لم ينجرف الخليج العربي في الأزمات الدولية إلى طرف دون آخر، ولم تكن المشكلات التي تدور حول الصين والقوى الكبرى الأخرى إلا مثالا لسياسة خليجية متوازنة مع العالم. الأزمة الروسية الأوكرانية وفي الأزمة الأوكرانية الروسية اختارت دولُ الخليج عدَم الانحياز إلى أي من الأطراف، وآثرت عدمَ الزج بنفسها في الأزمة من أجل المساعدة في إيجاد حل لها. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> وفي أزمة تايوان، أعلنت دولةُ الإمارات دعمَها لسيادة الصين ووحدتِها، وأكدت احترام مبدأ “الصين الواحدة”، بل وحذرت من تأثير أي خطوات استفزازية على التوازن والسلام الدوليين. وعلى مدار السنوات الماضية كان الخليج أكثر انفتاحا على الصين، وذلك امتدادا لتاريخ طويل من الترابط بين الجانبين عبر طريق الحرير البري والبحري. ففي بداية هذا العام، زار وزراءُ خارجية السعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين إلى جانب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الصين ليخرج بيانٌ عن الجانبين يعززُ إقامة علاقة الشراكة الاستراتيجية والتأكيد على رفع مستوى التعاون في مواجهة التحديات. ودعا البيان أيضا إلى الإسراع في اتمام المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين وتحديدِ جولة رابعة من الحوار الاستراتيجي بينهما في الرياض. وفي مايو الماضي نُظمت ندوةٌ افتراضية بمشاركة أربعين سفيرا وخبيرا صينيا وعربيا، حول “دفع إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي”، ليعزز هذا الملتقى الانفتاحَ من جانب بكين. كما تأتي الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينج، إلى المملكة العربية السعودية لتعكس سعي بكين إلى تعزيز علاقاتها بالرياض ودول الخليج، وكذلك تعزيزِ صورتِها كحليف للمنطقة، في وقت لا تزال فيه العلاقات مع واشنطن، بحسب مراقبين تتجه نحو مزيد من الانحراف. شراكات خليجية صينية بداية، قال أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة الكويت، الدكتور حسن أبو الحسن، إن الصين دولة كبيرة تستحوذ على نسبة كبيرة من الناتج المحلي العالمي. وأضاف أبو الحسن، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أن الخليج بدأت تنظر نظرة أكثرة شمولية لعقد مزيد من الشراكات مع الصين، مؤكدا أن ذلك سينعكس إيجابيا على الجانبين. وأوضح أبو الحسن أن مبادرة “الحزام والطريق” الصينية تتوافق مع غالبية دول الخليج، لا سيما وأن الخليج يرغب في تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصادر النفط فقط. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> توزان في العلاقات من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي، د. محمد صالح الحربي، إن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت التعامل والتحرك ككتلة سياسية واحدة مع دول العالم منذ 2021. وأكد الحربي أن المملكة العربية السعودية تعمل بتوازن في علاقاتها مع الأقطاب والمحاور العالمية، لا سيما وأن هناك تداعيات عالمية كبرى جراء الحرب الروسية الأوكرانية. وأشار الحربي، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، إلى أن التجارة الخليجية تمثل نحو 15% مع الصين، وهي مرحلة متقدمة ونقطة انطلاق قوية. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> عدم الانحياز بينما يرى الكاتب الصحفي، محمد تقي، أن الإمارات منذ تاسيسها وتربطها علاقاة قوية جدا مع الصين، موضحا أن 16 اتفاقية مشتركة أبرمت مؤخرا بين البلدين. وأكد تقي أن استباقية دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الشراكات مع الصين كان لها أثر كبير على المنطقة، لافتا إلى أن عدم الانحياز يحقق الاستقرار في الشرق الأوسط. وأوضح تقي أيضا أن دول الخليج تتبنى سياسة الحياد الإيجابي من أجل الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>
مشاركة :