أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الثلاثاء تأجيل تظاهرة مقررة السبت المقبل إلى إشعار آخر، لإفشال ما وصفه بـ"المخططات الخبيثة"، وذلك بعد ساعات على دعوة قوى "الإطار التنسيقي"، أنصارها إلى تظاهرة مضادة لحراك الصدريين لم تحدّد موعدا لها حتى الآن. وشهد اليومان الماضيان تصعيدا كبيرا في حدة الأزمة السياسية العراقية، بلغ ذروته الثلاثاء، بعدما اتّهم المقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر صالح محمد العراقي أطرافا في الإطار التنسيقي بأنها "تلعب بالنار"، وتسعى لحرب أهلية، معتبرا أن "الثالوث الإطاري المشؤوم يسعى إلى الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام، والتظاهرات مقابل التظاهرات". واعتبر مدير مكتب الصدر في بغداد إبراهيم الموسوي أن المقصود بـ"الثالوث الإطاري" هو "قيس والمالكي وعمار"، في إشارة إلى قيس الخزعلي رئيس "عصائب أهل الحق" ونوري المالكي زعيم "ائتلاف دولة القانون" وعمار الحكيم زعيم "تيار الحكمة". وقال الصدر في بيان له "مستمرون بالإصلاح، ومستمرون بالثورة ضد فسادكم أيها الفاسدون، وسياستكم بالتشبه بخطواتنا دليل على إفلاسكم والإصرار على فسادكم، وإن كنتم تراهنون على حرب أهلية، فأنا أراهن على الحفاظ على السلم الأهلي، وإن الدم العراقي غال بل أغلى من كل شيء". وتابع "سيبقى الشعب على اعتصامه حتى تحقيق مطالبه، لكنني حبا بالعراق وعشقا لشعبه ومقدساته، أعلن تأجيل موعد تظاهرة يوم السبت إلى إشعار آخر.. لكي أفشل مخططاتكم الخبيثة ولكيلا أغذي فسادكم بدماء العراقيين الذين راح الكثير منهم ضحية لفسادكم وشهواتكم، ولكي تبقى قيادات الفساد تعيث في الأرض فسادا". وأضاف "فهذا ندائي للثوار بالمحافظة على سلمية الاحتجاجات والحفاظ على دمائكم ودماء القوات الأمنية والحشد الشعبي طاعة لله وحبا بالوطن، ولن يستمر فسادهم إن استمر إصراركم". وفي وقت سابق الثلاثاء، دعا صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، في بيان، "الكتل المنضوية في الإطار التنسيقي إلى كبح جماح ثالوث الإطار المشؤوم فورا"، مؤكدا أن "هذا الثالوث يلعب بالنار وقد يكون من صالحه تأجيج الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام أو التظاهرات مقابل التظاهرات". وقال "إننا إن نتظاهر إنما نتظاهر ضد الفاسدين... فهل هم فاسدون؟ وإننا إذ نتظاهر فإننا نتظاهر سلميا وهم يتظاهرون بعنف ضد الأجهزة الأمنية وغيرها". وأضاف "إننا إذ نتظاهر فإننا نريد إصلاح النظام وهم يتظاهرون ضد الإصلاح وضد رئاسة الوزراء، وإذا كانت رئاسة الوزراء غير شرعية إذا رئاسة الجمهورية أيضا هدف لهم لإسقاطها وفي نفس الوقت هم يتظاهرون ضد رئاسة البرلمان أيضا..."، متسائلا "فأي شرعية وأي دولة يدافعون عنهما؟". وسبق أن حذر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري الاثنين من حرب أهلية قد تحدث في العراق ما لم يتم منعها، فيما أشار إلى أن الاحتقان السياسي بين القوى الشيعية بلغ ذروته. وكتب زيباري في تغريدة له نشرها عبر حسابه في تويتر إن "الحروب الأهلية لا تحدث بقرارات قيادية، الحرب الكردية عام 1994 لم تبدأ بقرار من السادة مسعود بارزاني وجلال طالباني، ولكن أحداث عنف فردية ومتفرقة من قبل قيادات ميدانية كانت السبب". وأضاف أن "الاحتقان السياسي الحالي بين القوى الشيعية: الإطار والتيار، وصل ذروته ويجب منعه، ولنستفيد من التاريخ". وتشهد بغداد منذ أيام اعتصامين مضادين، الأول مستمر منذ أسبوعين لمناصري التيار الصدري بجوار البرلمان العراقي، والآخر دعت إليه "اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة"، المنبثقة عن "قوى الإطار التنسيقي" عند أسوار المنطقة الخضراء من جانب الجسر المعلق. ويضم الإطار التنسيقي خصوصا الكتلة البرلمانية الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران وكتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، الخصم التاريخي للصدر. ويواصل الطرفان التصعيد بينهما منذ أشهر، وسط مطالبة التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. أما الإطار التنسيقي فيرى أن الأولوية هي انعقاد البرلمان وتشكيل حكومة. وجراء التصعيد، يتخوف المواطنون من أن تنحدر البلاد إلى مواجهة عنيفة داخل المكون الشيعي الذي ينتمي إليه طرفا الصراع. ويشعر معظم المواطنين، خصوصا في العاصمة بغداد، بقلق بالغ من تداعيات ما قد يسفر عنه هذا الصراع. ShareWhatsApp
مشاركة :