دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اليوم (السبت) إلى تظاهرة "مليونية" موحدة في ساحة التحرير وسط بغداد لمؤازرة المعتصمين ودعم مطالبهم بالإصلاح، دون تحديد موعدها. وقال الصدر، في تغريدة نقلها صالح محمد العراقي المعروف بوزير الصدر عبر ((تويتر))، إن "هذا ندائي الأخير وقد أبرأت ذمتي أمام ربي وأبي وشعبي، بعد أن انقسم الاحتجاج إلى فسطاطين.. صار لزاما علي أن أتحرى أي الفسطاطين أكثر عددا وأوسع تعاطفا عند الشعب العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم". وأضاف "فبعد التوكل على الله تعالى وحسن توفيقه، أوجه خطابي هذا إلى الشعب العراقي الحبيب بعشائره وشرائحه وطوائفه ونسائه شيبا وشبانا وأطفالا، فإنني اليوم أعول عليكم بالمناصرة للعراق من أجل الإصلاح وإنقاذ ما تبقى منه لكي لا تكونوا لقمة سائغة للفساد والظلم والمليشيات والتبعية وأهواء الأحزاب الفاسدة والمتسلطة". وتابع الصدر "نعم، أعول عليكم وأتوسم منكم الشجاعة وعدم الخذلان، فهي (نهاية الفرصة الأخيرة)، وذلك من خلال مظاهرة (سلمية) (مليونية) موحدة من جميع محافظات العراق ومناطقه وقراه وأحيائه بل ومن كل أزقته ومنازله للتوجه إلى العاصمة بغداد الحبيبة وإلى ساحة التحرير ثم إلى أخوتكم المعتصمين لمؤازرة الإصلاح حبا بالعراق". ودعا الصدر العراقيين الى "زحف (مليوني) مهيب حاملين أعلام العراق وبيارق الإصلاح ورايات التحرر وبأصواتكم العالية التي تهز عروش الأشقياء.. ثم العودة إلى منازلكم سالمين آمنين". واستطرد قائلا "لنبعث برسالة مليونية شعبية إلى العالم كله بأن العراق مع الإصلاح.. والإصلاح مع العراق ولا مكان للفـساد والفاسدين، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن الإصلاح.. فالقرار قرار الشعب إما الإصلاح وإما فساد لا يزول وتبعية تتجذر لتمحو كل ما تبقى من خيراتكم وكرامتكم، فهبوا لطلب الإصلاح في وطنكم". وخلص إلى القول "فيا أيها الوطنيون الشرفاء أنتم على أعتاب بعــث جديد ودكتاتور آخر لعله بثوب الدين والعقيدة وهما منهم براء.. فالله لا يحب الفـساد والله لا يضيع أجر المصلحين والله ناصركم إن ناصرتموه، فانتظروا التوقيت والتعليمات واستعدوا". وانطلقت يوم أمس في بغداد ثلاث تظاهرات، الأولى لأتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قرب مبنى البرلمان، فيما كانت الثانية لـ (الاطار التنسيقي) قرب الجسر المعلق، أما الثالثة فقد نظمها التيار المدني وبعض منظمات المجمتع المدني في ساحة الفردوس وسط بغداد، للمطالبة باصلاح العملية السياسية وتعديل الدستور. واقتحم الآلاف من أتباع الصدر في 30 يوليو الماضي مبنى البرلمان بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين، للمرة الثانية واستقروا فيه لعدة أيام لكن الصدر أمرهم بالانسحاب من داخله والبقاء بمحيطه. ودعا الصدر دعا في الثالث من أغسطس الجاري إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، وإصلاح العملية السياسية، مطالبا الشعب العراقي بالالتحاق بالمتظاهرين، مؤكدا أن المعتصمين لن ينسحبوا حتى تحقيق مطالبهم. لكن نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء الأسبق والمنضوي تحت الإطار التنسيقي رفض دعوة الصدر، ما دفع الأخير إلى مطالبة القضاء العراقي بحل البرلمان في موعد أقصاه نهاية الأسبوع المقبل، بسبب إنتهاء المهل الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة. وجرت الانتخابات البرلمانية في 10 أكتوبر الماضي وفازت بالمركز الاول فيها الكتلة الصدرية، التي أعلن زعيمها مقتدى الصدر عزمه تشكيل حكومة أغلبية وطنية. وتحالف الصدر مع تحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني وشكل تحالف إنقاذ وطن، لكنه فشل في تحقيق نصاب ثلثي أعضاء البرلمان (220 عضوا) لانتخاب رئيس الجمهورية نتيجة معارضة الإطار التنسيقي للصدر وإصراره على تشكيل حكومة توافقية يشارك فيها الجميع، ما أدخل البلاد في انسداد سياسي.
مشاركة :