انتهت الموقعة المصيرية بين مانشستر يونايتد وغريمه تشيلسي حامل اللقب بالتعادل صفر - صفر، فيما قفز آرسنال على الصدارة مؤقتا بفوزه على بورنموث 2 - صفر أمس في المرحلة التاسعة عشرة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم. على ملعب «أولدترافورد»، قدم مانشستر يونايتد أحد أفضل عروضه لهذا الموسم لكنه عجز عن الوصول إلى شباك ضيفه وغريمه تشيلسي، ما سيبقي مصير مدربه الهولندي لويس فان غال في مهب الريح، لكن مع شيء من بريق الأمل رغم أن فريق «الشياطين الحمر» لم يعرف طعم الفوز للمرحلة السادسة على التوالي. ودخل يونايتد إلى هذه المواجهة مع غريمه الذي يختبر موسما صعبا للغاية حيث فقد الأمل منطقيا في الاحتفاظ باللقب أو حتى الحصول أقله على المركز الرابع المؤهل إلى دوري الأبطال، ما دفع المالك الروسي رومان أبراموفيتش إلى إقالة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو، على خلفية ثلاث هزائم متتالية في الدوري. ويعود الانتصار الأخير ليونايتد إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) ضد واتفورد، قبل أن يفشل في تحقيق الفوز في 7 مباريات متتالية قبل لقاء الأمس (6 في الدوري و2 في دوري الأبطال)، وهذه أسوأ سلسلة له منذ ديسمبر (كانون الأول) 1989 - يناير (كانون الثاني) 1990، ما جعل فان غال مهددا بالإقالة وحتى أن قسما من جمهور الفريق حمل في مباراة الأمس يافطات تطالب بإقالته واستبداله بمدرب تشيلسي السابق مورينهو الذي ترك مكانه للهولندي غوس هيدينك. وخاض فان غال اللقاء الذي انتهى بالتعادل الثاني لهيدينك من أصل مباراتين مع فريقه الجديد - القديم، بأربعة تعديلات على التشكيلة التي خسرت أمام ستوك سيتي صفر - 2 في المرحلة السابقة، حيث لعب القائد واين روني أساسيا، كما عاد الألماني باستيان شفاينشتايغر من الإيقاف ولعب الإيطالي ماتيو دارميان والفرنسي مورغن شنايدرلين أساسيين أيضا. وفي الجهة المقابلة غاب الإسبانيان سيسك فابريغاس للمرض ودييغو كوستا للإيقاف. وكان يونايتد الطرف الأفضل في الشوط الأول لكن الحظ عانده وحرمه من هدفين محققين، الأول في الدقيقة 3 عندما نابت العارضة عن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا وصدت تسديدة الإسباني خوان ماتا، والثاني في الدقيقة 16 عندما صد القائم تسديدة الفرنسي أنطوني مارسيال. وقد فصل بين هاتين الفرصتين محاولة خطرة لتشيلسي، الوحيدة الواضحة في الشوط الأول، وكانت بكرة رأسية للقائد جون تيري إثر ركلة ركنية لكن الحارس الإسباني ديفيد دي خيا تعملق وحرم الضيوف من هدف في الدقيقة 5. وحصل يونايتد على فرصة أخرى لافتتاح التسجيل من تسديدة بعيدة لروني لكن كورتوا تألق وأنقذ فريقه في الدقيقة 29. وبقي التعادل سيد الموقف لما تبقى من الشوط الأول وفي بداية الثاني حصل تشيلسي على فرصة مزدوجة للإسباني بدرو رورديغيز والبلجيكي أدين هازار لكن دي خيا تألق في صد تسديدة الأول ثم كرر الأمر عندما تابع الثاني الكرة في الدقيقة 48. ورد يونايتد بفرصة أخطر للإسباني أندريه هيريرا الذي وصلته الكرة من مارسيل المتوغل في الجهة اليمنى وهو على بعد متر فقط من المرمى لكن كورتوا تعملق وحرم الإسباني من الهدف في الدقيقة (56)، ثم انتقل الخطر إلى الجهة المقابلة حيث استغل تشيلسي اندفاع يونايتد وقام بهجمة مرتدة سريعة وصلت إثرها الكرة إلى الصربي نيمانيا ماتيتش الذي أهدر فرصة ذهبية لفريقه بعدما انفرد بدي خيا لكنه أطاح بالكرة عاليا في الدقيقة (62). وكان يونايتد أمام فرصة ذهبية لخطف النقاط الثلاث في الوقت القاتل من اللقاء عندما وصلت الكرة إلى روني الموجود على القائم الأيسر لكنه أطلقها «طائرة» فوق العارضة رغم أنه كان في مكان مثالي للتسجيل في الدقيقة 87. ورفع يونايتد رصيده إلى 30 نقطة في المركز السادس، فيما أصبح رصيد تشيلسي 20 نقطة في المركز الرابع عشر بفارق الأهداف أمام بورنموث ونوريتش سيتي و3 نقاط فقط عن المركز الثامن عشر الذي يحتله نيوكاسل. وعلى «استاد الإمارات»، عاد آرسنال سريعا إلى سكة الانتصارات ووضع خلفه هزيمته المذلة السبت أمام ساوثهامبتون (صفر - 4) وذلك بفوزه على ضيفه بورنموث 2 - صفر، ملحقا بالأخير هزيمته الأولى في المراحل السبع الأخيرة وتحديدا منذ سقوطه على أرضه أمام نيوكاسل (صفر - 1) في السابع من نوفمبر الماضي. ويدين فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر بهذا الانتصار الذي وضعه في الصدارة مؤقتا بفارق نقطة عن ليستر سيتي الذي يلتقي اليوم مع ضيفه مانشستر سيتي في مواجهة نارية، إلى الألماني مسعود أوزيل الذي مرر كرة الهدف الأول وسجل الثاني بنفسه. وافتتح آرسنال التسجيل خلافا لمجريات اللعب في الدقيقة 17 عبر مدافع فياريال الإسباني السابق البرازيلي غابرييل باوليستا إثر ركلة ركنية من أوزيل الذي رفع عدد تمريراته الحاسمة إلى 16 هذا الموسم. ولم يكتف أوزيل بدور الممرر فقط بل تمكن في الشوط الثاني من حسم النقاط الثلاث لفريقه بإضافة الهدف الثاني في الدقيقة 63 بعدما تبادل الكرة مع الفرنسي أوليفيه جيرو الذي أعادها له بتمريرة عالية فسيطر لاعب ريال مدريد الإسباني السابق على الكرة بلمسة أولى ثم سددها بسلاسة من زاوية ضيقة في شباك الحارس البولندي أرتور بوروك. وعلى ملعب «فيكاريدج رود»، تمكن توتنهام من إزاحة مانشستر سيتي عن المركز الثالث ولو مؤقتا وذلك بعد فوزه القاتل على مضيفه واتفورد 2 - 1. ويدين فريق المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو بفوزه الثالث على التوالي والتاسع هذا الموسم (مقابل 8 تعادلات وهزيمتين) إلى الكوري الجنوبي سون هيونغ مين الذي سجل هدف النقاط الثلاث في الدقيقة 89 بعد أن دخل في الشوط الثاني بدلا من توماس كارول في مباراة أكملها واتفورد بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 63 بعد طرد الهولندي نايثن اكي. ورفع الفريق اللندني بفوزه الثالث على التوالي والتاسع هذا الموسم رصيده إلى 35 نقطة في المركز الثالث بفارق الأهداف أمام مانشستر سيتي، وذلك بانتظار موقعة الأخير مع ليستر سيتي، فيما تجمد رصيد واتفورد الذي عاد في المرحلة السابقة من ملعب الفريق اللندني الآخر تشيلسي حامل اللقب بنقطة (2 - 2)، عند 29 نقطة في المركز السابع مؤقتا بعد أن مني بهزيمته الخامسة. واستهل توتنهام اللقاء بشكل مثالي، حيث افتتح التسجيل منذ الدقيقة 17 بعدما خسر المدافع الآيرلندي كريغ كاثكارت الكرة في منتصف الملعب فوصلت إلى ديلي إلى ثم تحولت إلى هارين كين الذي مررها للأرجنتيني إيريك لاميلا، الذي تقدم بها ثم أودعها أرضية على يسار الحارس البرازيلي هوريليو غوميش. لكن واتفورد دخل إلى استراحة الشوطين وهو على المسافة ذاتها بفضل نجمه المتألق النيجيري أوديون إيغالو، الذي وجد طريقه إلى الشباك للمباراة السادسة على التوالي (إنجاز لم يسبق إليه أي لاعب من واتفورد في دوري الأضواء) بعدما وصلته الكرة بتمريرة رأسية من تروي ديني فسيطر عليها بصدره ثم تخلص من إيريك داير بطريقة مميزة ووضعها في شباك الحارس الفرنسي هوغو لوريس في الدقيقة 41. ومسجلا هدفه الثلاثين في 2015، وهو أمر لم يحققه أي لاعب في الدرجات الأربع الأولى في إنجلترا خلال هذا العام. وتعرض واتفورد لضربة قاسية عندما رفع الحكم البطاقة الحمراء بوجه اكي الذي تدخل بقساوة على لاميلا في الدقيقة 63. ولم يستفد توتنهام سريعا من التفوق العددي بل انتظر حتى الدقيقة 89 ومباشرة بعد هدف ألغاه الحكم لواتفورد بداعي أن الكرة لم تتجاوز الخط لكي يخطف الفوز بعدما وصلت الكرة إلى البديل الكوري الجنوبي سون هيونغ مين من عرضية لكيران تريبيير، فحولها بكعب قدمه لتمر بين ساقي الحارس وتتهادى في الشباك. وابتعد توتنهام بهذا الفوز بفارق 4 نقاط عن ملاحقه وجاره كريستال بالاس الذي اكتفى بدوره بالتعادل على أرضه مع سوانزي سيتي الجريح صفر - صفر. وعلى ملعب «غوديسون بارك»، سقط ايفرتون أمام ضيفه ستوك سيتي 3 - 4 في مباراة مجنونة، تخلف خلالها صاحب الأرض مرتين لكنه عاد وأدرك التعادل ثم تقدم قبل أن يفرض الضيف التعادل في الوقت القاتل ثم يخطف هدف الفوز في الوقت بدل الضائع، مسجلا ثلاثة أهداف أو أكثر في مباراة واحدة للمرة الأولى هذا الموسم، كما تلقت شباكه أكثر من هدفين للمرة الأولى أيضا. وسجل البلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم إيفرتون ثنائية في الدقيقتين (22 و64) رفع من خلالها رصيده إلى 11 هدفا في المباريات الـ10 الأخيرة و15 بالمجمل في صدارة الهدافين مع مهاجم ليستر جيمي فاردي. وأضاف الإسباني جيرار دولوفيو في الدقيقة 71 الهدف الثالث لإيفرتون الذي مني بهزيمته الخامسة. في المقابل سجل لستوك السويسري شكيدران شاكيري هدفين في الدقيقتين (16 و45) والإسباني خوسيلو (80) والنمساوي ماركو إرناوتوفيتش (90 من ركلة جزاء) أهداف الفريق الأربعة، ليحقق فوزه الكبير الثاني على التوالي بعد أن أسقط مانشستر يونايتد (2 - صفر) في المرحلة السابقة. ورفع ستوك سيتي بفوزه الثامن رصيده إلى 29 نقطة، فيما تجمد رصيد إيفرتون عند 26 نقطة في المركز العاشر بعد أن مني بهزيمته الخامسة. وعلى ملعب «باتون بارك»، حول وستهام يونايتد تخلفه بهدف أمام ضيفه ساوثهامبتون إلى فوز 2 - 1 أعاد به الأخير إلى أرض الواقع بعد الفوز الكبير الذي حققه السبت على آرسنال. وسجل مايكل أنطونيو في الدقيقة (69) واندي كارول (79) هدفي وستهام، وكارل جنكينسون (13 خطأ في مرمى فريقه) هدف ساوثهامبتون الذي تجمد رصيده عند 24 نقطة في المركز الثاني عشر، فيما رفع منافسه اللندني رصيده إلى 29 نقطة في المركز السابع. وعمق نوريتش سيتي جراح ضيفه أستون فيلا متذيل الترتيب وابتعد نسبيا عن منطقة الخطر بالفوز عليه بهدفين لجوناثان هاوسن في الدقيقة 24. والكونغولي الجمهوري ديوميرسي مبوكاني (87). وحذا وست بروميتش البيون حذو نوريتش سيتي بتغلبه على ضيفه الجريح نيوكاسل يونايتد بهدف للاسكوتلندي دران فليتشر في الدقيقة 78.
مشاركة :