الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Communications عبارة عن تحليل لفريق خبراء دولي لستة سيناريوهات لانبعاثات ثلاث مجموعات عملاقة أوروبية في مجال الطاقة - هي إيكينور Equinor وبي بي BP وشل Shell - بالإضافة إلى تلك التي وضعتها وكالة الطاقة الدولية. ثم قارن الخبراء هذه المسارات المختلفة بالسيناريوهات الواردة في تقرير خاص صادر عن فريق خبراء المناخ التابع للأمم المتحدة للحد من متوسط الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية. من خلال تحليل كل هذه السيناريوهات، قدر الفريق درجات الحرارة القصوى وتلك التي ستسجل في نهاية القرن في كل حالة. كما حلل التغيرات الأساسية في قطاع الطاقة، المساهم الرئيسي في انبعاثات غازات الدفيئة، والتي يمكن أن تسمح لهذا السيناريو أو ذاك بتحقيق أم لا الأهداف التي حددتها اتفاقية باريس. شهد هذا الاتفاق التاريخي لعام 2015 التزام الدول الحد من ظاهرة الاحتباس إلى مستوى "أقل بكثير" من +2 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية اي +1,5 درجة مئوية اذا أمكن. قال روبرت بريشا من مركز أبحاث كلايمتس أناليتكس Climate Analytics وهو أحد المساهمين الرئيسيين في هذه الدراسة ان "معظم السيناريوهات التي حللناها لا تتماشى مع اتفاقية باريس، لأنها تفشل في الحد من الاحتباس إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين وسيتجاوز حد 1,5 درجة مئوية". وشدد على أن "التحول في قطاع الطاقة ضروري" لتحقيق الأهداف "وصناع القرار بحاجة إلى تقييم علمي متين وشفاف" تماما كما ورد في هذه الدراسة. خلص تحليلهم إلى أن سيناريو شل الملقب ب"سكاي" سيرفع الاحتباس الحراري بمعدل 1,81 درجة مئوية بحلول عام 2069. وقالت متحدثة باسم شل لوكالة فرانس برس إن سيناريو سكاي كان مجرد احتمال بين العديد من الاحتمالات، مضيفة أن فرق الشركة تقوم "بتقييم يستند إلى فرضيات وقياسات معقولة ليس المقصود منها أن تكون تنبؤات لأحداث أو نتائج مستقبلية محتملة". بحسب سيناريو Rebalance (إعادة التوازن) لمجموعة Equinor سيبلغ الاحتباس 1,73 درجة مئوية أي فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2060، وفقًا للدراسة. اما سيناريو Rapid (سريع) لشركة بريتيش بتروليوم فمن شأنه أن يؤدي إلى احتباس بمستوى 1,73 درجة مئوية بحلول عام 2058 في حين أن سيناريو Net Zero (صفر) سيرفعه بمعدل 1,65 درجة مئوية وفقًا للتحليل. ورفضت Equinor التعليق على الموضوع، بينما لم ترد BP على طلب للتعليق. يرى واضعو الدراسة أن وحده سيناريو "Net Zero 2050" للوكالة الدولية للطاقة مطابق تمامًا لاتفاقية باريس.
مشاركة :