الأسرة.. حائط صد لهجمات الــمتطرفين إلكترونياً (2-2)

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

3 أضلاع لمواجهة الهجوم الإلكتروني للجماعات المتطرفة .. تشمل الأسر والمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام في الحلقة الأولى من تحقيق التواصل الاجتماعي منصة إطلاق الإرهابيين، تطرقنا إلى خطورة استغلال الجماعات الإرهابية مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الشباب بوسائل مختلفة، فيما نناقش في هذه الحلقة سبل مواجهة هذا الهجوم الإلكتروني من قبل التنظيمات المتطرفة، وآثار إدمان الشباب والمراهقين على الإنترنت، مجتمعياً وأسرياً. إذ اعتبر خبراء اجتماعيون وتربويون وسياسيون أن إفراط شباب الدولة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وصل إلى درجة الإدمان، مؤكدين أن تفشي هذه الظاهرة من دون وجود ضوابط رقابية أسرية وأمنية وتشريعية، سيجعل الشباب فريسة سهلة الصيد لمن وصفوهم بـقوى التطرف التي تسعى لبث سموم الإرهاب في العالم. وأفادت دراسة أكاديمية أجرتها جامعة الإمارات، بأن استخدام الإنترنت بات يستحوذ على الدرجة الأعلى من اهتمام شباب الإمارات، متخطياً في كثير من الأحيان اهتمامهم بأسرهم أنفسها، فيما اتفق أولياء أمور على أن تفشي لجوء الأبناء إلى هذه الوسائل والتقنيات الإلكترونية، أدى إلى انعزال معظهم في عالم افتراضي، ما أثّر في تفكيرهم وتوجهاتهم ولغتهم، بشكل يهدد الهوية الثقافية، ويمس الأمن الاجتماعي للأسرة. وأظهرت إحصائية رسمية، أن 60% من حالات الخلافات الزوجية في الدولة هذا العام، كان سببها مواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن عدد حالات الطلاق التي تسبب فيها هذا الموضوع، بلغ 1000 حالة. كاسبرسكي: الإمارات الـ 19 في الأكثر عرضة لهجمات الإنترنت وضع تقرير الإحصاءات الشاملة بالنشرة الأمنية من شركة كاسبرسكي لاب المختصة في مكافحة الهجمات الإلكترونية لعام 2015، الإمارات في المركز رقم 19 عالمياً، من بين الدول التي تواجه أكبر مخاطر التعرض للهجمات الخبيثة عبر الإنترنت. ووفق التقرير، تم استهداف ما نسبته 32.58% من مستخدمي منتجات كاسبرسكي في الدولة عام 2015، كما جاءت الإمارات أيضاً كدولة عالية المخاطر، حيث شكلت هجمات البرمجيات الخبيثة عبر الإنترنت 52.7% من الحالات المدرجة في الفئة التي تعكس مستوى التهديدات المحلية. وسلط التقرير، الذي نشر خلال ديسمبر الجاري على موقع الشركة العالمية، الضوء على اتجاه جديد ظهر للمرة الأولى على الإطلاق، حيث جاءت التهديدات المالية عبر الأجهزة المتنقلة المتصلة بالإنترنت من بين المراتب العشر الأولى للبرامج الخبيثة المصممة لسرقة الأموال. ولفت إلى أنه تم إدراج عائلتين من برمجيات حصان طروادة الخبيثة، وهما مارشر وفاكي توكين للسطو على الأموال من خلال الخدمات المصرفية المتاحة عن طريق الأجهزة المتنقلة، من ضمن أخطر 10 برمجيات خبيثة لأحصنة طروادة المستهدفة لقنوات الخدمات المصرفية في عام 2015، وهناك اتجاه ملحوظ يدعو للقلق لهذا العام، يتمثل في الانتشار السريع لهجمات الفدية الخبيثة. 1000 طلاق بسبب الإنترنت كشفت إحصائية حديثة لقسم التوجيه الأسري، عن تزايد ارتفاع معدلات الطلاق في المحاكم الإماراتية، بسبب الإنترنت، موضحة أن 50% من النزاعات الزوجية المتعلقة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، انتهت بالطلاق. وقدّرت عدد حالات الخلافات الزوجية في الدولة هذا العام بنحو 5000 حالة، لافتة إلى أن 50 إلى 60% منها تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، وموضحة أن عدد حالات الطلاق التي تسبب فيها هذا الموضوع بلغ 1000 حالة. معهد إماراتي يضبط استخدامات الإنترنت بلائحة سلوكية حدد معهد التكنولوجيا التطبيقية في الإمارات، لائحة سلوكيات إلكترونية لتنظيم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، يلتزم بها طلابه وموظفوه، محذراً من أن خرقها يستوجب عقوبات. وتنص اللائحة الخاصة بضبط السلوك في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي على أربعة بنود تدريجية، ترتبط بعقوبات تتناسب وحجم الإساءة المرتكبة، منها أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام.. إلخ) بشكل مسيء، يعتبر مخالفاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، والعقوبة لهذا التجاوز السلوكي هي حصول الطالب على 10 نقاط سوداء، كما أن الإضرار بسمعة المعهد أو أي موظف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبر مخالفاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها في الثانويات التطبيقية، والعقوبة بحصول الطالب على 20 نقطة سوداء، مع كتابة إنذار خطي. وأوردت أن النشر المسيء للمعتقدات الدينية ورموز الدولة وكل ما يثير الفتنة والتحريض بين مكونات المجتمع الإماراتي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبر مخالفاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها في الثانويات التطبيقية، والعقوبة بحصول الطالب على 40 نقطة سوداء والفصل من المعهد. أكد خبير الأمن الإنساني وحماية الأسرة، الدكتور حسين سالم السرحان، أن التصدي لـالهجوم الإلكتروني من الجماعات المتطرفة، يجب أن يتم من خلال مثلث قاعدته الأسرة، خصوصاً الأمهات، باعتبارهن الأقرب للأطفال والأكثر بقاء مع أولادهن، لذا عليهن أن يحاولن بأقصى الإمكانات، إدارة شؤون وأوقات أطفالهن، وتنظيم استخدامهم لهذه التقنيات. وقال إن المؤسسات التعليمية تمثل الضلع الثاني في هذا المثلث، لأن عليها أيضاً دوراً كبيراً يعد شريكاً لدور الأسرة. وأضاف السرحان أن الضلع الأخير في مثلث المواجهة يتمثل في المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، وأئمة المساجد والوعاظ الذين يجب أن يكون لهم دور تنويري، وليس نقدياً ورافضاً للوسائل والتقنيات الحديثة، مع ضرورة إيضاح أن ديننا الحنيف يستوعب التكنولوجيا والثقافات الوسائل الحديثة. وأشار إلى أن من أهم سلبيات الإفراط في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، أن العلاقة بين أفراد الأسرة أصابها نوع من الفتور، إذ أصبح كل فرد من أفراد الأسرة الواحدة يعيش داخل عالمه الخاص، ما زاد من التباعد، ووضع حواجز بينهم، ولو كانوا يعيشون تحت سقف واحد. وأضاف أن هذه الظاهرة مسّت موضوعاً مرتبطاً بالمشاعر الإنسانية، بمعنى أنه في الأجيال السابقة كان عندما يغيب الأب أو الأم بعض الوقت عن أطفالهما، يحدث نوع من الاشتياق، لكن المسألة الآن أصبحت مختلفة. وحذر من أننا قد نشاهد جيلاً قادماً تتسع الفجوة بيننا وبينه، في طريقة التفكير والمشاعر واللغة واللهجة المحلية، ما قد يمس صميم الهوية الوطنية، لأن الوالدين في الأصل هما المصدر الأول والأساسي لنقل المفردات والمعاني واللهجات. ولفت إلى أن عدد ضحايا هذه الوسائل من الأطفال والشباب في جرائم الاستغلال المالي والجنسي والإرهابي، بات كبيراً جداً، وفي ازدياد، لأنهم يقعون فريسة لأشخاص وهميين غير مرتبطين بحدود دولة، لذا فهذه الفضاءات أصبحت تسهل من الجرائم العابرة للحدود. وأضاف السرحان: هذا الضخ الهائل للمعلومات والفكر الذي يحمل في ثناياه التطرف ورفض الآخر على الشبكات الإلكترونية، يدفعنا إلى ضرورة العمل والتركيز على دورها في المستقبل، لاسيما أن المشكلة التي باتت تقلق العالم بأسره هي عدم القدرة على تحديد مقدمي المحتوى على هذه الوسائل، حتى صانعو هذه التقنيات أنفسهم باتوا يعانون عدم القدرة على السيطرة على المحتويات والمضامين، التي يتم بثها على الشبكات، فقادوا مجتمعاتهم ليكونوا ضحايا لتقنياتهم. من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الداخلية والدفاع في المجلس الوطني الاتحادي، سالم الشامسي، الذي عمل مديراً عاماً في كلية الشرطة في وزارة الداخلية، إن التشريعات الموجودة في الدولة حالياً كافية إلى حد كبير لردع جرائم الإنترنت، وصد وإجهاض محاولات الاختراق والاختطاف الإلكترونية لشبابنا، والتي تكمن خطورتها في ارتكابها عن بُعد، وارتباطها بشبكة عالمية يصعب تعقبها من دون وجود تنسيق ومكافحة دولية، مشيراً إلى أن تطوير التشريعات بما يواكب مستجدات وحداثة هذه التقنيات، أمر موضوع في الاعتبار من قبل الجهات المعنية. وأضاف الشامسي لـالإمارات اليوم أن التشريعات وحدها لا تكفي لمكافحة الهجمة الإلكترونية التي يعانيها العالم بأسره، لكن 90٪ من سبل المكافحة يعتمد على التوعية الحكومية والشعبية، لاسيما أن خطورة هذه الهجمات تكمن في أنها تُشن من قبل أشخاص متخفين خلف شاشة الكمبيوتر. وأكد أن إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، يمثل بعد نظر ورؤية استشرافية ثاقبة وقراءة حكيمة للمستقبل. وقال: هذا القانون يعد إجراءً استباقياً أو وقائياً، ضد ما يحيط بالدولة والمنطقة من مخططات وتحديات ومساعٍ لتأجيج الفتن والانقسامات، والحض على الكراهية وازدراء الآخر. دراسة إماراتية: شباب يهتمون بالإنترنت أكثر من أسرهم كشفت دراسة أكاديمية، أجرتها جامعة الإمارات، أن استخدام الإنترنت بات يستحوذ على الدرجة الأعلى من الاهتمام والممارسة لدى الشباب، رغم التنوع في مجالات الاستخدام والأماكن التي يفضل الشاب استخدام الإنترنت بها. وأظهرت نتائج الدراسة، التي حملت عنوان الإنترنت والمفاهيم المشتركة للأسرة الإماراتية، تفاوتاً في مستوى التفاعل الاجتماعي بين أفراد العينة، وتأثير الإنترنت في العلاقة بين الشباب وأفراد الأسرة وعلاقتهم مع الآخرين، مشيرة إلى أن العلاقة بالإنترنت قد تتجاوز رابطة علاقتهم بأسرهم، خصوصاً أنهم يجدون حرية أكبر في مناقشة قضاياهم وإشكالياتهم الأساسية مع أصدقائهم عبر الإنترنت، أكثر مما يجدونها مع أسرهم أو محيطهم الاجتماعي. وأفادت رئيس قسم شؤون الطلبة بكلية الإمارات للتطوير التربوي، الدكتورة سميرة النعيمي، بأن الدراسة أوضحت أن الشباب يرفضون حالة الرقابة التي قد تفرضها الأسر على علاقتهم بالإنترنت، بينما يفضلون التفاعل الأحادي مع الشبكة، بعيداً عن مسألة الرقابة أو المنع التي قد تأخذ سمة التقنين من طرف الأسرة. لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

مشاركة :