والدة طاعن سلمان رشدي: ابني سافر شهراً إلى لبنان وعاد متعصبا

  • 8/15/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت‭ ‬والدة‭ ‬الأميركي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬لبناني،‭ ‬هادي‭ ‬مطر،‭ ‬المتعاطف‭ ‬الإيراني‭ ‬والمتهم‭ ‬بمحاولة‭ ‬قتل‭ ‬سلمان‭ ‬رشدي‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬بنيويورك،‭ ‬إن‭ ‬ابنها‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬ونشأ‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬قام‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬برحلة‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وعاد‭ ‬انطوائي‭ ‬المزاج‭ ‬ومتعصبا‭ ‬دينيا،‭ ‬يحبس‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬السفلي‭ ‬من‭ ‬البيت،‭ ‬ويرفض‭ ‬التحدث‭ ‬إلى‭ ‬عائلته‭ ‬لشهور‮»‬‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬شرحت‭ ‬Silvana Fardos‭ ‬اللبنانية‭ ‬الأصل،‭ ‬للصحيفة‭ ‬التي‭ ‬أجرت‭ ‬معها‭ ‬مقابلة‭ ‬أمس،‭ ‬وهي‭ ‬MailDaily‭ ‬البريطانية‭.‬ وذكرت‭ ‬‮«‬سيلفانا‭ ‬فردوس‮»‬‭ ‬البالغة‭ ‬46‭ ‬سنة،‭ ‬أنها‭ ‬علمت‭ ‬بطعن‭ ‬سلمان‭ ‬رشدي،‭ ‬حين‭ ‬داهم‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬FBI‭ ‬منزلها،‭ ‬وأخرجوا‭ ‬من‭ ‬الطابق‭ ‬السفلي،‭ ‬حيث‭ ‬يقيم‭ ‬ابنها‭ ‬بمنطقة‭ ‬Fairviewفي‭ ‬ولاية‭ ‬نيوجيرسي،‭ ‬جهاز‭ ‬كمبيوتر‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬بلاي‭ ‬ستيشن‮»‬‭ ‬وكتب‭ ‬وسكاكين‭ ‬وأداة‭ ‬لشحذ‭ ‬الشفرات‭ ‬‮«‬وكنت‭ ‬وقتها‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬عملي،‭ ‬حين‭ ‬اتصلت‭ ‬بي‭ ‬ابنتي‭ ‬وأخبرتني‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي‮»‬‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬فصدمت‭ ‬للخبر‮»‬‭ ‬مضيفة‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ابنها‭ ‬قرأ‭ ‬كتاب‭ ‬رشدي،‭ ‬لكنها‭ ‬اكتشفت‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬تدينا‭ ‬منذ‭ ‬رحلته،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنه‭ ‬انتقدها‭ ‬لعدم‭ ‬تنشئة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الصارمة‭.‬ وقالت‭ ‬الأم‭ ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬تسمع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بسلمان‭ ‬رشدي،‭ ‬ولم‭ ‬تقرأ‭ ‬أبدا‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬كتبه‭ ‬‮«‬بل‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعرف‭ ‬حتى‭ ‬بوجوده،‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬ابني‭ ‬قرأ‭ ‬كتابه‭ (..) ‬لا‭ ‬أصدق‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬كهذا،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هادئا‭ ‬جدا،‭ ‬أحبه‭ ‬الجميع،‭ ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬قلت‭ ‬لمكتب‭ ‬التحقيقات‭ ‬الفيدرالي،‭ ‬فلن‭ ‬أكلف‭ ‬نفسي‭ ‬عناء‭ ‬التحدث‭ ‬إليه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬إنه‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬أفعاله،‭ ‬فلدي‭ ‬قاصرتان‭ ‬أخريان‭ ‬وعليّ‭ ‬الاعتناء‭ ‬بهما،‭ ‬وهما‭ ‬بحالة‭ ‬استياء،‭ ‬وشعرتا‭ ‬بصدمة‭. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬فعله‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬بدونه‮»‬‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬ابنها‭ ‬الذي‭ ‬ذكرت‭ ‬‮«‬العربية‭.‬نت‮»‬‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬سابق،‭ ‬أنه‭ ‬ولد‭ ‬لأبوين‭ ‬لبنانيين‭ ‬هاجرا‭ ‬من‭ ‬بلدة‭ ‬‮«‬يارون‮»‬‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬اللبناني،‭ ‬معقل‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬إيران‭.‬ وكان‭ ‬هادي‭ ‬مطر،‭ ‬نشأ‭ ‬وذهب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يفرق‭ ‬الطلاق‭ ‬والدته‭ ‬في‭ ‬2004‭ ‬عن‭ ‬أبيه‭ ‬حسن،‭ ‬وبعده‭ ‬عاد‭ ‬زوجها‭ ‬الطليق‭ ‬إلى‭ ‬لبنان،‭ ‬بينما‭ ‬انتقلت‭ ‬هي‭ ‬إلى‭ ‬نيوجيرسي‭ ‬للبدء‭ ‬بحياة‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬أبنائها‭. ‬أما‭ ‬رحلته‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬لبنان،‭ ‬فكانت‭ ‬لزيارة‭ ‬والده،‭ ‬حيث‭ ‬تحول‭ ‬من‭ ‬ابن‭ ‬محبوب‭ ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬إلى‭ ‬انطوائي‭ ‬متقلب‭ ‬المزاج‭ ‬‮«‬وفي‭ ‬الساعة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬عاد‭ ‬فيها‭ ‬اتصل‭ ‬بي‭. ‬أراد‭ ‬العودة‭ ‬بعد‭ ‬28‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬الغياب،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الرحلة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬مع‭ ‬والده،‭ ‬لأنه‭ ‬شعر‭ ‬بالوحدة‭ ‬الشديدة‮»‬‭.‬ ‮«‬انتقدني‭ ‬لأني‭ ‬لم‭ ‬عرّفه‭ ‬على‭ ‬الاسلام‮»‬ أضافت‭ ‬الأم‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬متحمسا‭ ‬لإكمال‭ ‬دراسته‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادته‭ ‬وعلى‭ ‬وظيفة،‭ ‬لكنه‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حبس‭ ‬نفسه‭ ‬بالقبو‭.. ‬لقد‭ ‬تغير‭ ‬كثيرا،‭ ‬ولم‭ ‬يقل‭ ‬لي‭ ‬أو‭ ‬لأختيه‭ ‬شيئا‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭. ‬ينام‭ ‬نهارا‭ ‬ويستيقظ‭ ‬ويأكل‭ ‬ليلا‭. ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬القبو،‭ ‬حيث‭ ‬يطبخ‭ ‬طعامه‭ ‬بنفسه‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬الوقت‭ ‬راح‭ ‬هادي‭ ‬مطر‭ ‬يمنع‭ ‬والدته‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬مقر‭ ‬سكنه‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬السفلي،‭ ‬والواقع‭ ‬مباشرة‭ ‬تحت‭ ‬المنزل‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬غرف،‭ ‬والذي‭ ‬يبلغ‭ ‬ثمنه‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬حيث‭ ‬تعيش‭ ‬الأم‭ ‬مع‭ ‬أختيه‭ ‬التوأم،‭ ‬والبالغة‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬‮«‬وفي‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬جادلني‭ ‬وسألني‭ ‬لماذا‭ ‬شجعته‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الدين،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬غاضبا‭ ‬لأني‭ ‬لم‭ ‬أعرّفه‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬منذ‭ ‬صغره‮»‬‭ ‬مضيفة‭ ‬أنها‭ ‬لبنانية،‭ ‬مهاجرة‭ ‬منذ‭ ‬26‭ ‬عاما،‭ ‬وتعيش‭ ‬حياة‭ ‬بسيطة‭ ‬كأم‭ ‬عزباء،‭ ‬ثم‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أهتم‭ ‬بالسياسة‭. ‬لست‭ ‬متدينة‭. ‬ولدت‭ ‬مسلمة،‭ ‬وهذا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الأساس‭. ‬لم‭ ‬أدفع‭ ‬أطفالي‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬أجبر‭ ‬ابني‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شيء‭. ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬أحداً‭ ‬بإيران‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬عائلتي‭ ‬هنا‮»‬‭.‬

مشاركة :