انتحر صاحب منجم الجبس الذي انهارت أجزاء منه أول من أمس الجمعة شرق الصين، في وقت مبكر صباح اليوم الأحد، وذلك بإلقاء نفسه في بئر للمياه بالمنجم، حيث كان موجودا للمساعدة في جهود إنقاذ العمال الذين لا يزال 17 شخصا منهم محاصرين بداخله. وأعلنت السلطات أنه منذ انهيار المنجم في منطقة بينغيي بمقاطعة شاندونغ، توفي شخص واحد بينما تم إنقاذ 11 عاملا حتى الآن، أما بالنسبة للعمال المحاصرين فقد تم تحديد موقعهم بمنطقتين مختلفتين بالمنجم، كما تبذل حاليا جهود حثيثة لإنقاذهم من قبل فريق مكون من نحو 700 شخص من قوات الإنقاذ، إلا أن عملية الإنقاذ تمضي بصعوبة شديدة بسبب الصخور المتساقطة وانسداد أجزاء من نفق تحت الأرض بالمنجم. وأشار عامل المنجم الناجي تشاي جوانجمونغ إلى أن المنجم انهار يوم الجمعة عندما كان 28 شخصا آخرون يعملون بداخله. وأضاف: «بعد انهيار نفق المنجم لم أستطع أن أرى أي شيء على الإطلاق». ووفقا لوسائل الإعلام الصينية، فإن رجال الإنقاذ يحاولون في الوقت الحاضر عمل فجوة بأحد الموقعين لمحاولة الاتصال بالعمال وإمدادهم بما يحتاجونه من طعام وشراب. من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام رسمية في الصين أن إقليم غوانغدونغ الواقع بجنوب الصين وإحدى أكبر القواعد الصناعية فيها سيراجع كل مواقع مخلفات البناء في أعقاب انهيار أرضي مدمر لضمان عدم وجود أي من هذه المواقع في أماكن خطيرة أو لا تخضع لإشراف جيد. وأدى الانهيار الأرضي الذي وقع في بلدة شنغن المزدهرة في إقليم غوانغدونغ إلى دفن أكثر من 30 مبنى في متنزه صناعي، وفقد أكثر من 70 شخصا لم يُعثر منهم حتى الآن إلا على عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. ووصفت الحكومة المركزية يوم الجمعة هذا الانهيار بأنه كارثة من صنع الإنسان. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن حكومة غوانغدونغ قولها إنه توجد مشكلات كثيرة في إدارة بناء مكبات النفايات بما في ذلك مسائل السلامة. وأضافت «شينخوا» أن المواقع التي ثبُت أنها تعمل في «مناطق محظورة» مثل المناطق القريبة من مستشفيات وأحياء سكنية وروضات أطفال وخطوط للسكك الحديدية لا بد من نقلها على الفور مع تحمل المدن مسؤولية نقلها. وقالت إن من تثبت مسؤوليته عن إدارة هذه المواقع بشكل سيئ أو غير قانوني فإنه سيحال للمحاكمة في الوقت الذي يتعين فيه بذل جهود للتعجيل بتطوير نظام لمواجهة المخاطر. وقال مسؤول في وكالة رقابة عينتها الحكومة يوم الخميس الماضي إنه تم حث شركة «يشيانغلونغ» التي تدير مكب النفايات في شنغن على وقف العمل قبل أربعة أيام من وقوع الكارثة. وكانت «شينخوا» قد قالت في وقت سابق أنإالمكب ظل يُستخدم عشرة أشهر بعد الموعد الذي كان من المفترض أن يتوقف فيه عن أخذ نفايات، محققا بذلك ربحا لشركة «يشيانغلونغ» بلغ نحو 7.5 مليون يوان (1.16 مليون دولار).
مشاركة :