مهرجان "جدار – فن الشارع" يزيّن الرباط بجداريات جديدة

  • 8/11/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أسدل الستار على النسخة السابعة من مهرجان جدار – فن الشارع الرباط لسنة 2022، بتقديم حصيلة جيدة تتمثل في إنجاز 9 جداريات من توقيع 9 فنانين (3 مغاربة و6 عالميين)، بحسب ما أعلنت عنه الجهة المنظمة. وأوضح المصدر ذاته، أن مهرجان جدار – فن الشارع الرباط، المنظم خلال الفترة الممتدة ما بيـن 21 و31 يوليـو الماضي، نجح في دعوة فنانين من المغرب وخارجه من أجل تزيين جدران العاصمة. كما فتح الدعوة في وجه السكان والجمهور من أجل رحلة سفر في عوالم فن الشارع، وهي تفاصيل ستظل راسخة في الأذهان، ذلك أن المهرجان الذي امتد على 10 أيام كان تحت شعار النظام والجمال والموهبة والفن والمتعة الكبيرة. أعمال فنية قدم مهرجان جدار- فن الشارع الرباط لسنة 2022 حصيلة جيدة تتمثل في إنجاز 9 جداريات هي الأعمال الفنية التي تضاف إلى قائمة الجداريات المنجزة في الدورات السابقة والبالغ عددها أكثر من 60 جدارية، وهو رقم يتزايد سنة تلو أخرى. ◙ انتشار ثقافة الجدارية في العديد من المدن المغربية يعد مسألة إيجابية جديرة بالاحتفاء وبغض النظر عن الرسائل التي تحملها الجداريات المنجزة هذه السنة، فالأعمال تشد الأنظار بجمالها وتفاصيلها الإبداعية المتميزة بالدقة، والمتنوعة: ما بين الأشكال الهندسية المركزة والمتداخلة أو المتجاورة للفنان المغربي رضا بودينة المهووس بكل ما يخص عالم الفضاء، والمرأة الأفريقية الفاتنة للفنان السنغالي بوغراف، والفتاة الجميلة للفنانة المغربية تيما، أو الرجل المبتسم فـي مطبخه الضيق للكندي بريان بيونغ. ونجد من الأعمال المنجزة أيضا موسوعة الوحوش بالأزرق والأسود للفنان البرتغالي بانطونيو، والطبيعة الصامتة للفنان الإسباني مانولو ميسا؛ والحياة النباتية باللون الأحمر للفنان الياباني توون؛ والطوابع البريدية الرائعة التي تحتفل بالعاصمة الرباط من إنجاز الفنان المغربي إد أونر، بالإضافة إلى التراكيب المنعكسة للفنان السلوفاكي جوراس دوريس. وسجلت الجهة المنظمة أن الجداريات لم تكن حكرا على الواجهات الكبيرة للمباني المنتشرة في جميع أنحاء مدينة الرباط، لكن فن الشارع كان له مكان ونصيب أيضا على جدران متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر. حيث اختار الفنان المغربي آدم بلعروشية أن يغطي إحدى الواجهات الست للمتحف بواسطة قماش مشمع عماق، عوض الرسم مباشرة على الجدران، ذلك أن عمله يجمع ما بين الفن المينيماليست والتصميم والسريالية، ويعكس حداثتنا المزدحمة والمكتظة. وتوزعت أعمال الفنانين في هذه الدورة على عدد من الأحياء، لتزين وجه الرباط المفعم بأحاسيس ولمسة كل فنان من الفنانين المشاركين في التظاهرة. وكما جرت العادة منذ سبع سنوات، يحرص مهرجان جدار- فن الشارع الرباط على تشجيع المواهب الصاعدة عن طريق المشاركة في ورشة إنجاز “الجدار المشترك”، وذلك عبر وضع جدار كبير تحت تصرفها للتعرف على طرق التعامل مع الجداريات بإشراف مباشر من فنان متمكن، وفتح المجال أمامها مـن أجل إطلاق العنان لإبداعها ومخيلتها. وهذه السنة، وقع الاختيار على الفنان المغربي أيوب عبيد الشهير باسم “Normal” الذي تولى مهمة تنظيم هذه الورشة التي استمرت على مدى أسبوع كامـل. وفي نفس الصدد، فتـح المهرجان أبوابه للجمهور من عشاق فن الشارع من خلال فرصة المشاركة فـي ورشات عمل وحضور عرض السـيريغرافيا مـع الفنانـة جيمـا بيرينغيـر، بصفتها الطابعة الرئيسـية في أسـتوديو “مونوستيريو” والتــي اقترحــت بنفــس المناســبة عــرض عشــرات الملصقــات للمجموعــات – GIG POSTERS – مصممة ومطبوعة يدويا علـى الـورق داخـل معـرض “Ambigue”. التمرد والتواصل ◙ إلغاء المسافة بين الناس والفن ◙ إلغاء المسافة بين الناس والفن تجدر الإشارة إلى أن مهرجان جدار- فن الشارع الرباط ينظم منذ سـنوات مـن قبل جمعية التربية الفنيـة والثقافية – لبولفـار- وبدعـم مـن العديـد من الشـركاء. ويعمل القائمون على المهرجان باسـتمرار على تجديد صيغته المقترحة من خلال الحث على فن الشارع بمجمله وتعددية انضباطه، ثم إعادة التفكير في العلاقة مع الفضاء العام من خلال استحضار كل ما يخص عالم الإبداع. وسيتم تنظيم النسخة الثامنة من المهرجان خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و27 مايو 2023، حيث سيتمكن الجميع من مشاهدة ولادة أعمال فنية أخرى وعيش الأجواء الفريدة للمهرجان فـي نسخته الثامنة، ومن المقرر خلال هذه الفترة عقد لقاءات مع الجمهور الواسع وتنظيم حلقات عمل. ويسعى فنانو الشارع المشاركون على امتداد الدورات المتعاقبة للمهرجان إلى تخليد حيز رمزي ومكاني في رسم جداري يحكي قصة مشتركة بين الجميع، ترحل مخيلاتهم إلى عوالم أخرى، تنهل من عبق روح وذكريات سكان مدينة الرباط. ◙ المهرجان دعا السكان والجمهور من أجل رحلة سفر في عوالم فن الشارع وهي تفاصيل ستظل راسخة في الأذهان وقد ساهم المهرجان، منذ انطلاقته سنة 2015، في التحولات الجمالية التي تعيشها أزقة وأحياء وشوارع الرباط، عاصمة الثقافة الأفريقية هذا العام، حيث صارت مرسما تجريبيا في الهواء الطلق للفن الحضري العالمي، يقصده ثلة من فناني الشارع المعروفين، لإغناء موروثه الثقافي في عالم الجداريات. والجداريات التي ارتفع عددها في عاصمة المملكة في السنوات الأخيرة ليصل إلى العشرات من اللوحات بمساحة واجهات عمارات من خمسة طوابق، أشرف على بعضها فنانون أجانب نقلوا بخبراتهم الطويلة في فن رسم الجداريات مشاهد من حياة بلدانهم، ضمنوها رسائل إنسانية عن التعاون المجتمعي وجمال الحياة في ظل المحبة والإخاء. كما انتشرت الجداريات أيضا في مدن مغربية أخرى، كالدار البيضاء وأصيلة وآسفي والجديدة ومكناس ومراكش وأكادير وسطات، وغيرها. ويرى العديد من الفنانين المغاربة أن انتشار ثقافة الجدارية في العديد من المدن المغربية يعد مسألة إيجابية جديرة بالاحتفاء، إذ تعكس تطور الحركة الفنية في بعدها التواصلي، وتوصل رسالة مفادها أنَّ الفن واللون قد خرجا من نخبويّة المعارض والمتاحف إلى الفضاء العام، حيث يتشارك الفنان متعة اللون مع الناس البسطاء، ويصبح العمل الفني إبداعا تشاركيا يعطي قيمة مضافة للزمان والمكان، فيما يمكن تسميته بدمقرطة الجمال. كما تمثل الجداريات تمرّدا واضحا على ثقافة الصالونات والمعارض، ولعل مدينة أصيلة المغربية خير نموذج لمدى تفاعل الناس مع الحس الجماليّ، بل إنَّ المدينة اشتهرت بجدارياتها أكثر من المعارض التي تنظم في إطار مهرجانها الدولي.

مشاركة :