إفريقيا ما بين تاريخ الاستعمار الـــغـــربــــي والإرث الــســوفـيـيـتـــي

  • 8/18/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬جولة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬سيرجي‭ ‬لافروف‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعلاقات‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬القوى‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬والصين‭ ‬والهند‭ ‬وتركيا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الأخرى‭.‬ وضعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬والتحليلات‭ ‬الإعلامية‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسي‭ ‬سيرجي‭ ‬لافروف‭ ‬لمصر‭ ‬وجمهورية‭ ‬الكونغو‭ ‬وأوغندا‭ ‬وإثيوبيا‭ ‬ضمن‭ ‬السياق‭ ‬السياسي‭ ‬الواضح‭ ‬للحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭.‬ لخص‭ ‬جيسون‭ ‬بوركا‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬البريطانية‭ ‬زيارة‭ ‬لافروف‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭: ‬‮«‬يسعى‭ ‬لافروف‭ ‬إلى‭ ‬إقناع‭ ‬القادة‭ ‬الأفارقة،‭ ‬وبدرجة‭ ‬أقل،‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لوم‭ ‬موسكو‭ ‬على‭ ‬الصراع‭ ‬أو‭ ‬أزمة‭ ‬الغذاء‮»‬‭.‬ على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬المزيد‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬والذي‭ ‬يتعين‭ ‬تبيانه‭ ‬واستعراضه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬ إن‭ ‬أهمية‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬شد‭ ‬الحبل‭ ‬الجيو‭ - ‬ستراتيجية‭ ‬ليست‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة‭. ‬أولت‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬ومراكز‭ ‬الفكر‭ ‬والتقارير‭ ‬الإعلامية،‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬بإفريقيا‭ ‬بسبب‭ ‬نجاحات‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬خريطة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭. ‬لسنوات،‭ ‬كان‭ ‬الغرب‭ ‬يسعى‭ ‬للحاق‭ ‬بالركب،‭ ‬ولكن‭ ‬بنجاح‭ ‬محدود‭.‬ ناقشت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونومست‭ ‬ما‭ ‬أسمته‭ ‬‮«‬التدافع‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‮»‬‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2019،‭ ‬والذي‭ ‬تناولت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬التي‭ ‬‮«‬تندفع‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬فرص‭ ‬هائلة‮»‬‭ ‬تنتظرها‭ ‬هناك‭.‬ خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2010‭ ‬و2016،‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬320‭ ‬سفارة‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدول‭ ‬الافريقية،‭ ‬والتي،‭ ‬وفقًا‭ ‬للمجلة‭ ‬المذكورة،‭ ‬‮«‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬أكبر‭ ‬طفرة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬السفارات،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‮»‬‭.‬ على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تصوير‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬اقتصادية‭ ‬فقط،‭ ‬فإن‭ ‬طبيعة‭ ‬وتطور‭ ‬علاقات‭ ‬بكين‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬يثبتان‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭.‬ يُقال‭ ‬إن‭ ‬السلطات‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬بكين‭ ‬هي‭ ‬أكبر‭ ‬مورد‭ ‬للأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬إفريقيا‭ ‬وجنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تغلغل‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الدفاع‭ ‬الصينية‭ ‬بات‭ ‬يشمل‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬بأكملها‭ ‬تقريبًا‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أنشأت‭ ‬الصين‭ ‬أول‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬جيبوتي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬الاستراتيجية‭.‬ كما‭ ‬أن‭ ‬النفوذ‭ ‬العسكري‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬يتنامى‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬موسكو‭ ‬بات‭ ‬يتحدى‭ ‬قوة‭ ‬وحضور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وغيرهما‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭.‬ ولكن‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬والهند‭ ‬حذرة‭ ‬أثناء‭ ‬محاولتها‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬المثالي‭ ‬بين‭ ‬المشاركة‭ ‬العسكرية‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬واللغة‭ ‬السياسية‭.‬ أفاد‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬كوارتز‭ ‬أفريكا‮»‬‭ ‬أن‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬إفريقيا‭ ‬والصين‭ ‬قد‭ ‬‮«‬ارتفعت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬قياسي‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬قفزة‭ ‬هائلة‭ ‬بنسبة‭ ‬35‭%‬‭ ‬قد‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2021،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬254‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬الآن‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عقب‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬إفريقيا‭ ‬والصين‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬فلكية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭.‬ مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والركود‭ ‬المحتمل‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتباطأ‭ ‬التوسع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصيني،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬الواضح‭ ‬لواشنطن‭ ‬ولندن‭ ‬وبروكسل‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الصين‭ ‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬لإفريقيا،‭ ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تقدمت‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬منافسيها‭ ‬بأشواط‭ ‬كبيرة‭.‬ تؤتي‭ ‬العلاقات‭ ‬القوية‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وإفريقيا‭ ‬ثمارها‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي‭. ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬ES-11/1‭ ) ‬في‭ ‬2‭ ‬مارس‭ ‬2022،‭ ‬الذي‭ ‬يدين‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬الروسي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬وحدها،‭ ‬فيما‭ ‬صوتت‭ ‬إريتريا‭ ‬ضد‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬المذكور‭.‬ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يشهد‭ ‬بقدرة‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬تحالفات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يقيم‭ ‬الدليل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬الدولة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬الروسية،‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬تحالفات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الافريقية‭. ‬يعكس‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الجيو‭ - ‬استراتيجي‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬أيضا‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬الصين‭ - ‬الحليف‭ ‬الرئيسي‭ ‬لروسيا‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬الجيو‭ - ‬سياسي‭ ‬الحالي‭ - ‬أيضًا‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬يتعلق‭ ‬بموقف‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬نفسها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬والتوسع‭ ‬التجاري‭. ‬فالتاريخ‭ ‬هو‭ ‬العامل‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭.‬ في‭ ‬أول‭ ‬‮«‬تدافع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إفريقيا‮»‬،‭ ‬احتلت‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬البلدان‭ ‬الافريقية‭ ‬وتقاسمتها‭ ‬وحولتها‭ ‬إلى‭ ‬مستعمرات‭ ‬ومناطق‭ ‬نفوذ‭ ‬ونهبت‭ ‬ثرواتها‭ ‬ولايزال‭ ‬ذلك‭ ‬الاستغلال‭ ‬والوحشية‭ ‬اللذان‭ ‬أعقبهما‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الفصول‭ ‬قسوة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬الحديث‭.‬ إن‭ ‬ما‭ ‬أشارت‭ ‬إليه‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬التدافع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إفريقيا‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬كان‭ ‬محاولة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬لهدم‭ ‬النماذج‭ ‬الاستعمارية‭ ‬والاستعمارية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أسستها‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬القرون‭.‬ أدى‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬روسي‭ ‬حتمي‭ ‬وعودة‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬جدال‭ ‬فيها‭. ‬لم‭ ‬يدم‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬طويلاً،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬الصين،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬روسيا‭ ‬والهند‭ ‬وتركيا‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬التفوق‭ ‬الغربي‭.‬ يفهم‭ ‬سيرجي‭ ‬لافروف‭ ‬ونظراؤه‭ ‬الأفارقة‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تمامًا‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬دولة‭ ‬شيوعية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لافروف‭ ‬كان‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الحقبة‭ ‬السوفيتية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬العلاقة‭ ‬الفريدة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬موسكو‭ ‬بإفريقيا،‭ ‬في‭ ‬خطاباته‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قبل‭ ‬زيارته‭ ‬للكونغو،‭ ‬قال‭ ‬لافروف‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬إن‭ ‬روسيا‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬علاقات‭ ‬جيدة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬مع‭ ‬إفريقيا‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‮»‬‭.‬ لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لغة‭ ‬انتهازية‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬إجبار‭ ‬سياسي‭ ‬عليها‭. ‬إنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬معقد‭ ‬وبنية‭ ‬فوقية‭ ‬متجذرة،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ - ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بكين‭ - ‬تستعدان‭ ‬لمواجهة‭ ‬جيوسياسية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬ بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭ ‬الاستعماري‭ ‬المروع‭ ‬للغرب،‭ ‬والارتباط‭ ‬التاريخي‭ ‬لروسيا‭ ‬بمختلف‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬السمراء،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬والمثقفين‭ ‬والناس‭ ‬العاديين‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية‭.‬ {‭ ‬أكاديمي،‭ ‬كاتب‭ ‬وصحفي

مشاركة :