مزارعون مصممون على الاستمرار رغم نيران المدفعية

  • 8/15/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في وسط أحد حقول الأرض السوداء التي تصنع ثروة أوكرانيا، تقف آلة الحصاد بلا حراك على بعد حوالى عشرين كيلومتراً من خط المواجهة. قبل أسبوع، اصطدمت بلُغم. وتمزّقت العجلة الأمامية قرب بقايا قمرة السائق المشتعلة. ونُقل هذا الأخير، بافلو كوديموف، إلى المستشفى بسبب إصابته بحروق بالغة. يشتكي قائلاً «لطالما كانت الزراعة صعبة، ولكنّها الآن باتت أكثر صعوبة». وشكّل إبحار سفن الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية - مصدر ارتياح للقطاع الزراعي في أوكرانيا، التي تعدّ أحد المصدّرين الأساسيين للحبوب في العالم، وذلك بعدما كان المزارعون مضطرّون لتخزين حبوبهم أو بيعها بسعر أقل، ما يشكّل خسارة لهم. ولكن بالنسبة لمزارعي دونباس، الحوض الواقع في شرق أوكرانيا، فإنّ التهديد لا يزال متواصلاً في ظلّ تركيز القوات الروسية هجومها عليه منذ أربعة أشهر. من جهته، يزرع إدوارد ستوكالو (46 عاماً) 150 هكتاراً في ضواحي مدينة سلوفيانسك. ويشير إلى أن ثلاثين هكتاراً من القمح «احترقت بالكامل» بسبب نيران المدفعية. وفيما يكافح لإقناع عمّاله بمواصلة المشاركة في الحصاد، يقول «المزارعون مثلنا سيُفلسون. لا أحد يريد الذهاب إلى هناك، الجميع يخافون من الصواريخ القادمة». ويضيف «كنّا نخاطر بحياتنا أيضاً عندما زرعنا في أبريل ومايو. أصابت القنابل العنقودية حقولنا. وانفجرت القنابل على بعد 100 أو 200 متر منّا». لكن البعض يواصل الذهاب إلى الحقول بسبب الأزمة الاقتصادية. وتقول سفيتلانا جابونوفا (57 عاماً) وهي تقطف الباذنجان في حقل واقع خارج مدينة سوليدار المحاصرة «لا يوجد عمل آخر هنا». وتضيف على وقع أصوات انفجارات تُسمع من بعيد «إنه أمر مخيف لكنه يشتّت الانتباه».

مشاركة :