إسرائيل تستهدف قياديا في كتائب شهداء الأقصى بنابلس بعد هدنة غزة

  • 8/10/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قتل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء ثلاثة فلسطينيين بينهم القائد الكبير في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح إبراهيم النابلسي، في اقتحام البلدة القديمة من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية. وجاء الاشتباك الدامي في مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية بعد أقل من يومين على إنهاء إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية قتالا في غزة استمر ثلاثة أيام، وهو أسوأ تصعيد منذ مايو 2021، في إطار اتفاق للهدنة لا يزال صامدا إلى حد بعيد. كانت نابلس جزءا من خلية نفذت عدة هجمات بإطلاق النار على جنود ومدنيين في الضفة الغربية خلال وقت سابق من هذا العام، وفقا لجهاز الأمن العام "الشاباك". وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى مقتل فلسطينيين اثنين هما إبراهيم النابلسي القيادي في كتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح في حركة فتح، ومقاتل آخر. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط ثلاثة قتلى في نابلس. ونعت كتائب شهداء الأقصى النابلسي (26 عاما) "أحد قادة كتائبها البارزين في مدينة نابلس"، وسلام صبوح (25 عاما) وحسين جمال طه (16 عاما)، "الذين استشهدوا في عملية اغتيال جبانة بعد اشتباك مسلح" مع الجيش الإسرائيلي. وتوعدت كتائب الأقصى بأن "الرد على هذه الجريمة لن تكون له حدود". وحمل مسلحون جثمان إبراهيم النابلسي من مستشفى رفيديا في نابلس، حيث تجمع المئات من الفلسطينيين. وبدأت العملية صباحا وأعلنت أجهزة الأمن الإسرائيلية أنها تستهدف منزل إبراهيم النابلسي في نابلس القديمة في شمال الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل في العام 1967. وأضاف الجيش الذي أعلن انتهاء العملية "يشتبه في أن النابلسي ارتكب عددا من الهجمات بالرصاص ضد مدنيين وجنود في منطقة نابلس ومحيطها، بما في ذلك عمليات إطلاق نار في مجمع قبر يوسف". وقالت الشرطة إن عناصر الجيش "أطلقت النار على المنزل واستخدمت وسائل خاصة، من بينها صواريخ محمولة على الكتف". وأوضح الجيش أن "مواجهات عنيفة اندلعت مع مثيري شغب ألقوا الحجارة والمتفجرات باتجاه القوات الإسرائيلية، التي ردت بإطلاق النار. وغادرت القوات المدينة ولم يسجل أي جريح في صفوفنا". وأفادت وكالات أنباء دولية بأن قتالا عنيفا يجري في مدينة نابلس القديمة. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه "تعاملت في محافظة نابلس مع 69 إصابة بالرصاص الحي"، مشيرا إلى أن المصابين تم نقلهم إلى المستشفيات، علما بأن إصابات أربعة منهم "خطرة". وقال جمال طه والد الفتى حسين طه الذي قتل الثلاثاء "كنت مع ابني في طريقنا إلى العمل وكان الجيش بعيدا عنا، تقدمني ابني بخطوات وهو يحمل غذاءه معه. كنا خمسة بالطريق وعندما هممت برفع ابني أصابوا شخصا آخر". وشارك أكثر من ألف شخص في تشييع جثامين الفلسطينيين الثلاثة ورفعوا الأعلام الفلسطينية، بينما أطلق العشرات من المسلحين النار في الهواء. وأعلن الحداد في مدينة نابلس، في ظل حداد وإضراب يعمان كافة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية. وتنفذ قوات الأمن الإسرائيلية عمليات شبه يومية في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، ركزت على نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة "إن الاحتلال يقترب من المواجهة الشاملة مع شعبنا الفلسطيني بأسره، من خلال عدوانه الشامل الذي بدأ من مدينة القدس، ومن ثم امتد إلى جنين وغزة واليوم في نابلس، والذي ذهب ضحيته اليوم ثلاثة شهداء والعشرات من الجرحى". وأكد أبوردينة أن "الحكومة الإسرائيلية غير معنية بتحقيق الهدوء والاستقرار، وتعمل على استباحة الدم الفلسطيني واستغلاله لتحقيق مكاسب في السياسة الداخلية الإسرائيلية". وتطرّق رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى عملية نابلس عبر بيان صدر باللغة العربية من مكتبه، جاء فيه "شكلت عملية تصفية الإرهابي إبراهيم النابلسي خطوة أخرى في الكفاح غير القابل للمساومة الذي نخوضه ضد الإرهاب". وحيا لابيد أجهزة الأمن المشتركة، وقال "نفذوا عملية مركزة بنجاح كبير ومن دون وقوع أي إصابات في صفوفهم". وأتت العملية الإسرائيلية بعد يومين على انتهاء عملية عسكرية إسرائيلية دامية استهدفت حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، أسفرت عن سقوط 46 قتيلا فلسطينيا بينهم 16 طفلا، وإصابة أكثر من 360 بجروح بحسب وزارة الصحّة في غزّة. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي مقتل 12 من مقاتليها في الضربات الإسرائيلية، بينهم القياديان في غزة خالد منصور وتيسير الجعبري. وأطلقت الحركة خلال العملية أكثر من ألف صاروخ باتجاه إسرائيل. واعترضت الأنظمة الإسرائيلية غالبية الصواريخ التي سقط بعضها في إسرائيل وتسبب في إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، بحسب الجيش الإسرائيلي. وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار مساء الأحد بوساطة مصرية، ما سمح الاثنين بإعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما. وقال لابيد مساء الاثنين إن الضربات في غزة "وجهت ضربة مدمرة للعدو". ثم تحدث هاتفيا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتعبير عن "تقديره" و"دوره المهم للغاية في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي"، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وبحسب حركة الجهاد الإسلامي، فإن اتفاق الهدنة ينص من بين أمور أخرى، على التزام مصر بالعمل من أجل إطلاق سراح الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي الذي تم اعتقاله في الأول من أغسطس في الضفة الغربية، قبل العملية الإسرائيلية على غزة. لكن إذاعة "كان" الإسرائيلية التي تبث بالعربية، نقلت عن مصدر مسؤول قوله إن "إسرائيل غير ملتزمة بإطلاق سراح السعدي وعواودة".

مشاركة :