بدأ طلوع نجم "الكليبين" في وسط الجزيرة العربية، والذي يظهر بدءاً من 11 أغسطس، ويشاهَد فوق الأفق الجنوبي الشرقي، ويتزامن مع طلوع منزلة النثرة سادس أنواء الصيف، والمنزلة الثامنة من منازل القمر، وتسمّى "الكليبين". و"الكليبين" نجمان جنوبيان، وذُكر بأنها من "الكَلَب" أي الجهد والعطش، لكونهما يظهران في آخر القيظ، ووقت قدوم "وعكات الجو" المجهدة، وهي ارتفاع الرطوبة مع استمرار الحرارة العالية. وذكر إبراهيم الجروان رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للفلك أنه مع طلوع "الكليبيين" تغور المياه السطحية، وتهدأ السموم والعواصف، وتزداد الرطوبة ويبدأ نضوج الرمان والعنب، وتُزرع البذور في المحميات، كبذور الطماطم والفلفل والباذنجان والبصل والكوسا واليقطين، وتُشاهَد بعض الطيور المهاجرة تمر في سماء الجزيرة العربية مثل الهدهد والدخل والصفاري. وقال: في الإمارات وخلال هذه الفترة تزهر بعض النباتات ومنها: القتاد، الأشخَر، المرخ، الصفير، الخرز، الحنظل، العشرج، اللثب، العوسج، وبعض أنواع الطلح. ويُستحب في النثرة استمرار تناول الأطعمة والمشروبات الباردة والمخيض من الألبان، والاستحمام بالماء البارد. ولفت إلى أنه مع طلوع النثرة أو "الكليبين" تحدث بعض التغيرات الطبيعية حيث يبرد باطن الأرض ويبدأ موسم نقل الصروم وفسائل النخيل، ويُشاهَد نجم سهيل في النصف الجنوبي من الجزيرة العربية، وتسبق طلوعه فترة "كنّة سهيل". كما تطلع نجوم النثرة، ومنها 3 نجوم اعتقد العرب قديماً أنها مخطة ينثرها الأسد كأنها قطعة سحاب. وكانوا يقولون: بسط الأسد ذراعيه ثم نثر، والنثرة هي نجوم خليّة النحل العنقودية وتحمل الرقم M44 من التصنيف الخاص بالسديم والمجرات والعناقيد النجمية، وهي تجمع نجمي مفتوح في برج السرطان، وكان "جاليليو" أول من رصدها بمنظاره ورأى أنها تفوق الـ40 نجماً. وأشار الجروان إلى قول ساجع العرب: "إذا طلعت النثرةُ، قنأت البُسرة وجُني النخلُ بُكرة، وأوت المواشي حجرة، ولم تترك في ذات ضرع قطرة"، وقوله: "قنأت البسرة"، أي اشتدّت حمرتها حتى تكاد تسودّ، وذلك أول وقت الصرام. وأضاف: يقال إذا سقطت النثرة نظرت الأرض بإحدى عينيها، وإذا سقطت الجبهة نظرت بكلتي عينيها. ومعنى نظرت بإحدى عينيها أي اجترأت الأرض على النبات، ونظرت بكلتي عينيها أي سخنت ولانت فازدادت جرأة على النبات. وهو أول نجوم موسم "مرخيات القايد" لأن عذوق النخل المحملة بالرطب الناضج تتثاقل، ولأن القلادة أو الحبل على عنق الناقة يرتخي من ضعف الناقة وهزالها في نهاية موسم القيظ. ويقال: إن الجمل لا يحن للماء إلا في طلوع منزلة "الكليبين". وقال الجروان: كان عرب البادية يطلقون على حماري الإغريق "الكليبين"، من الكَلَب أي العطش، فقد زعم الإغريق أن النثرة ما هي إلا معلف للحمارين: الحمار الشمالي "بورياليس" والجنوبي "أوستراليس"، واللذين قادهما البطلان الأسطوريان الإغريقيان باخوس وفالكان في الحرب ضدّ الجبابرة "التايتانس".
مشاركة :