«لوفر أبوظبي».. حكاية الحضارات في الإمارات

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سيكون العالم العربي مع إطلالة عام 2016، على موعد بهجة واحتفاء مع واحد من أجمل مبانيه، مبنى متحف اللوفر أبوظبي، الذي يحتضن ويروي حكايات الحضارات وحوارها. إذ يطل من العاصمة أبوظبي على الحضارة العربية الإسلامية، التي تعود بسواعد الوطن وحكمة قيادته الرشيدة، لتشكل جسراً حضارياً يربط الشرق بالغرب، عبر هذه الأيقونة المعمارية الثقافية العالمية. وسيكتمل البناء منتصف عام 2016 في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، التي ستغدو محطة مهمة في تشكيل الذاكرة الدولية، حاضنة الحوار بين الحضارات، بأدوات فنية وتراثية لاكتشاف التأثيرات المشتركة والروابط التاريخية المتبادلة. سيتيح اللوفر أبوظبي، فرصة لتقديم فكرة حول البشرية منذ فجر التاريخ، برؤية عالمية لتاريخ الفن العالمي، من شأنها أن تتطور مع مرور الوقت، وسيتشكل هذا التطور من خلال أعمال العمارة وعمليات الإثراء التدريجية للمجموعة الفنية، وقبل كل شيء، اقتناء معارف جديدة، وتبنّي مقاربات جديدة. شعاع النور يضم المتحف، الذي وضع تصميمه المعماري الفائز بجائزة بريتزكر العالمية، جان نوفيل، 12 قاعة عرض دائمة، وقاعة أخرى مخصصة للمعارض المؤقتة، ومتحفاً للأطفال ومسرحاً. وأكثر ما يلفت النظر إلى المتحف، قبته التي تتيح للضوء المرور عبرها، لتشكل ما يُعرف بـ شعاع النور، إضافة إلى المجموعة الغنية من الأعمال الفنية الخالدة. واختير اللوفر أبوظبي، ضمن أجمل المباني التي ستكتمل في عام 2016 على مستوى كافة الدول العربية، بحسب شبكة التلفزة العالمية سي إن إن. وفي أكتوبر عام 2014، أنجزت قبة المتحف كاملة، والتي تتكون من 85 قطعة معدنية فائقة الحجم، بوزن إجمالي يبلغ 7000 طن. وجرى العمل على كسوة القبة المكوّنة من ثماني طبقات مصنوعة من الألمنيوم والستانلس ستيل، لتوضع مع اتجاه عقارب الساعة، فوق وتحت الإطار الحديدي للقبة. وصممت الكسوة التي تضيف ستة آلاف طن أخرى، إلى وزن القبة، بمنتهى الدقة، بحيث تكون ضمن أشكال وأحجام محددة لتشكل حوالي 8,000 نجمة تقريباً، بهدف الوصول إلى تحقيق مفهوم شعاع النور، الذي يدخل إلى صالات وأروقة المتحف، ويتراوح عرض كل من القطع النجمية الشكلو ما بين 3.5 و13.5 متراًو حسب المكان والموضع ضمن الكسوة. نهج عالمي وتوضح حصة الظاهري مدير برامج اللوفر أبوظبيو في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، أن المتحف سيقدم استعراضاً تاريخياً جذاباً لقصة الإنسان وتطوره، منذ بدء الحياة البشرية وتطور العلاقات بين الحضارات في العالم، وتشابكها عبر الحقب التاريخية المتتابعة، مشيرة إلى أن منطقة الخليج كانت منذ عهود قديمة، جسر تواصل بين الحضارات، كما أن اللوفر أبوظبي، ضمن متاحف السعديات الثلاثة، سيكون له دور محوري في إظهار التواصل بين الثقافات العالمية في بوتقة واحدة، حيث سيكون اللوفر أبوظبي متحفاً عالمياً في العالم العربي. دور اجتماعي وتضيف الظاهري: إن اللوفر أبوظبي، يهدف إلى أن يكون مكاناً للاكتشاف والتبادل والتعليم، وسيقوم أيضاً بدور اجتماعي مهم في دولة الإمارات، فيمكن النظر إليه على أنه نتاج عصر التنوير في القرن الثامن عشر في أوروبا، حيث منحت هذه الحركة، الحياة لمبدأ المتحف الموسوعي والعالمي، الذي يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، لعرضها على الجمهور وللأغراض العلمية. كما تشير إلى أن التعاون الثقافي بين المتاحف الفرنسية ودولة الإمارات، يرسي الأسس لإنشاء مركز جذب ثقافي جديد، حيث ينسجم النهج العالمي مع طبيعة أبوظبي، نظراً لأنه يعكس مكانتها كملتقى للطرق العالمية بين الشرق والغرب، ودورها التاريخي المهم على طول طريق الحرير، عندما كانت المنطقة صلة الوصل بين أوروبا والمحيط الهندي وطرق القوافل التجارية بين قارتي آسيا وأفريقيا. وسيعمل المتحف على ترسيخ مكانة المنطقة، باعتبارها ملتقى للحضارات. حجر طبيعي وشرع المعنيون في أعمال تركيب 30000 متر مربع من الحجر الطبيعي على الجدران الخارجية للمتحف، بعد أن شهد اللوفر أبوظبي إنجاز الكسوة الخارجية للقبة، التي يبلغ قطرها 180 متراً. ويذكر أنه أرسيت العمليات التطويرية لمتحف اللوفر أبوظبي، إلى ائتلاف مشترك بقيادة أرابتك، يضم: كونستراكتورا سان خوسيه إس إيه وأوجيه أبوظبي ذ.م.م، وذلك في عام 2013. جزيرة عائمة يجري العمل حاليا بوتيرة متسارعة، لإنجاز قاعات المتحف الداخلية والطوابق السفلية وأبنية الإدارة والمدخل الرئيس. أما الخطوة التالية إزالة الجدران الإسمنتية المؤقتة ليسمح بعدها للماء، بالتدفق ولكي يظهر المتحف وكأنه جزيرة عائمة.

مشاركة :