مسقط - الرؤية بدأ مزارعو الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية هذه الأيام حصاد ثمار الرمان من مختلف القرى في الوقت الذي بلغت نسبة الثمار السليمة 96 بالمئة بعد تطبيق وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه برنامج المكافحة وإطلاقها 155 مـليون طفيل خلال هذا الموسم 2020 ضمن مشروع الادارة المتكاملة لفراشة ثمار الرمان بالجبل الأخضر باستخدام الوسائل البديلة وطرق المكافحة الحديثة. ويعد الرمان المحصول الاقتصادي الرئيسي في الجبل الاخضر، حيث توجد أكثر من 27 ألف شجرة، ويبلغ عدد متوسط الثمار للشجرة الواحدة حوالي 150 ثمرة، وتعتبر قرى وادي بني حبيب، وسيق، والشريجة، والعيينة، والعقر، وحيل اليمن، والمناخر، وقطنة، والسوجرة، والقشع، من أهم القرى التي تشتهر بزراعة الرمان وإنتاجه. وقد وضعت الوزارة منذ عام 2003م برنامجا في مراكز البحوث الزراعية لإكثار طفيل البيض الترايكوجراما الذي يستخدم على نطاق واسع في مكافحة العديد من الآفات الحشرية، وتم تدريب 39 شابا وشابة على تقنية إطلاق الطفيل بالإضافة إلى 5 فنيين يعملون على اكثاره، مما ساعد على التقليل من الخسائر الاقتصادية للمزارعين، ومن إصابة الاشجار بآفة ثمار الرمان، ورفع انتاجية وجودة ثمار الرمان والمحاصيل الاخرى مثل الخوخ والجوز، ونشر فكرة الإدارة المتكاملة لآفات الرمان لدى المزارعين والمواطنين، والمحافظة على البيئة ومكنوناتها، والتقليل من استخدام المبيدات التقليدية ذات الأثر السلبي، كما ان الوزارة من خلال تطبيق البرنامج تمكنت من وضع نظام دقيق لاستكشاف نشاط الحشرة بجميع القرى بواسطة فرق الكشف المبكر، وتحرص على تدريب الكوادر الفنية بدائرة التنمية الزراعية بالجبل الاخضر وأكبر شريحة أهلية على مثل هذه المشاريع. وتم تنفيذ مشروع المكافحة المتكاملة لآفات شجرة الرمان من خلال تنفيذ حملة توعوية إرشادية تشمل عقد اجتماعات وندوات وحلقات عمل لتدريب الفنيين والمنفذين المساندين، ورصد وتتبع الحشرة ومعرفة نشاطها الأسبوعي الدقيق، وتنفيذ المكافحة الحيوية بإطلاق الطفيل المتخصص على بيض فراشة ثمار الرمان، وإزالة البيض ميكانيكيا وتوزيع الأكياس الشبكية التي تحول دون وصول الحشرة إلى ثمار الرمان، اضافة الى إجراء المكافحة الكيميائية للبؤر المصابة التي تصل فوق الحد الحرج وذلك باستخدام مبيدات حيوية صديقة للبيئة وقليلة السمية، وتنفيذ برنامج رفع النواحي البستانية بإجراء معاملات التقليم والتربية وتحسين المعاملات السمادية التي تساعد في رفع إنتاجية ونوعية المحصول، وإجراء دراسة فسيولوجية للتقليل من ظاهرة التشقق للمحصول. وقال المهندس سالم بن راشد التوبي مدير دائرة التنمية الزراعية بالجبل الأخضر لوكالة الانباء العمانية ان “موسم العام الحالي يبشر بمحصول جيد، نظرا للظروف الجوية الملائمة والمناسبة وكمية الامطار التي هطلت مما ادى الى توفر كمية جيدة من المياه لري جميع الاشجار، وقد بدأ المزارعون في تسويق الثمار في الأسواق القريبة، موضحًا انه سيتم خلال الاسبوع القادم تقييم موسم 2020 من حيث عدد الثمار لكل شجرة ومتوسط حجمها”. واضاف انه تم خلال العام الماضي اطلاق 215 مليونًا من طفيل البيض الترايكوجراما على مستوى قرى الجبل ضمن برنامج المكافحة السنوي، مشيرا الى أن متوسط الثمار للشجرة الواحدة خلال موسم 2019 بلغ 101 ثمرة واحدة لكل شجرة، وكانت نسبة الثمار السليمة الصالحة للتسويق 96 بالمئة. ووضح أن هناك ثلاث مجموعات لأصناف الرمان في الجبل الأخضر هي “الحلو” و”الحلو الحامض” و”الحامض” ولكل نوع من هذه الأنواع مذاقه وفوائده الصحية، فالرمان بأنواعه غني بفيتامينات (A, B, C) ومقادير قليلة من الحديد والفوسفور والبوتاسيوم والمنغنيز، والرمان مليء بالمواد المضادة للأكسدة تلك المواد المعروفة بالتقليل من الكوليسترول الضار والوقاية من تصلب الشرايين وتسهم في زيادة الأوكسجين في القلب، وتشير الأبحاث العلمية والطبية المتخصصة الى ما هو أكثر من ذلك من فوائد لحبوب ثمار الرمان ولعصيره ولقشره ولبه. واضاف ان المجموعة الحلوة تشكل النسبة الأعلى من أشجار الرمان في الجبل الاخضر حيث تبلغ نسبتها 98 بالمئة تقريبا، وتعتمد انتاجيته على توفر العوامل الرئيسية وأهمها فترة سكون كافية في فصل الشتاء وإجراء عمليات الخدمة من تسميد وري في وقتها المناسب. ويستطيع المزارع وكذلك المستهلك معرفة مؤشرات نضج الرمان من خلال تغير لون الاكياس العصارية والحبات داخل الثمرة من الأبيض الى الأحمر وتغير لون قشرة الثمرة من الأخضر الغامق الى الأخضر الفاتح او الى الاصفر الذي يغطيه جزئيا أو كليا اللون الأحمر ووصول الثمار الى حجمها النهائي المتعارف عليه لكل صنف واكتساب الاكياس العصارية للطعم المناسب للصنف. ويبدأ مزارعو الرمان في الجبل الأخضر العناية بأشجار الرمان منذ منتصف يناير من خلال تقليم الأشجار والتخلص من الأفرع الميتة وإزالة الحشائش وحراثة الأرض وإضافة السماد العضوي والري مرة واحدة كل عشرة أيام، وخلال مايو يستمر الري بين خمسة إلى سبعة أيام حتى نهاية سبتمبر حيث يتم وقف الري نهائيا عن أشجار الرمان من منتصف نوفمبر وحتى نهاية يناير لإعطاء النبات فترة راحة ولتجديد نشاطه في الموسم الذي يليه. ويفضل قطف ثمار الرمان مع جزء صغير من العنق باستعمال مقص تقليم لأنه بدون اداة مناسبة قد يؤدي إلى انسلاخ جزء من قاعدتها مع عنقها الذي يبقى عالقا على الشجرة وتصبح الثمرة أكثر عرضة للتلف وبعد القطف توضع الثمار بعناية في سلة أو صندوق نظيف ولا ينصح بوضع الثمار بعد قطفها على الأرض لاحتمال تلوثها بالتربة أو الميكروبات التي تتلفها، ويجب عند القطف فرز الثمار المتشققة أو المصابة عن السليمة ثم تعبأ السليمة في عبوات كرتونية أو بلاستيكية وتحفظ في مكان مظلل لحين شحنها للبيع. ويتجه المزارعون في الجبل الأخضر الى سوق نزوى وبعض الاسواق الاخرى المجاورة لبيع منتجاتهم، حيث ارتفع الطلب على رمان الجبل الاخضر خلال المواسم الماضية، وتتفاوت اسعاره حسب الموسم وكمية الانتاج وقوة الطلب، وتعتبر أسعاره مناسبة حسب رأي المزارعين نظير الجهد الكبير والعناية الفائقة والمتابعة المستمرة من بداية العناية بالشجرة في شهر يناير حتى موعد حصاده، بالإضافة إلى كون المحصول عضويا وطبيعيا 100 بالمئة، ومن خلال زيادة الحركة السياحية في الجبل الأخضر في السنوات الأخيرة فقد ازداد الطلب على محصول الرمان من قبل السائحين الذين يقصدون الجبل الأخضر في ايام الموسم.
مشاركة :