توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى نهج جديد لعلاج السرطان عن طريق تثبيت الخلايا السرطانية في أماكنها ومنعها من الانتشار في الجسم. وتعتمد هذه الفكرة التي توصل إليها فريق بحثي من جامعتي كاليفورنيا ديفيز وواشنطن الأميركيتين إلى تطويع نوع من الأجسام المضادة داخل الجسم من أجل تعزيز الروابط بين الخلايا السرطانية. وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “بروسيدنجز أوف ناشونال أكاديمي أوف ساينس”، توصل الباحثون إلى أن الجسم المضاد وحيد النسيلة الذي يحمل اسم “19 إيه 11”، والذي طوره الباحث باري جومبنر من جامعة واشنطن، يقوم بتعزيز نوع من البروتينات تحمل اسم “إي كادهيرين” وهو المسؤول عن ربط الخلايا ببعضها. ويؤكد الفريق البحثي أن بروتين “إي كادهيرين” وغيره من الجزيئات اللاصقة للخلايا ينطوي على أهمية كبيرة في هيكل الأوعية الدموية ومنع انبثاث الخلايا السرطانية أو هجرتها إلى أعضاء أخرى داخل جسم المريض. اقرأ أيضا: تكييف الهواء البارد يقلل نمو الأورام السرطانية ويقصد بهجرة الخلايا السرطانية عملية انتقال الخلايا السرطانية من عضو إلى آخر. وتحدث هذه العملية عند انتقال الخلايا عن طريق الدم أو الجهاز الليمفي، ويُشار للسرطان في العضو الجديد بالسرطان الثانوي. وتتم السيطرة على النقائل بواسطة إحدى طرق علاج السرطان التقليدية كالعلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة. ويحدث السرطان بعد تلف خلية واحدة في الأنسجة وراثيا لإنتاج الخلايا السرطانية مع الانقسام العشوائي. هذا الانقسام غير المنضبط يُنتج الورم الأوّلي. وتخضع الخلايا التي تشكل الورم في النهاية إلى النمو الشاذ ثم فقْد التمايز الخلوي، مما يؤدي إلى النمط الظاهري الخبيث. وينتشر هذا الورم الخبيث في الدورة الدموية، ثم ينتشر في مواقع ثانية لتكوين الأورام. وكان الباحثون قد توصلوا في وقت سابق إلى أن العلاج بواسطة الجسم المضاد 19 إيه 11 يمنع انتشار خلايا سرطان الرئة لدى فئران التجارب. ومن خلال سلسلة من التجارب والملاحظات باستخدام الأشعة السينية، توصل فريق الدراسة إلى أن الجسم المضاد المذكور يربط بين جزيئات “إي كادهيرين” داخل الخلايا السرطانية وبالتالي يمنع انبثاثها وانتشارها، بحسب الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية. ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعا حيث يصاب به نحو 2.3 مليون شخص سنويا في العالم، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. وتتزايد فرص شفاء مرضى سرطان الثدي إذا ما تم اكتشاف المرض مبكرا، غير أن المرضى الذين يتأخر تشخيص إصابتهم بالمرض تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية الثانوية، بمعنى انتقال الورم السرطاني من عضو إلى آخر، في ظاهرة يطلق عليها اسم “هجرة الخلايا السرطانية”. وتحدث هجرة الخلايا السرطانية عندما تتحرك تلك الخلايا في مجرى الدم حتى تصل إلى عضو آخر في الجسم وتصيبه بالمرض الخبيث. ورغم اهتمام العلماء بهذه الظاهرة وسبل الوقاية منه، إلا أنه لم يتم التركيز في السابق على التوقيت الذي تنشط فيه الخلايا السرطانية وتبدأ التحرك في الجسم لتهاجم أعضاء أخرى. وتوصل فريق بحثي من سويسرا في دراسة نشرتها دورية (نيتشر) العلمية إلى نتيجة مفادها أن الخلايا السرطانية التي تتحرك في مجرى الدم وتتحول لاحقا إلى أورام ثانوية تنشط أساسا أثناء نوم مرضى السرطان. وأعد الدراسة فريق بحثي من جامعة بازل والمستشفى الجامعي في بازل وجامعة (إي.تي.إتش) البحثية في زيوريخ في سويسرا. ◙ علماء يتوصلون إلى أن الأورام تفرز المزيد من الخلايا السرطانية عندما ينام المريض ◙ علماء يتوصلون إلى أن الأورام تفرز المزيد من الخلايا السرطانية عندما ينام المريض وشملت الدراسة نحو 30 مريضة سرطان ثدي فضلا عن فئران تجارب، وتوصل الباحثون إلى أن الأورام تفرز المزيد من الخلايا السرطانية عندما ينام المريض، وتنقسم الخلايا التي تنفصل عن الورم الأصلي ليلا وتتزايد بوتيرة أسرع مما يزيد من احتمالات تحولها إلى أورام ثانوية. وذكر الباحث زوي ديامانتوبولو، أحد المشاركين في البحث، أن “الدراسة أثبتت أن انفصال الخلايا السرطانية من الورم الأصلي يخضع لهرمونات مثل الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تغير إيقاع الجسم ما بين ساعات الليل والنهار”. ويُعدّ مرض السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية فإن السرطان يتسبب في وفاة 10 ملايين شخص سنويا. الجسم المضاد وحيد النسيلة الذي يحمل اسم "19 إيه 11" هو المسؤول عن ربط الخلايا السرطانية ببعضها وتعد الفايروسات من أبرز مسببات السرطان، إذ أكدت الدراسات العلمية أن 20 في المئة من حالات السرطان في العالم تعود إلى الإصابة بأحد الفايروسات السبعة المعروفة وهي فايروس الورم الحليمي، وفايروسا التهاب الكبد بي وسي، وفايروس إيبشتاين بار، إضافة إلى فايروسات خلايا تي البشري وهربس وميركل للتورّم. ولا تسبب هذه الفايروسات السرطان إلا بعد وقت طويل من بداية العدوى بها، حيث تكمن في الجسم بعد انتهاء العدوى الأولية، وقد يستمر نشاطها فترة طويلة. ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فإن حالات العدوى من الفايروسات المسببة للسرطان مسؤولة عن 30 في المئة من حالات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل، ويتسبب السرطان في وفاة 10 ملايين شخص سنويا، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد في العقود المقبلة. وكشفت الإحصائيات أن العادات غير الصحية مثل تعاطي التبغ وتناول الأطعمة العالية الدهون وتلك الخالية من الألياف الصحية، وقلة ممارسة النشاط البدني تزيد احتمالات الإصابة بالسرطان، وكشفت التقارير أن ثلث الوفيات الناجمة عن السرطان كان أصحابها من متعاطي التبغ.
مشاركة :