حث قائد قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو اليوم (الخميس) لبنان وإسرائيل على تجنب أي عمل يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر، مؤكدا أن الخطاب العدائي يؤدي إلى تصعيد التوتر. جاء ذلك في بيان لليونيفيل صدر بعد الاجتماع العسكري الثلاثي الدوري بين اليونيفيل وكبار ضباط الجيشين اللبناني والإسرائيلي الذي انعقد اليوم في مقر قيادة اليونيفيل عند معبر "رأس الناقورة" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وتنعقد الاجتماعات الثلاثية شهريا تحت رئاسة اليونيفيل بعد صدور القرار الأممي 1701 عام 2006 ، وتوصف هذه الآلية بأنها أساسية لإدارة النزاع وبناء الثقة بين الأطراف كما أنها المنتدى الوحيد الذي يجتمع فيه ممثلون عن لبنان وإسرائيل. وركز قائد اليونيفيل في مناقشات الاجتماع الثلاثي على حوادث "الخط الأزرق" والانتهاكات المستمرة للمجال الجوي بالإضافة إلى التطورات والقضايا الأخرى المتعلقة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وأشار اللواء لاثارو إلى أن انخراط الأطراف من خلال آلية الارتباط والتنسيق التي أنشأتها اليونيفيل، قد ساهم في منع أي تصعيد على طول "الخط الأزرق". و"الخط الأزرق" هو الخط البالغ طوله 120 كيلومترا والذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل في عام 2000 ويتحفظ لبنان على 17 من نقاطه، وقد تم إنشاؤه بهدف التحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وهو خط مؤقت لحين ترسيم الحدود غير المرسمة بين البلدين. وفي سياق معالجة الحوادث على "الخط الأزرق"، حث قائد اليونيفيل لبنان وإسرائيل على تجنب أي عمل من شأنه أن يعرض وقف الأعمال العدائية للخطر، وقال إنه "لا ينبغي اعتبار استقرار الخط الأزرق أمرا مفروغا منه، والخطاب العدائي يؤدي إلى تصعيد التوتر ويزيد من الشعور بالتوجس بين السكان المحليين". وشهدت الفترة الماضية تهديدات متبادلة بين إسرائيل و(حزب الله) اللبناني بسبب الخلاف على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد إرسال الأخيرة في 5 يونيو الماضي منصة لاستخراج الغاز إلى حقل "كاريش" البحري الذي تقول إسرائيل إنه في منطقتها الاقتصادية في حين يقول لبنان إنه في منطقة متنازع عليها. وقد رد حزب الله على إرسال إسرائيل المنصة إلى حقل كاريش بإرسال 3 طائرات بدون طيار في مهمة استطلاع فوق الحقل لكن إسرائيل أسقطتها مهددة برد قاس على أي أعمال مماثلة في وقت أكد فيه الحزب أن لديه القدرة العسكرية لمنع أنشطة إسرائيل الغازية والنفطية. وتعمل اليونيفيل في جنوب لبنان منذ عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، وقد تم تعزيزها في عام 2006 بموجب قرار مجلس الأمن 1701 الذي وضع حدا للحرب بين إسرائيل وحزب الله في شهر يوليو من العام ذاته. وتضم اليونيفيل حسب آخر بياناتها نحو 10144 جنديا من حفظة السلام من 46 دولة.
مشاركة :