ارتسمت معالم الحيرة والدهشة على ملامح ذوي وأهالي ضحايا حريق مستشفى جازان العام عند إنهاء إجراءات استلام جثامين أقاربهم من المتوفين حيث اتضح لهم أن سبب الوفاة كان «طبيعياً» وهو ما أثار علامات الاستفهام حول مدى صحة تقارير الوفاة الخاصة بذويهم الذين قضوا في حريق مستشفى جازان العام الخميس الماضي الأليم، وذكر البعض من الأهالي بأنهم رفضوا التوقيع على الإقرار بأن سبب الوفاة طبيعية، ومكان الوفاة بمستشفى آخر غير مستشفى جازان العام الذي وقعت به حادثة الحريق ولم يشر التقرير الى أن الوفاة ناتجة عن اختناق المرضى لحظة الحريق. وأشارت مجموعة من ذوي المتوفين أن محاولات توقيعهم على الإقرارات والتقارير تشير الى أن الوفاة طبيعة وذلك من أجل استلام جثث وجثامين أهاليهم وأقاربهم، لكنهم رفضوا التوقيع بما يفيد عن أن الوفاة كانت طبيعة. وقال محمد عابد أحد أقارب المتوفين أنهم يسعون للحفاظ على حقوق الضحايا لكنهم لاحظوا تلاعباً في تقاير الوفاة، أنها طبيعة وتم تعديلها على أنها نتيجة التهاب. فيما ذكر أحد ذوي المتوفين أن والده منذ خمسة أيام في ثلاجة الموتى وأنهم منحوا تقارير بأن الحادث قضاء وقدر وليس إهمالا واختناقا.وتحدثت قريبة إحدى المتوفيات من محافظة فيفا أن صيغة شهادة الوفاة لقريبتهم بسبب هبوط في الدورة الدموية وتوقف في القلب وبأن مكان الوفاة مستشفى الملك فهد. وبين ذوو المتوفين بأن المستشفى قام بتعديل أسباب الوفاة لاحقاً وأنه ناتج عن اختناق بأول أكسيد الكربون، ومما أثار تساؤلات الأهالي عدم تحديد مكان الوفاة وهو في المستشفى المحترق بل إنها نسبت الى مستشفى الملك فهد المركزي. وأكد عدد من أهالي الضحايا أن البعض تسلم جثامين أقاربهم وتسلموا شهادات وفاة لدفن موتاهم في حين أن التقارير تبقى بحوزة المستشفى. وأضاف: استلمنا المتوفين رغم عدم رضانا عن التقارير التي وقعنا عليها لأننا لا نريد لهم ان تزيد عدد أيامهم في الثلاجات فإكرام الميت دفنه. الجدير بالذكر أن لجان التحقيق تواصل عملها في معرفة نتائج وأسباب فاجعة حريق المستشفى التي من المنتظر انتهاء التحقيقات خلال الأربع وعشرين ساعة المقبلة. فيما طالب أهالي الضحايا من صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان ضمان حفظ حقوق أهالي الضحايا والمصابين جراء الحادث الأليم وإنصافهم حسب توجيهاته السابقة في هذه الحادثة.
مشاركة :