أكدت وزارة العدل الأمريكية أمس كشف مخطط إيراني لاغتيال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض موجهة الاتهام إلى أحد أفراد الحرس الثوري. وأوضحت وزارة العدل في بيان أن شهرام بورصافي "45 عاما" المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، عرض دفع 300 ألف دولار لأشخاص في الولايات المتحدة لقتل بولتون، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، انتقاما على الأرجح لاغتيال الولايات المتحدة قاسم سليماني القيادي الكبير في الحرس في كانون الثاني (يناير) 2020. وقال ماثيو أولسن مساعد المدعي العام الأمريكي "هذه ليست المرة الأولى التي نكشف فيها مؤامرات إيرانية للانتقام من أفراد على الأراضي الأمريكية وسنعمل بلا هوادة لفضح كل تلك الجهود وعرقلتها". وأفاد البيان أنه بين أكتوبر 2021 وأبريل 2022، اتصل شهرام بورصافي بهذا المصدر باستخدام منصة لتبادل الرسائل المشفرة وأعطاه تعليمات لتحديد مكان بولتون وتصويره ثم قتله. لكن المصدر كان في الواقع مخبرا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبعد ذلك، أمره بفتح حساب بعملة رقمية، ثم أعطاه عنوان مستشار دونالد ترمب السابق وطلب منه تنفيذ الخطة قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني. لكن بعد مرور تاريخ الذكرى السنوية لمقتل سليماني واصل شهرام بورصافي الضغط على المصدر السري لقتل بولتون ووعده بعقد آخر بقيمة مليون دولار إذا نجحت العملية. واتهم بورصافي باستخدام تسهيلات تجارة بينية تخص الولايات المختلفة في ارتكاب جريمة القتل مقابل أجر، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن عشرة أعوام ومحاولة تقديم دعم مادي لمؤامرة قتل عابرة للحدود ويعاقب عليها بالسجن 15 عاما. وكان بولتون، وهو من بين أبرز واضعي السياسة الخارجية الأمريكية ومنتقدا صريحا لإيران، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض خلال عهد دونالد ترمب من أبريل 2018 إلى سبتمبر 2019. وأشارت وثائق المحكمة إلى أن بولتون كان على علم بالمؤامرة وتعاون مع المحققين، وقد سمح بأن يتم تصويره خارج مكتبه في واشنطن وإرسال الصور إلى بورصافي. وأوضحت وزارة العدل الأمريكية أن "المصدر السري أشار مرارا إلى أن بورصافي مرتبط بفيلق القدس خلال أحاديثهما. ولم ينكر بورصافي ذلك مطلقا". ويعتقد أن مسؤولا آخر كان على قائمة طهران وهو مايك بومبيو الذي كان وزيرا للخارجية وقت اغتيال سليماني وقبل ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية. من جانبه، غرد جايك ساليفان مستشار الأمن القومي الحالي للبيت الأبيض أن طهران ستواجه "عواقب وخيمة" إذا هاجمت مسؤولين أمريكيين حاليين أو سابقين.
مشاركة :