تبشر الأرقام التي أعلنت عنها تونس حول نمو إيرادات السياحة منذ بداية العام الجاري بدخول القطاع منعطفا حاسما للخروج من دوامة أزماته، التي استمرت لعامين بسبب ظروف الأزمة الصحية. وتبث البيانات التي أعلن عنها وزير السياحة محمد المعز بلحسين مطلع هذا الأسبوع، أثناء زيارة عمل إلى ولاية (محافظة) مدنين في الجنوب الشرقي للبلاد، التفاؤل في أوساط العاملين في هذا القطاع الحيوي. وتضم مدنين تحت إداراتها جزيرة جربة إحدى الوجهات السياحية المميزة للبلاد وأيضا مطار جربة - جرجيس ومعبر رأس جدير مع ليبيا. وقال بلحسين إن "تونس استقبلت خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام حوالي ثلاثة ملايين زائر وهو ما ساهم في ارتفاع عوائد السياحة". وبحسب الإحصائيات التي نشرها البنك المركزي على منصته الإلكترونية قبل أيام فقد نمت الإيرادات السياحية خلال الفترة بين يناير ويوليو الماضيين بواقع 65.3 في المئة لتبلغ 1.94 مليار دينار (620 مليون دولار). ◙ تونس استقبلت خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام حوالي ثلاثة ملايين زائر وهو ما ساهم في ارتفاع عوائد السياحة وتعتبر تونس إحدى الوجهات المهمة على مستوى العالم لتنوع منتوجها السياحي ولكونها وجهة تقليدية أساسية للزوار من أغلب البلدان الأوروبية والآسيوية وخاصة فرنسا وروسيا والصين. وتتسلح تونس بخطة طموحة لطي صفحة خمول السياحة مع تخفيف القيود عن نشاط مرافق القطاع لاستقبال الزوار رغم أن الخسائر الناجمة عن الوباء بحاجة إلى وقت طويل لمعالجتها كون هذه الصناعة أحد أبرز محركات النمو وأكثرها جلبا للعملة الصعبة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن بلحسين تأكيده خلال الاجتماع أن المؤشرات المسجلة حتى الآن تقترب من مستويات 2019 أي العام الذي سبق تفشي الجائحة، والذي سجلت فيه تونس حينها زيارة أكثر من 9 ملايين سائح وهو أعلى مستوى منذ 2010. وبلغت إيرادات النشاط السياحي في ذلك العام 5.62 مليار دينار (حوالي ملياري دولار)، مقارنة بقرابة 1.5 مليار دولار قبل عام. ووفق بيان نشرته وزارة السياحة على حسابها في فيسبوك، فقد أشار الوزير إلى أن السوقين الليبية والجزائرية مهمّتان بالنسبة إلى تحريك عجلات القطاع الذي عانى بسبب اختفاء الزوار وتراكم الديون على المرافق والمنشآت السياحية. ولئن وضعت تونس رهانا كبير على تدفق السياح الجزائريين عقب عودة فتح المعابر الحدود البرية بين البلدين خلال الشهر الماضي، فإن عدد الزوار القادمين من ليبيا بلغ خلال سبعة أشهر أكثر من 815 ألف سائح. وخلال النصف الأول من العام الجاري احتل الفرنسيون المرتبة الثانية بعد السياح الليبيين بأكثر من 300 ألف زائر، ثم الألمان بنحو 57 ألف سائح، وبعدهم التشيكيون بنحو 29 ألف سائح. ◙ تونس تتسلح بخطة طموحة لطي صفحة خمول السياحة مع تخفيف القيود عن نشاط مرافق القطاع لاستقبال الزوار وتراهن السلطات التونسية على استعادة القطاع لعافيته بعد الأزمات التي تعرض لها عقب الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، والتي تعمقت بسبب تداعيات الجائحة. وتعاني تونس من أزمة اقتصادية ومالية تضاعفت حدتها جراء تداعيات الجائحة والحرب في أوكرانيا، ولكن المسؤولين الحكوميين يعتقدون أن الوضع القائم سيشكل فرصة لإنعاش القطاع مرة أخرى. وقدرت وزارة السياحة حجم خسائر القطاع أثناء الجائحة بنحو 2.4 مليار دولار بينما تتوقع استعادة نصف مداخيل 2019 خلال 2022 مع بدء انتعاش تدريجي رغم الغموض الذي يلف السوق الروسية التي تعد أساسية إلى جانب السوق الجزائرية. وتساهم السياحة في المتوسط بما بين 9 و10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي السنوي لتونس والبالغ قرابة 40 مليار دولار. وكان القطاع قبل العام 2010 يساهم بنحو 14 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي لاقتصاد البلاد، كما يعد مصدرا رئيسيا للنقد الأجنبي في البلاد. لكنه شهد خلال العشرية الأخيرة أزمة توصف بأنها الأكثر صعوبة، حيث تضرر القطاع جراء الأزمات السياسية المتواترة والعمليات الإرهابية والوباء.
مشاركة :