تراشق بين عصائب أهل الحق والصدريين في بروفة صدام

  • 8/15/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - تنفتح الأزمة السياسية في العراق على المزيد من التصعيد في ظل تمسك التيار الصدري والإطار التنسيقي كل بمواقفه، في الوقت الذي عاد فيه السجال مجددا بين الصدريين وعصائب أهل الحق إحدى القوى المنضوية في الإطار والتي كادت أن تدخل قبل أشهر قليلة في صدام مع أنصار رجل الدين النافذ مقتدى الصدر على خلفية اغتيالات من الطرفين.   وفي أحدث تطورات الأزمة هاجم صالح محمد العراقي 'وزير' زعيم التيار الصدري كتلة 'صادقون' النيابية التي تمثل عصائب أهل الحق ووصفها بكتلة "الكاذبون".   وقال العراقي في بيان نشره على حسابه بتويتر "كتلة كاذبون ومن لفّ لفّها، تقول التيار الصدري يتحمل المسؤولية لتواجده في الحكومات السابقة"، معلقا أن "الجواب: نعم نتحمل المسؤولية ولا ننفي ذلك". وتابع "لذلك فنحن كنّا في العملية السياسية كعلي بن يقطين (كان من وزراء هارون الرشيد، الخليفة العباسي ومن أتباع الإمامين الصادق والكاظم ولكنه كان يخفي ذلك)، لكن لم ينفع معكم فأنتم مصرّون على الفساد". وأشار إلى أن التيار الصدري لا يتحمل مسؤولية الفساد لأسباب منها أنه لم يوافق على الاتفاقية الأمنية التي وصفها بالمخزية في إشارة إلى الاتفاقية الأمنية العراقية الأميركية. كما قال إن التيار الصدري لم يوافق على تلك الاتفاقية، مضيفا أن الصدريين الاحتلال الأميركي "الذي هو من أهم أسباب فسادكم". وقال أيضا "لم نشترك بمجلس الحكم في حينها على الرغم من إصرار كبيركم على الاشتراك في حينها"، في إشارة إلى زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، مضيفا "حاسبنا فاسدينا أو من نشكّ بفسادهم.. ورفضتم ذلك منّا والتحق فاسدونا معكم". وعدد أيضا أسبابا أخرى منها أن من وصفها بـ"كتلة كاذبون أوضح دليل على أننا قاومنا الفساد وإلاّ لما كنتم مطرودين من التيار.. ولم نفاوض المحتل من أجل الخروج من السجون كما فعلتم". وأشار كذلك إلى أن زعيم التيار الصدري (مقتدى الصدر) كان يسارع لوأد الفتن التي تؤججها عصائب أهل الحق قائلا "ما إن أجّجتم الفتن بيننا وبينكم سارع قائدنا لإطفائها". وقال وزير الصدر كذلك في انتقاده لكتلة صادقون "التبعية أكبر أسباب الفساد وكبيركم يقول بما معناه: تبعيتنا سرّ نجاحنا"، متهما عصائب أهل الحق بالاعتداء على مصفاة بيجي. وهاجم بشدة زعيم العصائب بالقول "كبيركم يقول لو تمّ محاسبة الفاسدين لامتلأت السجون.. بمعنى أنه لابد من عدم محاسبتهم"، مضيفا "تخلّينا عن المشاركة في الانتخابات وسجنا 73 نائبا قحيّا لكي لا نتوافق مع فسادكم". وختم العراقي بيانه بالقول "تستغلون أفراد الحشد الشعبي لتلبية شهواتكم ونحن نريد حفظ دمائهم وحفظ سمعتهم ناصعة، فهم مجاهدون شهداء كرام"، متابعا و"غيرها من الأمور.. فلا تتغافلوا" وردّ عدنان فيحان رئيس كتلة 'صادقون' على بيان صالح محمد العراقي في تغريدة قال فيها "الصادقون صادقون الوعد ثابتون على العهد، لن نجهد أنفسنا كثيرا بالرد على من رمتني بدائها وانسلت". وتابع "لا نحتاج إلى التوضيح لأن شـمس الواضحات، لا يغيبها غربال التغريدات وكما قالوا عندما تأتيك المذمة والتجريح من منافس اعلم انك أتعبته وأوجعته. أما بخصوص الكبير قيسـنا (قيس الخزعلي) فهو أخ ممهد شيخ حسيني قائد للانتصار رمز وطني". ويوم الجمعة الماضية ختم أنصار الإطار التنسيقي مظاهراتهم بالإعلان عن اعتصام مفتوح على أسوار المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم المقار الحكومية والبرلمان العراقي ومقرات البعثات الدبلوماسية الأجنبية، في رد على الاعتصام المفتوح الذي أعلنه التيار الصدري منذ فترة داخل البرلمان قبل أن ينقله إلى باحاته الخارجية ومحيطه. ورفع الصدر من مستوى الضغط على خصومه السبت بدعوة مقرّب منه لتظاهرة "مليونية" في بغداد. وقال صالح محمد العراقي في بيان إنه "بعد أن انقسم الاحتجاج إلى فسطاطين"، بات لزاما معرفة أي المعسكرين "أكثر عددا وأوسع تعاطفا عند الشعب العراقي". ولا يزال العراق منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، في شلل سياسي تام مع عجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. ومنذ يوليو/تموز، يتواجه الطرفان الشيعيان في تصعيد جديد لخلافات سياسية حادة من دون أن يؤدي الوضع المتأزم إلى أعمال عنف، وسط مطالبة التيار الصدري بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، مقابل مطالبة الإطار التنسيقي بتشكيل حكومة وعودة انعقاد البرلمان. ويضمّ الإطار التنسيقي خصوصا الكتلة البرلمانية الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران وكتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الخصم التاريخي للصدر. وطلب مجلس القضاء الأعلى في بيانه الأحد من "الجهات السياسية والإعلامية" عدم "زج القضاء في الخصومات والمنافسات السياسية"، مؤكدا أن القضاء "يقف على مسافة واحدة من الجميع".

مشاركة :