يأمل ريال مدريد في أن يتيح له الصيف المستقر الذي عاشه فرصة بدء حملة الدفاع عن لقبه بنجاح، مع انطلاق الموسم الجديد من الدوري الإسباني في كرة القدم نهاية الأسبوع الحالي، رغم مساعي برشلونة للعودة بقوة بصفقات انتقال لافتة. بدأ النادي الملكي مشواره الكروي الجديد أمس الأربعاء أمام أينتراخت فرانكفورت الألماني في مباراة الكأس السوبر الأوروبية، واضعًا نصب عينه هدف موسم مليء بالألقاب تحت قيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بعد ثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. لم يشهد ملعب سانتياغو بيرنابيو تغييرات جذرية، ولا تلميحات إلى إمكانية توقيع نجم كبير لتعزيز الهجوم، بعد رفض الفرنسي كيليان مبابي للعرض المدريدي وقراره تجديد عقده مع باريس سان جرمان. في المقابل، لم تكن هناك حالات رحيل كبيرة أيضا، خصوصا مع تراجع تأثير الويلزي غاريث بايل وإيسكو والبرازيلي مارسيلو بشكل كبير قبل مغادرتهم. ذلك يعني أن الفرنسي كريم بنزيمة والكرواتي لوكا مودريتش الذي يحتفل بعيد ميلاده السابع والثلاثين في سبتمبر المقبل، سيظلان يتمتعان بنفوذ كبير. يمكن لأنشيلوتي أن يتوقع أيضًا زيادة تأثير لاعبين مثل البرازيلي فينيسيوس الذي كان هدفه حاسمًا للفوز بدوري الأبطال أمام ليفربول الإنكليزي في مايو الماضي، إضافة إلى مواطنه رودريغو والفرنسي الآخر إدواردو كامافينغا. صحيح أن لا نجوم كبار وصلوا إلى مدريد، لكن الـ«ميرينغي» أتم صفقتي انتقال مهمتين: لاعب الوسط الفرنسي أوريليان تشواميني (22 عامًا) من موناكو في مقابل رسوم تصل إلى 100 مليون يورو (102 مليون دولار)، وقلب الدفاع الألماني أنتونيو روديغر (29 عامًا) بصفقة انتقال حر من تشلسي الإنكليزي. قال أنشيلوني لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) «أعتقد أن لدينا لاعبين من بين الأفضل في العالم في مركزيهما. جودتهما تزيد من قدرة الفريق البدنية والفنية». توج ريال مدريد بطلاً لإسبانيا بفارق 13 نقطة عن برشلونة، وكان من الممكن أن يكون الفارق أكبر لو لم يظهر الفريق الكاتالوني تحسنًا ملحوظًا في النصف الثاني من الموسم الماضي. فقد كان لتشافي هيرنانديس بالفعل تأثير كبير كمدرب في ملعب كامب نو، ويمكن لمجموعة من التعاقدات الجديدة، وعلى رأسها النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، مساعدته على سد الفجوة مع منافسيه اللدودين. وانضم أيضا جناح ليدز يونايتد الإنكليزي البرازيلي رافينيا، والعاجي فرانك كيسييه من ميلان الإيطالي، فيما يبدو أن الدفاع سيشهد تحسنًا كبيرًا بالتعاقد مع الفرنسي جول كونديه والدنماركي أندرياس كريستنسن. لكن المشكلة هي أنه بحلول بداية الأسبوع الحالي، لم يكن برشلونة قادرًا على تسجيل لاعبيه الجدد لأنهم لم يجمعوا ما يكفي من المال للامتثال لقيود الإنفاق التي فرضتها رابطة الدوري الإسباني على النادي. ويأتي ذلك رغم إقدام مجلس إدارة برشلونة على بيع أصول، بما في ذلك 25 في المئة من أسهم «بارسا ستوديوس» المسؤولة عن إدارة التداول الرقمي والإنتاج السمعي البصري في النادي، لمنصة سوسيوس (Socios.com) مقابل 100 مليون يورو. كما باع النادي الكاتالوني 25 في المئة من حقوق البث التلفزيوني في الدوري لصندوق الاستثمار الأميركي «سيكسث ستريت» على مدى السنوات الـ25 المقبلة، في مقابل 400 مليون يورو. تأتي تلك الاتفاقيات إضافة إلى اتفاقية الرعاية مع «سبوتيفاي»، كما أشارت تقارير في إسبانيا الثلاثاء إلى أن برشلونة سيبيع 25 في المئة أخرى من «بارسا ستوديوس» لصندوق استثماري في مقابل 100 مليون يورو، في محاولة لإرضاء رابطة الدوري. ويمارس النادي الكاتالوني ضغوطًا على لاعب وسطه الدولي الهولندي فرنكي دي يونغ للمغادرة من أجل توفير راتبه. وقد تكون هناك مخاوف حيال العواقب طويلة الأمد لتلك الصفقات على ناد تبلغ ديونه وفق التقارير 1.3 مليار يورو، لكن إذا ما تمكن من تسجيل اللاعبين الجدد، فيمكنه أيضًا أن يكون قوة حقيقية لا يستهان بها. وأقر تشافي «لقد ولدنا الكثير من الترقب المتفائل. لدينا آمال كبيرة أيضًا. هدفنا هذا العام هو الفوز بالألقاب ولعب كرة قدم جيدة». إذا لم يتمكن برشلونة من سد الفجوة أمام ريال، فمن غير المرجح أن يتمكن أي فريق آخر من ذلك، إذ لا يبدو أتلتيكو مدريد أقوى بكثير من العام الماضي عندما أنهى الموسم ثالثًا. فقد عاد لويس سواريس إلى موطنه أوروغواي، ولم يكن مستوى الفرنسي أنطوان غريزمان مقنعا، رغم أن البلجيكي أكسل فيتسل عزز خط الوسط، كما سيضيف الأرجنتيني الدولي ناهويل مولينا جودة في مركز الظهير الأيمن. علاوة على ذلك، لا يزال لديهم المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. في المقابل، أنهى إشبيلية موسمه الماضي في المركز الرابع وتأهل إلى دوري أبطال أوروبا على حساب غريمه ريال بيتيس الذي فاز بكأس إسبانيا. وبينما تعاقد إشبيلية مع إيسكو، فقد خسر قلبي دفاع بارزين مع رحيل كونديه إلى برشلونة، والبرازيلي دييغو كارلوس إلى أستون فيلا الإنكليزي. وكان ملحوظًا أن الأخير فضل الانضمام إلى نادٍ متوسط المستوى في ال«برميرليغ» بدلاً من البقاء واللعب في دوري أبطال أوروبا. يعكس ذلك قوة الجذب للكرة الإنكليزية، على غرار انتقال البرتغالي عونسالو غيديش هداف فالنسيا الموسم الماضي، إلى ولفرهامبتون. والجدير بالذكر، أن الموسم الجديد سيشهد عودة ألميريا المملوك سعوديًا إلى دوري الأضواء بعد سبع سنوات، مصحوبا ببلد الوليد وجيرونا.
مشاركة :