تفاؤل وتشاؤم

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قسم كبير من أحاديثنا ينصب حول متاعب الحياة والشكوى منها، وهو فيما نرى حديث في التشاؤم والتفاؤل بامتياز، فحتى لو لم نستخدم هاتين المفردتين في الحديث، فإننا ندور حولهما. عادةً، يدرب الأطباء النفسانيون مرضاهم على التفاؤل بأن ينظروا إلى الحياة بسعة صدر، وأن يشغلوا أنفسهم بما من شأنه أن يجعل لحياتهم مغزى، كأن يمارسوا الرياضة مثلاً، بالانضمام إلى نادٍ صحي، أو بالالتحاق بدورات لتطوير المهارات في اللغات أو في الكمبيوتر أو سواها، ما يفتح أمامهم آفاقاً أوسع في الحياة، ويساعدهم في التغلب على ما يشعرونه خواء في حياتهم يبعث على الكآبة. لكن مهما كانت مهارة العلاج النفسي فإنه لا ينجح دائماً في مداواة الجروح الغائرة في النفس، حتى لو ساعد على التخفيف من آلامها. حسب تقرير أعدَّه فريق طبي من الولايات المتحدة الأمريكية تناول العلاقة بين العمر ومشاعر التفاؤل والتشاؤم، فإن الأشخاص منشرحي البال المتفائلين في نظرتهم إلى التقدم في السن، يعمرون أكثر من أولئك الذين ينتابهم القلق، ذلك بأن الذين لا يخشون التقدم في العمر يمكن أن يعيشوا، في المتوسط، سبع سنين ونصف السنة أكثر من أولئك الذين يقعون فريسة التشاؤم. ويذهب التقرير أيضاً إلى أن التعامل الإيجابي مع تقدم العمر أشد فاعلية وتأثيراً من العلاجات ذات الطابع الفسيولوجي كالعناية بخفض ضغط الدم أو الكوليسترول وخفة الوزن والامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة وسواها من أمور ذات صلة، ذلك أن الشعور بالتشاؤم، حسب التقرير، يجهد القلب ويؤثر في فاعلية أداء شرايينه، على خلاف الشعور بالتفاؤل الذي من شأنه أن ينشط هذا الأداء. والنصيحة التي يمكن أن يسديها إلينا تقرير كهذا، هي أن النظرة الإيجابية للذات يمكن أن تسهم إيجاباً في إطالة عمر الإنسان والتخفيف من حجم الضغوط النفسية عليه. لا أعرف في أي مسرحية عربية، لعلها واحدة من مسرحيات دريد لحام، جرى حديث عن شخص ذهب إلى طبيب يشكو إليه وضعه النفسي، وحين فحصه الطبيب قال له إنه يعاني نوعاً من الإحباط اسمه الإحباط العربي. وحين فغر المريض فاه مندهشاً من المسمى الغريب لهذا المرض، متسائلاً عما إذا كان للإحباط قومية شأنه شأن الأفراد، أجابه الطبيب بنعم، مضيفاً أن الإحباط العربي هو أشد أنواع الإحباط فتكاً بالإنسان، ناصحاً مريضه بألا يسمع نشرات الأخبار ولا يطالع الصحف، إن أراد الخروج من حالته. madanbahrain@gmail.com

مشاركة :