عاصرت عدة "ديربيات" للعملاقين الهلال والنصر، عبر اعوام مضت ولم أشاهد أسوأ من "الديربي" الأخير الذي ظهر فقيراً في المواهب والعطاء، بل بدا وكأنه (ديربي) درجة ثانية، فقد رأيت 20 يركضون ومعظمهم يسقطون والآخر سارح وشارد الفكر، ومدربين يعبثون، وأسفت للأجواء الجميلة التي صاحبت اللقاء، وتمنيت أنني استثمرتها في مخيم مع الأحبة من دون ضغط وحرق أعصاب. ف "ديربي الرياض" الذي كنا زمان نترقبه ونسعد بمتابعته، ومتابعة إبداعات نجومه تحوّل إلى مسرحية هزلية لا تعكس أبداً سمعة الناديين ومواجهاتهما التي أثرت الساحة الكروية اعواما طويلة، عندما كانت مصدر للإمتاع الكروي الرفيع، وقد سألت نفسي وأنا أتابع "الديربي الفقير" كيف وصل الحال ب "قطبي الرياض؟"، وأين مواهب زمان؟ وخرجت بقناعة أن الفريقين افتقد أحداهما منافسة الآخر، فشاركه الهبوط الفني المخيف حتى يستقر الهلال، فلا بد من عودة النصر في أسرع وقت حتى لا تتكرر الأعوام العجاف التي عاشها أنصاره.. ويبقى الهلال وحيداً مع غيبة الشباب. هلال صالح النعيمة ويوسف الثنيان وأحمد المصيبيح وسامي الجابر وغيرهم، ونصر ماجد عبدالله وفهد الهريفي ويوسف خميس ومحيسن الجمعان لا بد أن يعودا من جديد، لذلك عمل بنظرة مستقبلية وأرضية خصبة تنبع منها المواهب، على ان يفسح المجال للشباب ويودع فيها الكبار الذين أعطوا ما فيه الكفاية، وتلك سنة الحياة ولو كان الأمر بالعاطفة والتمني لبقي النصر على ماجد والهلال على الثنيان، لذلك سارعوا في إعادة مجد الفريقين بلاعبين مؤثرين ومواهب متميزة، ومن يركض حالياً لن يجلب سوى الآهات والحسرات. وبقي أن أهمس في أذن كل غيور نصراوي أن الفريق ستمسخ شخصيته إذا لم يحضر مدربا كفوءا ويسرح من أنتهت صلاحيته، وجلب أجانب مؤثرين، أما الهلال فمدربه رائع لولا الاختراع وعدم استقرار رؤيته في التشكيل والتكتيك، وربما نجا من الموقعة الأخيرة بحظ كبير جعل خصمه يفرط بفوز سهل خلال الشوط الأول، ولكن ليس كل مرة يسلم الفريق بسبب كثرة التخبط وعلى مسيريه مراجعة الحسابات في الدوري بصرف النظر عن ما كان عليه أمس في مسابقة الكأس. نقاط خاصة * في "ديربي العاصمة" كالوس أدواردو فقط، أما البقية فركض بلا بركة. * من جلب فابيو كانافارو ظلم النصر من دون قصد فمن بعده اختفى الترابط وسيطر الاجتهاد وساءت نفوس اللاعبين. * الشباب يسير إلى أين لا أدري ...؟ تخبط وضياع ومسكنات لا تجدي، لا بد من عودة أحد الخوالد لانتشاله سريعاً. * "الفيفا" نشر جدول دورينا برؤيته وربعنا لهم رأي آخر، عموما ألأهلي والهلال ليس طموحهما صدارة مؤقتة، وانما ذهب يرصده التاريخ. * شارك الشلهوب دقائق في مواجهة "الديربي" فتذكرت أن لدينا مواهب ولكن هذا المبدع تقدم به العمر ولا بد من شلهوب آخر وفي معظم الفرق خلقا وعطاء. * نقل مباريات من "دوري جميل" اولى خطوات العمل السليم لقناة الوطن، وغير ذلك لا يعوض المشاهدين سوى الدوري الأسباني او الانجليزي وليس الفنزويلي. الكلام الأخير: يا نجومنا الكبار.. غادروا قبل أن "يغدر بكم" زمانكم