بالاشتراك مع الميليشيات الإيرانية، 6 حملات تمشيط واسعة ضد فلول التنظيم في البادية السورية، مدعومة بسلاح الجو الروسي، خلال عام 2021، والحملة الأخيرة كانت للفيلق الخامس المدعوم من روسيا في يونيو (حزيران) من العام الحالي. إلا أن كل تلك الحملات لم تنجح في القضاء على عناصر التنظيم، بسبب اتباع الأخير أسلوب التخفي والاختباء وسط الجبال والمرتفعات الرملية في البادية، إضافة الى أسلوب دفاعي يتمثل بنصب الكمائن (الليلية والنهارية)، ضد مجموعات قوات النظام والميليشيات الإيرانية أثناء حملات التمشيط، مما أدى إلى مقتل المزيد من عناصرها وإفشال الحملات».

مشاركة :