نصر الله يهدد بـ"قطع اليد" التي تمتد إلى ثروات لبنان

  • 8/9/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حذر أمين عام (حزب الله) اللبناني حسن نصر الله اليوم (الثلاثاء) إسرائيل من أن "اليد التي ستمتد إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستقطع تماما"، وشدد على أن "المقاومة وبسلاحها هي أقوى من أي زمن مضى". وقال نصر الله، في كلمة عبر الشاشة في ختام مسيرة بمناسبة العاشر من محرم ضمت عشرات الآلاف في ضاحية بيروت الجنوبية، إن "اليد التي ستمتد إلى أي ثروة من ثروات لبنان ستقطع تماما كاليد التي امتدت إلى أرضنا وإلى قرانا ومدننا". وأكد نصر الله "رفض نهب ثرواتنا والانتقاص من سيادتنا وأن تفرض علينا غير إرادتنا". وقال "إننا على موقفنا المعروف بشأن الترسيم (الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل) والنفط والغاز ونحن في الأيام المقبلة ننتظر ما ستأتي به الأجوبة على مطالب الدولة اللبنانية وسنبني على الشيء مقتضاه". وأضاف "يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات ونحن في هذه المعركة وفي هذا الاستحقاق جادون الى أبعد درجات الجدية". وتابع "أقول للأمريكيين الذين يقدمون أنفسهم وسطاء، وهم ليسوا كذلك، نحن لن نتسامح مع نهب ثرواتنا ونحن وصلنا إلى آخر الخط وسنذهب الى آخر الطرق فلا يجربنا أحد ولا يمتحننا أحد ولا يراهن على أن يخيفنا أحد". وشدد على أن "المقاومة وبسلاحها هي أقوى من أي زمن مضى ولا تخطئوا مع لبنان وشعبه ولا مع المقاومة في لبنان في موضوع النفط والغاز والحدود البحرية ولا تخطئوا في أي اعتداء". ويجري الوسيط الامريكي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عاموس هوكشتاين جولات مكوكية بين لبنان وإسرائيل للوصول إلى تسوية بينهما حول الترسيم واستخراج النفط والغاز في المياه الحدودية. وسبق أن حذر نصر الله من أنه في حال منع لبنان من الاستفادة من ثروته النفطية، فإن إسرائيل لن تستطيع استخراج أو بيع الغاز والنفط. وكان الوسيط الأمريكي بدأ في بيروت في 14 يونيو الماضي، بدعوة من لبنان، جولة مكوكية جديدة من الوساطة للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بعد تقارير عن دخول سفينة إسرائيلية لاستخراج الغاز الطبيعي إلى حقل (كاريش)، الذي يعتبر لبنان أنه يقع ضمن منطقة متنازع عليها. وعقد لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة ووساطة واشنطن، خمس جولات تفاوض غير مباشرة في الفترة بين أكتوبر 2020 ومايو 2021 لبحث ترسيم الحدود البحرية، لكن المفاوضات جمدت بسبب خلافات حول المعايير التقنية لإتمام الترسيم. وكانت المفاوضات انطلقت بشأن مساحة بحرية متنازع عليها في البحر المتوسط تبلغ 860 كيلومترا مربعا يعتقد أنها تحوي كميات من النفط والغاز، لكن لبنان استنادا إلى دراسات قانونية وجغرافية حديثة أفاد بأن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلو مترا مربعا، وهو ما ترفضه إسرائيل. من جهة أخرى، اعتبر نصر الله أن ما جرى مؤخرا في غزة "يمثل غضاضة للمطبعين والمستسلمين"، وجدد الالتزام بالقضية الفلسطينية مضيفا "نحن موجودون دائما في الجبهة الأمامية". وبشأن العديد من التصريحات والتهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان، حذر من أن "أي اعتداء إسرائيلي على أي انسان وأي مسؤول فلسطيني في لبنان، لن يبقى من دون عقاب ومن دون رد". وفي سياق آخر، دعا نصر الله إلى "أقصى تعاون سياسي وشعبي ورسمي لتجاوز الصعاب والأزمات الحالية" في لبنان . ودعا إلى تشكيل "حكومة حقيقية كاملة الصلاحيات لتتحمل المسؤوليات إذا لم تتم الانتخابات الرئاسية أو إذا تمت". وتنتهي ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون في 31 أكتوبر المقبل، وينص الدستور على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في الشهرين اللذين يسبقان انتهاء الولاية، أما في حال تعذر إجراء الانتخابات فتتولى الحكومة مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية علما بأن الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة تصريف أعمال منذ بدء ولاية البرلمان المنتخب حديثا. وكان عون قد كلف في 23 يونيو الماضي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بتشكيل الحكومة، بناء على استشارات نيابية نال فيها الأخير 54 صوتاً، مقابل 25 صوتاً لصالح نواف سلام سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة، فيما امتنع 46 نائباً عن تسمية أحد. وتعيق خلافات القوى السياسية حول تقاسم الحصص والحقائب الوزارية عملية تشكيل الحكومة في وقت يشهد فيه لبنان منذ عام 2019 انهيارا اقتصاديا صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

مشاركة :