نورة الكعبي: تجربة السياحة الثقافية في الإمارات متكاملة العناصر

  • 8/16/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رسمت دولة الإمارات خلال نصف قرن مشهداً ثقافياً منسجماً مع رسالتها الإنسانية المبنية على المزج بين الأصالة والحداثة، مستفيدة من التنوع الثقافي والتراثي، وحجم الدعم والاستثمار الرسمي على مستوى بناء الصروح ودعم المواهب، في تكوين حالة خاصة أهلتها للتحول إلى أحد أبرز وجهات السياحة الثقافية في المنطقة والعالم. وكشفت إحصاءات حديثة عن نمو عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي يشملها قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الدولة والذي تجاوز 36 ألف منشأة. أخبار ذات صلة «المنخفض الجوي» يتراجع و«الأرصاد»: تأثيره لا يزال قائماً 10 مليارات درهم حجم سوق إدارة المرافق في الإمارات نورة الكعبي نورة الكعبي إلى ذلك، قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، إن النهضة الثقافية الشاملة التي حققتها دولة الإمارات أسهمت في تعزيز مكانة الدولة وجهة عالمية للسياحة الثقافية بمختلف أنماطها. وأشارت إلى الغنى والتنوع الذي تتميز به تجربة السياحة الثقافية في الإمارات بفضل تكامل عناصرها بدءاً من المعالم والمواقع الأثرية والتراثية، مروراً بالأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية ذات الطابع العالمي التي تستضيفها الدولة سنوياً، وصولاً إلى الصروح المعرفية والفنية المشيدة على أرضها كالمتاحف والمكتبات والمسارح ودور السينما وغيرها من حاضنات إنتاج المعرفة والإبداع. وقالت معاليها إن السياحة الثقافية تشكل اليوم أحد القطاعات الحيوية التي تعلق عليها الآمال في دعم الاقتصاد المحلي بفضل قدرتها على جذب ملايين السياح من مختلف دول العالم فيما تستمد قوتها من الحضور الفاعل والمؤثر للإمارات في دعم التراث العالمي وإطلاق المبادرات العالمية ذات الصلة. ولفتت إلى أن الوزارة تعمل على محورين مهمين في إطار سعيها لتعزيز هذا القطاع؛ حيث يعني المحور الأول بالاهتمام بالمواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية في الدولة، والعمل على ترميمها وتسجيلها ضمن قوائم التراث المادي لدى اليونسكو، مشيرة إلى أن الاهتمام بالترويج لمواقع أثرية مهمة في الدولة مثل جبل حفيت والهيلي وبدع بنت سعود والأفلاج والواحات التاريخية في العين لا يقل أهمية عن السعي لتسجيل التراث غير المادي للدولة مثل الصقارة، والسدو وفن العيالة، والعمل على التعريف بها بحيث تصبح محط اهتمام عالمي. وتابعت معاليها أن المحور الثاني هو حداثي معاصر، ويشمل سياحة المواقع والفعاليات الثقافية مثل المهرجانات الفنية والفعاليات الثقافية العالمية التي تستقطب فنانين ومبدعين من جميع أنحاء العالم مثل بينالي الشارقة وفن أبوظبي وفن دبي، ومعارض الكتب المختلفة، إضافة إلى تنوع المتاحف وتنوع محتواها وما تقدمه من تجارب إنسانية وثقافية للزوار، مثل متحف اللوفر أبوظبي الذي استقطب نحو مليون زائر منذ افتتاحه، ومتحف المستقبل الذي قدم مفهوما جديداً في عالم المتاحف، إضافة إلى أن العمل جار على مجموعة من المتاحف مثل غوغنهايم ومتحف زايد. وأشارت إلى أهمية المكتبات الحديثة والتي باتت تستقطب الزوار من أنحاء العالم ليتعرفوا على محتواها وهويتها العمرانية، مثل بيت الحكمة في الشارقة ومكتبة محمد بن راشد في دبي. وأوضحت أن الوزارة ومن خلال منظومة عمل متكاملة تضم جهات حكومية عدة، تعمل على تنفيذ أجندة واستراتيجيات وطنية واضحة بهذا الاتجاه، كالاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، لبناء اقتصاد إبداعي عصري، يدعم القطاعات الثقافية والإبداعية في الدولة، ويشجع على السياحة الثقافية والتراثية، وما يصاحب هذه الاستراتيجية من توفير بيئة ملائمة للمبدعين من جميع أنحاء العالم. وقالت معاليها إن عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي يشملها قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الدولة بلغ حسب آخر الإحصاءات نحو 36 ألف منشأة، مشيرة إلى إن رؤية حكومة دولة الإمارات تسعى إلى رفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 4.3 بالمائة إلى 5 بالمائة في المستقبل القريب. وأضافت معاليها أن مستقبل السياحة الثقافية في الدولة مليء بالآمال وفرص النمو الواعدة، خاصة وأن الثقافة إحدى أبرز عناصر القوة الناعمة للدولة وتحظى بكل أشكال الرعاية والدعم الرسمي، إضافة إلى طبيعة دولة الإمارات التي شكلت حالة عالمية فريدة من نوعها في التسامح واحتضان مختلف شعوب وثقافات العالم ضمن بيئة مثالية من التعايش وتقبل الآخر. وتتوافر في الإمارات أغلب مقومات وأشكال السياحة الثقافية التي تتضمن المواقع الأثرية والتاريخية والقرى التراثية، المتاحف، المكتبات والمسارح والمعارض الفنية، وقائمة طويلة من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية التي تستضيفها الدولة طوال العام.

مشاركة :