وأطلق المتظاهرون في وسط الخرطوم هتافات تطالب الجيش بالعودة إلى الثكنات، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. ويعاني السودان، أحد أفقر دول العالم العربي والغارق في أزماته السياسية والاقتصادية منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، من اضطرابات مستمرة منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عندما أطاح المدنيين من حكم الفترة الانتقالية. ودفع ذلك السودانيين إلى الخروج للتظاهر بانتظام منذ ذلك الحين، للمطالبة بانهاء الحكم العسكري. والخميس احتشد متظاهرون في شارع رئيسي في الخرطوم حيث طالبوا بـ"الحماية والأمن" وبـ"مجانية الرعاية الصحية والتعليم". وغالبا ما تخلّلت التظاهرات مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل 116 متظاهرا، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب. والشهر الماضي تعهّد البرهان "عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في مفاوضات" الحوار الوطني، و"إفساح المجال" أمام الفصائل للاتفاق على تشكيل حكومة مدنية. لكن قيادات فصائل مدنية عدة رفضت المبادرة ووصفتها بأنها "مناورة مكشوفة"، وتمسّك المحتجون المؤيدون لإعادة الحكم للمدنيين بموقفهم الرافض لأي تفاوض أو شراكة مع العسكر. وفي أواخر الشهر الماضي رحّب البرهان بمبادرة أطلقها الزعيم الصوفي الطيب الجد من أجل التوصل إلى توافق وطني. لكن المتظاهر شاكر محمد قال إن "هذه المبادرة لا تمثل أيا من الثوار"، واعتبر أن من يطلقون المبادرات "أشخاص يسعون إلى تولي السلطة"، مضيفا "نحن نرفض ذلك تماما". وقال المتظاهر محمد عبد الفتاح في تصريح لوكالة فرانس برس "إنها مبادرة مشبوهة"، مشددا على أنها لا تمثّل الشارع. وفي وقت سابق من الشهر الحالي انتقد نائب رئيس المجلس السيادي السوداني محمد حمدان دقلو الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش السوداني العام الماضي، قائلا إنه فشل في إحداث التغيير. وقال دقلو المعروف بـ"حميدتي" خلال مقابلة "فشلت الحكاية... والآن أصبحنا (السودان) أسوأ". وقال حميدتي خلال المقابلة إنه إذا كان "خروج القوات النظامية من المشهد السياسي سيتسبب في نهضة السودان... فنحن صادقون بالتأكيد".
مشاركة :