العمل الصحيح لا يمكن انتقاده ولا مهاجمة من قام به حتى وإن اختلفت معه فكرياً وسياسياً، وإلا فستكون خصومتك معه خصومة فاجرة وكارهة، وهذا الأمر سبق أن حذرنا منه لأنه سبب فيما مررنا به من عبث سياسي دمر كل ما هو جميل في مسيرتنا الديموقراطية. شعار إن لم تكن معي فأنت ضدي شعار مدمر وفاسد خصوصا في العمل السياسي والوطني لأن خصمك السياسي قد يقوم بعمل إصلاحي من شأنه رفعة وطنك واستقراره وازدهاره، لذلك وجب عليك أن تمتدحه وتشد على يديه وتشجعه للمضي قدماً لما هو في مصلحة الوطن والمواطن، وهو ما يفترض أن يفعله كل الساسة في عملهم ويتنافسون عليه. البعض يعتبر من انتقد الحكومة السابقة خصماً لدوداً كما يعتبر أن من مدح الحكومة الحالية متقلب وصاحب مصلحة، وهنا الجهل الذي أشرنا له عدة مرات، وفي عدة مقالات، فمن ينتقد عليه انتقاد الفعل الخطأ حتى يصوب دون النظر إلى شخص من قام بهذا الفعل، ومن يمتدح عليه أن يمتدح الفعل الصواب ليشجع من قام به على الاستمرار وعمل المزيد من الصواب، وبهذا نكون منصفين لبلدنا ولشعبنا دون أن نخلق عداوات شخصية ودون أن نجعل من الاختلاف صراعاً عبثياً يدمر مستقبلنا ويزعزع استقرارنا ويعطل تنميتنا وازدهارنا. لا أفهم لماذا أصبحنا طرفين متصارعين متخاصمين كل منا يريد الانقضاض على الآخر رغم أننا في قارب واحد إن تأثر غرقنا جميعاً، ولا أفهم لماذا نهاجم فلاناً حتى وإن أدى واجبه على أكمل وجه، بينما ندافع عن فلان رغم فساده وإهماله وأخطائه؟! يعني بالعربي المشرمح: حالة الفوضى والعبث التي عشناها علينا أن نبتعد عنها بعد أن رأينا نتائجها المدمرة لوطننا ولمستقبلنا، ووجب علينا أن نبدأ منذ يوم الخطاب السامي لسمو الأمير والذي تلاه علينا سمو ولي العهد، والذي كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية لمرحلة جديدة ومهمة في تاريخنا تحتاج منا إلى التضافر والتعاون ونبذ خلافاتنا وصرعاتنا العبثية، لنبدأ من أجل الكويت ومستقبلها وازدهارها ونحسن اختيارنا ونجسد محبتها وحبها في قلوبنا بالعمل الجاد والدؤوب لرفعتها وازدهارها، ونشد على يد المخلصين والمصلحين، ونضرب على يد الفاسدين والمفسدين، فالكويت تستحق الأفضل.
مشاركة :