غيَّب الموت معالي م. عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين أمين المدينة المنورة سابقاً - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. كل من تعامل مع المرحوم يذكر تعامله الدمث والراقي وحرصه على قضاء حوائج المراجعين والمتعاملين مع الأمانة. اتبع سياسة الباب المفتوح للقاء أصحاب المعاملات وتذليل المعوقات التي تواجههم وإيجاد الحلول النظامية للمعوقات التي تواجههم. كانت فترة حافلة ثرية بالعطاء والإنجاز حظي بمحبة وتقدير القيادة والمسؤولين والمراجعين من المواطنين والمقيمين. عرفت المرحوم منذ العام 1400هـ خلال عمله مهندساً بوزارة المواصلات وإشرافه على تنفيذ طريق الهجرة الذي يربط المدينة المنورة بمكة المكرمة وجدة حتى تم إنجاز الطريق. عمل بعدها مديرًا لفرع وزارة المواصلات بمنطقة المدينة المنورة ومشرفاً على معرض أكسبو في كندا وغيرها من المهام الرسمية خارج المملكة. انتقل عام 1409هـ إلى أمانة منطقة المدينة المنورة أميناً مكلّفاً ساهم مع زملائه بالأمانة في تحقيق إنجازات مميزة لأمانة المنطقة منها المخطط الشامل والمخطط الإرشادي كأول تجربة على مستوى مناطق المملكة للتخطيط لمنطقة المدينة المنورة ولخمسين عاماً قادمة وربط المخطط الإرشادي بإبراز المزايا النسبية والتنافسية للمنطقة وإيجاد فكرة مدن الضواحي وتوزيع الأنشطة الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية ومشاريع التجميل والتحسين والمشاريع الأخرى وإنشاء شبكة الطرق الزراعية لربط أنحاء المنطقة ومتابعة تنفيذ مشاريع الطرق الرئيسية بالتعاون مع الوزارات المعنية. واهتمامه وبتوجيه من القيادة وأمراء المنطقة متابعة تنفيذ توسعة المسجد النبوي الشريف خلال عهد المرحوم الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله - وبإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز -رحمه الله - أمير منطقة المدينة المنورة وبعده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز -حفظه الله-. وتطوير أعمال اللجنة التنفيذية للمنطقة المركزية التي تم تحويلها لاحقاً لهيئة تطوير المدينة المنورة لتكون ذراعاً مهماً في التخطيط للمنطقة المركزية والإشراف على مشاريعها. حظي بتقدير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل لشخصه وعطائه. وضع برنامجاً شاملاً لمعالجة العشوائيات وتحقيق مخطط الطرق الإشعاعية ودعم قطاع التعليم الأهلي غير الربحي كجامعة الأمير مقرن والمشاركة في لجان الجامعة إبان تأسيسها. وتطوير المنطقة المركزية والمشاركة في لجانها المتنوعة وسعيه توزيع المنح في المدينة المنورة ومحافظاتها والمشروع الرائد لتصريف مياه السيول ودراسات الأودية. وتطوير وتحديث أعمال الأمانة من خلال تبني مشروع الحاسب الآلي وتعميمه وحسن اختياره للقيادات. وإنشاء المرصد الحضري الذي نال جوائز عالمية. شارك خلال السنوات الماضية الأخيرة في اللجان التي شكلت بأمر من المقام السامي لتطوير مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف وتطوير المنطقة المركزية الجديدة ومشروع رؤى المدينة. زاملته لسنوات عديدة منذ بداية مجلس منطقة المدينة المنورة في الدورة الأولى والدورة الثانية وبعدها من خلال مشاركتنا في أعمال العديد من اللجان والمجالس الأخرى كان نعم الشخص خلق وعلم وفكر وخبرات ثرية متراكمة وكبيرة وغيرة على منطقته وبلاده. كان حريصاً على الصالح العام يحفز مع يعمل معه للإنجاز والعطاء شارك الجميع كباراً وصغاراً أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم والمناسبات الأخرى المتنوّعة، حمل قلباً ناصعاً محباً للجميع. انصرف بعد تقاعده للاهتمام بالشأن العام ومشاريع النفع العام والجمعيات الخيرية والاجتماعية ورعاية الأيتام شارك في إنشاء قرية الأيتام وحرص بموافقة المقام السامي وأمراء المنطقة على تخصيص أراضي المشاريع المعاقين والأيتام ومشاريع النفع العام. امتداداً لعطاء أسرته الموفقة في العطاء والإخلاص التي أحبها الجميع. أدى عمله بإخلاص تجاه مدينته ومنطقته وبلاده تجاوز عن الإساءة بخلق عال وصفح عن من أساء إليه. رسخ في الأمانة ثقافة خدمة المواطن والمقيم والتفاني في الخدمة لكل من عمل معه. كان قدوة من العطاء والخلق العالي والإخلاص، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأقاربه ومحبيه الصبر والسلوان وإنَّا يا أبا أسامة لمحزونون لفقدانك {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مشاركة :