يعد عيد الاستقلال الخامس والسبعون نقطة تحول بارزة في تاريخ أمتنا، ونود الإشادة اليوم والثناء على مسلمي شبه القارة الهندية ونعرب عن امتناننا لهم بشكل جماعي على كفاحهم ببسالة والتضحيات الملحمية التي قاموا بها من أجل إقامة دولة جديدة. إن تأسيس باكستان هو حصيلة برزت نتيجة لتفاني القائد الأعظم ذي العزم والتصميم والكفاح الذي لا يتزعزع. أدى تصور فكرة عام 1930 إلى بروز باكستان على خريطة العالم كأكبر دولة إسلامية في فترة زمنية قصيرة بلغت سبعة عشر عامًا. بزوغ باكستان وظهورها إلى الوجود ليس أقل تأثيراً من وقع معجزة حدثت وأذهل وقعُها الأصدقاء والأعداء على حد سواء متجاوزة كل التوقعات والتقديرات. يوم الاستقلال الخامس والسبعون ليس مجرد مناسبة للاحتفال والبهجة فقط، بل هو أيضًا لحظة للتأمل ومساءلة للذات. نحن كأمة قد تمكنا من تحقيق العديد من الإنجازات خلال العقود السبعة والنصف الماضية، وقد قطعنا شوطا طويلا من مواجهة خيبات العدوان الخارجي إلى مرحلة وضع دستور فدرالي حتى أصبحنا القوة النووية السابعة في العالم للتغلب على الإرهاب. بالتأكيد كانت الاحتمالات أثقل وفوق توقعات أي شخص ولكن إرادتنا الوطنية لهزيمتهم كانت أقوى. في الوقت ذاته، وما هو حقيقة ايضاً أننا لم نتمكن من تحقيق الحلم الذي اراده آباؤنا المؤسسون، والمُتجلي في العدالة الاجتماعية والاقتصادية والحكم والمساواة أمام القانون والحلم بمجتمع قائم على المساواة. بينما نحن أمة مستقلة وعطية ثمينة لا يمكننا أن نشكر المولى عز وجل عليها كفايةً، فإن الحرية الحقيقية تكمن في التحرر من الحاجة والجوع والفقر والتخلف. وطالما أننا لا نملك سيادة اقتصادية بعد فإن الحرية كمفهوم ستظل غير مكتملة. لا ضرر أخطر على أمة من ان تتعرض لانقسام داخلي وفوضى واضطراب. وتعمل هذه القوى سلبياً على زعزعة تضامن وسلامة البلاد وسلب الأهداف الوطنية للمجتمعات. أطلق القائد الأعظم تحذيراً من مثل هذه الشرور ومنحنا شعار «الوحدة والإيمان والانضباط» كترياق مضاد. الشعب يعد بمثابة القوة العظمى للبلد ولا سيما الشباب، حيث إن طاقتهم وعزمهم وشغفهم هو القادر على التغلب على العوارض وتذليل العقبات وإضاءة شمعة الأمل، وبقوة الشعب يمكننا صد القوى التي تدعو إلى الخلاف والعدمية وحماية حريتنا وهويتنا. وبكل تأكيد لدي إيمان كامل بقدرتهم على رسم طريق نحو الأمام متجهاً. وفي اثناء الاحتفال بيوم الاستقلال الخامس والسبعين فلنطلب الإرشاد والتوجيه من آيديولوجية وأفكار آبائنا المؤسسين، ونجعل من مصلحة ورفاهية شعبنا النقطة المحورية لمهمتنا المتمثلة في التجديد الوطني. ولنتعهد بتحويل باكستان إلى دولة قومية تعكس القيم والمثل العليا لآبائنا المؤسسين. في هذه المناسبة التاريخية ليوم الاستقلال الخامس والسبعين أود أن أهنئ شعب باكستان بمن في ذلك الباكستانيون المقيمون في الخارج. ولتحيا باكستان..
مشاركة :