بعدما أنهت بكين أكبر مناورة عسكرية على الإطلاق حول تايوان التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، أجرى الجيش التايواني، اليوم، تدريبات جديدة بالذخيرة الحية، بينما كررت وزارة الخارجية التايوانية رفضها لنموذج «دولة واحدة ونظامين». ومددت الصين، التي استشاطت غضبا من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان الأسبوع الماضي، أكبر تدريبات تجريها على الإطلاق حول الجزيرة إلى ما بعد الأيام الأربعة التي كانت مقررة في الأصل لهذه التدريبات. وتتمتع تايوان بالحكم الذاتي، وتقول الصين إنها جزء من أراضيها. وأعلن الجيش الصيني، أمس، أنه «أكمل بعض المهام المختلفة» حول تايوان، لكنّه سيسيّر دوريات منتظمة، في إشارة إلى نهاية محتملة للمناورات الحربية، لكن أيضا مع مواصلة الضغط على الجزيرة. وأجرت تايوان أيضا تدريبات سنوية صغيرة نسبيا، كان من المقرر إجراؤها قبل تصاعد التوتر وتهدف إلى إعداد قواتها لصد أي غزو. وزارت رئيسة تايوان، تساي إينغ وين، مقر القوات الجوية، اليوم، للتحدث إلى الضباط. وقالت لهم «في الوقت الحالي، لم يتراجع تهديد القوة العسكرية الصينية». وأكدت مجددا أن تايوان لن تصعّد الصراعات أو تثير نزاعات. تابعت: «سندافع بحزم عن سيادتنا وأمننا القومي، وسنلتزم بنهج الدفاع عن الديموقراطية والحرية». وأقرت تساي بالضغط الذي يتعرّض له الجيش التايواني. وقالت: «في مواجهة الاستفزازات العسكرية الأخيرة للصين، تقف القوات المسلحة للأمة على الخطوط الأمامية مباشرة، وستكون واجباتها أصعب، وستكون الضغوط أكبر». وأفاد مصدر مطلع لـ «رويترز» بأن أكثر من 10 سفن تابعة للبحرية الصينية والتايوانية بقيت على مقربة من خط الوسط بمضيق تايوان حتى بعد ظهر اليوم، مضيفا أن العدد «انخفض كثيرا» عن الأيام السابقة. وأضاف المصدر أن عدة مقاتلات صينية عبرت لفترة وجيزة المنطقة العازلة غير الرسمية التي تفصل بين الصين وتايوان بالمضيق في وقت سابق اليوم. وواصل الجانبان حربهما الكلامية، إذ كررت تايوان رفضها لنموذج «دولة واحدة ونظامين»، الذي اقترحته بكين لإخضاع الجزيرة لسيطرتها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية، جوان أو، خلال مؤتمر صحافي في تايبيه إن شعب الجزيرة وحده يملك حق تقرير مصيره. وأضافت أن الصين تستغل زيارة بيلوسي إلى تايبيه «ذريعة لخلق وضع عادي جديد لترهيب الشعب التايواني». من ناحية أخرى، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم، إنه ليس لديه معلومات ليقدّمها في الوقت الحالي، ردا على طلب للتعليق على تقرير لصحيفة غارديان يفيد بأن الرئيس شي جينبينغ سيزور السعودية الأسبوع المقبل. وذكرت «غارديان» اليوم، أن «السعودية تخطط لإقامة حفل استقبال لشي»، من دون أن تذكر من أين حصلت على المعلومات. ولم يقم شي بأي زيارة رسمية لدولة أجنبية منذ يناير 2020. وفي خطوة من شأنها أن تحدّ من الجهود التي تبذلها الصين لإلزام الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، بتعهده بتجميد نشر البطاريات المثيرة للجدل، قالت كوريا الجنوبية إن العملية المحتملة بشأن نشر نظام الدفاع الجوي عالية الارتفاع (ثاد) أميركية الصنع، «غير قابلة للتفاوض». وقال مسؤول رئاسي كبير إن إدارة الرئيس يون تعجّل حاليا بجهود «تطبيع» عمل القاعدة الأميركية في مدينة سيونجغو الجنوبية التي نشرت نظام «ثاد».
مشاركة :