ماذا يعني أن تحب ذاتك؟

  • 8/16/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إن جزءاً كبيراً من حب الذات مرتبط بالشعور فما مشاعرك؟ هل اقتربت منها؟ وهل ساعدتك مشاعرك على اكتشاف ذاتك قبل أن تنخدع بفكرة أن حب الذات يبدأ من الخارج بعد التحسين، أم أنك ماهر في الخداع الخفي حتى توشك أن تخفيه عن نفسك؟!.. ابتسم بحزن ساخر، وأنا أسمع بعضهم يتحدث عن مفهوم حب الذات، ويربطه بالشكل الذين يعمدون إلى تحسينه لكي يحبوا ذواتهم سواء احتاج الأمر لذلك التحسين أو لا، أو يربطونه بالممتلكات أو وقاحة التعامل مع الناس والحياة التي يعدونها وضوحاً وقوة للشخصية، وهم أثناء كل ذلك لا يدرون أن كل ما يفعلونه ربما سببه هو كره الذات وعدم تقبلها إلا بشروطهم الساذجة، فهولاء الذين يخفون حقيقتهم الداخلية أو بالأصح لا يعرفونها كلما زاد استعراضهم وشرحهم المطول عن حب الذات كلما زادوا بعداً عنها!! لو أن الأمر يتوقف عند حدودهم لكان الأمر أهون بكثير من نقله للعامة ممن لا يقرؤون ولا يعون وإنما يكتفون بالفرجة والاستماع لأولئك. إن جزءاً كبيراً من حب الذات مرتبط بالشعور فما مشاعرك؟ هل اقتربت منها؟ وهل ساعدتك مشاعرك على اكتشاف ذاتك قبل أن تنخدع بفكرة أن حب الذات يبدأ من الخارج بعد التحسين، أم أنك ماهر في الخداع الخفي حتى توشك أن تخفيه عن نفسك؟! هنا لا تكون الحالة مجرد خداع بل هي مرض لا أعرف له تصنيفاً، ليس لأني لست مختصة بل لأن الأمر سيعتصي فهمه حتى على من هو مختص في الأمراض النفسية، فإذا لم يكن المرء يعرف أن يصف حالته فكيف للطبيب أن يصفها أو يصنفها! وإلا فكيف لوجوه (ترهقها قترة) أن تحدثنا عن حب الذات وهم رغم تسلحهم بكل الأسلحة الخارجية الشكل والملبس وطريقة المعيشة لا بد أن يكشفوا، من حيث لا يعلمون، عن ظلامهم الداخلي الذي يتسبب في ضياعهم عن أنفسهم، فتكشفهم عيونهم ومنطقهم الذي يزخر بالتناقضات والأكاذيب ورفض أي نصح أو تعليق أو توضيح يخالف ما يحاولون إظهاره! ويتساوى في هذا السفيه والمثقف! تقول الكاتبة مارغريت تارتاكو فسكي: «حين تسمح لطبيعتك بأن تظهر فإنك تسمح لحب الذات أن يتألق من خلالك». وهذه هي الحقيقة الغائبة عن كثير ممن أضجرونا بمفهومهم الخاطئ عن حب الذات حتى صارت له معانٍ أخرى ساهمت في الضياع النفسي لكثير من الجهلة بعد أن فقدوا السيطرة على خياراتهم التي أخضعوها لمفاهيم كثيرة تخبطوا فيها، حتى أثر ذلك على كل من حولهم وممن تربطهم بهم علاقات إنسانية يفترض أن تكون رفيعة المستوى بما فيها من أواصر لو هي استقامت ولم يستبد بها طرف دون غيره تحت مفهوم حب الذات الخاطئ. إن تنمر بعض الفتيات على أسرهن ما هو إلا أحد هذه الوجوه، والأمر يطول شرحه في هذا الموضوع، ولكن نتائجه ظاهرة للجميع في كثير من النماذج التي استجارت من الرمضاء بالنار! بل إن هناك نماذج أخرى لا ينقصها العلم ولا المال ولا المركز الاجتماعي الراقي ومع هذا تاهت بهم السبل؛ بعضهن سيدات يفترض بأنهن ناضجات، ولكن هذا النضج لا صلة له بالسن الزمني، والنتيجة أيضاً ظاهرة نراها في حياة هذه وتلك؛ وهم يدفعون ثمن مفاهيمهم الخاطئة التي آمنوا بها حتى تدمرت حياتهم وألقى هذا الدمار على الأقرب والأقرب منهم! والكارثة أن هؤلاء هم الذين فتحوا قنواتهم الخاصة لبث مفاهيمهم الخاطئة. ومازالت الأيام والقنوات حبلى بهذه النماذج المهزوزة، ولا نستطيع أن نتكهن متى سيعي الناس خطورة ما يبث لهم، ولا نقول إلا: نسأل الله السلامة.

مشاركة :