دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم (الأربعاء) إلى إيجاد حلول سياسية لإيقاف دوائر العنف في قطاع غزة. وتأتي الدعوة بعد يومين من اتفاق وقف إطلاق نار بوساطة مصرية أنهى ثلاثة أيام من جولة توتر دامية بين حركة الجهاد الإسلامي وإسرائيل. وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية فابريزيو كاربوني في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن كل جولة جديدة من العنف يشهدها قطاع غزة وإسرائيل تندلع أزمة أمل إذا لا يلبث تجدد القتال أن ينكأ الجراح على الجانبين. وأوضح كاربوني أن "لا سبيل لإيقاف دوائر العنف التي تبدو عصية على الحل والأزمات الإنسانية التي ترافقها سوى باتخاذ خطوات سياسية، ولا بد من تسريع وتيرة هذه الخطوات". ورحب بوقف إطلاق النار، معربا عن أمله أن يصمد، لكنه حتى وإن استمر، تظل احتياجات سكان القطاع للمساعدة والدعم قائمة إذ يعتمد ثمانية من كل عشرة أشخاص على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. وأوضح أن المساعدات والدعم تكتسي أهمية كبيرة، ويمكن أن تساعد في الحيلولة دون حدوث انهيار كامل بالقطاع على المدى القصير ومع ذلك، لا يمكن تحقيق تحسينات مستدامة إلا بالتوصل إلى حلول سياسية. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ليلة الأحد عند الساعة (11:30) بتوقيت القدس بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي بوساطة مصرية لإنهاء جولة توتر في قطاع غزة استمرت 3 أيام وأدت لمقتل 45 فلسطينيا، وإصابة 47 إسرائيليا. وجاء التوتر بعد اعتقال إسرائيل لمسئول كبير في الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية منتصف الأسبوع الماضي، فيما تعهدت الحركة بالرد على ذلك، مما أدى إلى رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في جنوب إسرائيل على طول الحدود مع غزة. وتعد جولة التوتر الأشد منذ مايو العام 2021 إثر قتال عسكري عنيف بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل استمر 11 يوما وخلف أكثر من 255 قتيلا فلسطينيا و13 في إسرائيل وانتهى بوساطة مصرية. وقال كاربوني إن "الأثر العميق الذي تحدثه هذه الأزمة في الصحة النفسية والسلامة النفسية -الاجتماعية للناس الذين عايشوا جولات القتال الأخيرة لهو أحد أقسى التبعات التي تخلفها كل جولة جديدة من هذا النزاع المسلح الممتد". وأشار إلى أن السكان على جانبي السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل يلازمهم منذ مايو العام الماضي شعور بالترقب والقلق وانعدام اليقين، وحالهم كحال من يقبع في غرفة انتظار هائلة، لا يلبث أن يلتقط أنفاسه من أهوال تصعيد مضى حتى يستفيق على وقع تصعيد آخر. وتابع أن اليأس والإحباط خيم على الناس ولاسيما جيل الشباب على مدى السنوات، وهذا الشعور العميق بانعدام الأمل وعدم القدرة على استشراف مستقبل أفضل هو أكثر ما يقلق اللجنة، ذلك أن هذا الجيل هو من نعول عليه في رسم مسار أفضل. وأشار كاربوني إلى أن أولويات اللجنة الدولية تتمثل في مواصلة تقييم الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا مع شركائها في الجمعيات المحلية، ودعم مقدمي الخدمات الأساسية، ومساعدة الأشخاص المتضررين على إعادة بناء حياتهم، وهي العملية التي تكاد تكون مستحيلة بالنسبة للبعض.
مشاركة :