خطاب محمد شهباز شريف رئيس وزراء باكستان بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال جمهورية باكستان الإسلامية

  • 8/14/2022
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يعد‭ ‬عيد‭ ‬الاستقلال‭ ‬الخامس‭ ‬والسبعون‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬أمتنا،‭ ‬ونود‭ ‬الإشادة‭ ‬اليوم‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬مسلمي‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭ ‬ونعرب‭ ‬عن‭ ‬امتناننا‭ ‬لهم‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬على‭ ‬كفاحهم‭ ‬ببسالة‭ ‬والتضحيات‭ ‬الملحمية‭ ‬التي‭ ‬قاموا‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬جديدة‭. ‬إن‭ ‬تأسيس‭ ‬باكستان‭ ‬هو‭ ‬حصيلة‭ ‬برزت‭ ‬نتيجة‭ ‬لتفاني‭ ‬القائد‭ ‬الأعظم‭ ‬ذي‭ ‬العزم‭ ‬والتصميم‭ ‬والكفاح‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتزعزع‭. ‬أدى‭ ‬تصور‭ ‬فكرة‭ ‬عام‭ ‬1930‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬باكستان‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬العالم‭ ‬كأكبر‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬بلغت‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭. ‬بزوغ‭ ‬باكستان‭ ‬وظهورها‭ ‬إلى‭ ‬الوجود‭ ‬ليس‭ ‬أقل‭ ‬تأثيراً‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬معجزة‭ ‬حدثت‭ ‬وأذهل‭ ‬وقعُها‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأعداء‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬متجاوزة‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬والتقديرات‭.‬ يوم‭ ‬الاستقلال‭ ‬الخامس‭ ‬والسبعون‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مناسبة‭ ‬للاحتفال‭ ‬والبهجة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أيضًا‭ ‬لحظة‭ ‬للتأمل‭ ‬ومساءلة‭ ‬للذات‭. ‬نحن‭ ‬كأمة‭ ‬قد‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬السبعة‭ ‬والنصف‭ ‬الماضية،‭ ‬وقد‭ ‬قطعنا‭ ‬شوطا‭ ‬طويلا‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬خيبات‭ ‬العدوان‭ ‬الخارجي‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬وضع‭ ‬دستور‭ ‬فدرالي‭ ‬حتى‭ ‬أصبحنا‭ ‬القوة‭ ‬النووية‭ ‬السابعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭. ‬بالتأكيد‭ ‬كانت‭ ‬الاحتمالات‭ ‬أثقل‭ ‬وفوق‭ ‬توقعات‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬ولكن‭ ‬إرادتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬لهزيمتهم‭ ‬كانت‭ ‬أقوى‭.‬ في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬حقيقة‭ ‬ايضاً‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬اراده‭ ‬آباؤنا‭ ‬المؤسسون،‭ ‬والمُتجلي‭ ‬في‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والحكم‭ ‬والمساواة‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭ ‬والحلم‭ ‬بمجتمع‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬المساواة‭. ‬بينما‭ ‬نحن‭ ‬أمة‭ ‬مستقلة‭ ‬وعطية‭ ‬ثمينة‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نشكر‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬عليها‭ ‬كفايةً،‭ ‬فإن‭ ‬الحرية‭ ‬الحقيقية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬والجوع‭ ‬والفقر‭ ‬والتخلف‭. ‬وطالما‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬سيادة‭ ‬اقتصادية‭ ‬بعد‭ ‬فإن‭ ‬الحرية‭ ‬كمفهوم‭ ‬ستظل‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭.‬ لا‭ ‬ضرر‭ ‬أخطر‭ ‬على‭ ‬أمة‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تتعرض‭ ‬لانقسام‭ ‬داخلي‭ ‬وفوضى‭ ‬واضطراب‭. ‬وتعمل‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬سلبياً‭ ‬على‭ ‬زعزعة‭ ‬تضامن‭ ‬وسلامة‭ ‬البلاد‭ ‬وسلب‭ ‬الأهداف‭ ‬الوطنية‭ ‬للمجتمعات‭. ‬ أطلق‭ ‬القائد‭ ‬الأعظم‭ ‬تحذيراً‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشرور‭ ‬ومنحنا‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬الوحدة‭ ‬والإيمان‭ ‬والانضباط‮»‬‭ ‬كترياق‭ ‬مضاد‭.‬ الشعب‭ ‬يعد‭ ‬بمثابة‭ ‬القوة‭ ‬العظمى‭ ‬للبلد‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الشباب،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬طاقتهم‭ ‬وعزمهم‭ ‬وشغفهم‭ ‬هو‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬العوارض‭ ‬وتذليل‭ ‬العقبات‭ ‬وإضاءة‭ ‬شمعة‭ ‬الأمل،‭ ‬وبقوة‭ ‬الشعب‭ ‬يمكننا‭ ‬صد‭ ‬القوى‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الخلاف‭ ‬والعدمية‭ ‬وحماية‭ ‬حريتنا‭ ‬وهويتنا‭. ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬لدي‭ ‬إيمان‭ ‬كامل‭ ‬بقدرتهم‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬طريق‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬متجهاً‭.‬ وفي‭ ‬اثناء‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬الاستقلال‭ ‬الخامس‭ ‬والسبعين‭ ‬فلنطلب‭ ‬الإرشاد‭ ‬والتوجيه‭ ‬من‭ ‬آيديولوجية‭ ‬وأفكار‭ ‬آبائنا‭ ‬المؤسسين،‭ ‬ونجعل‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬ورفاهية‭ ‬شعبنا‭ ‬النقطة‭ ‬المحورية‭ ‬لمهمتنا‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬الوطني‭. ‬ولنتعهد‭ ‬بتحويل‭ ‬باكستان‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬قومية‭ ‬تعكس‭ ‬القيم‭ ‬والمثل‭ ‬العليا‭ ‬لآبائنا‭ ‬المؤسسين‭.‬ في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬التاريخية‭ ‬ليوم‭ ‬الاستقلال‭ ‬الخامس‭ ‬والسبعين‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أهنئ‭ ‬شعب‭ ‬باكستان‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الباكستانيون‭ ‬المقيمون‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬ ولتحيا‭ ‬باكستان‭..‬

مشاركة :