قال وزير الداخلية الأوكراني، إن على أوكرانيا أن تستعد لجميع السيناريوهات في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتستهدفها بقصف متكرر. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن عمليات القصف التي طالت أكبر محطة نووية في أوروبا الواقعة تحت سيطرة الجيش الروسي منذ آذار (مارس) الماضي، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة كبرى في أوروبا. وأضاف دنيس موناستيرسكي وزير الداخلية الأوكراني خلال زيارة لزابوريجيا، المدينة الجنوبية الواقعة على بعد 50 كيلومترا من هذه المنشأة "لا أحد كان يمكنه أن يتوقع أن تقصف القوات الروسية مفاعلات نووية بالدبابات. هذا أمر غير مسبوق". بعد حضور تدريبات على الإسعافات الأولية في حال وقوع حادث نووي قال "يجب أن نستعد لجميع السيناريوهات المحتملة" مضيفا "طالما أن روسيا تسيطر على محطة زابوريجيا النووية، هناك مخاطر كبرى". وشارك عشرات من المسعفين الأوكرانيين في هذه التدريبات تحت شمس حارقة، كما نفذوا تدريبات وهم مزودون بملابس وأقنعة واقية من الغازات على إجلاء الجرحى وتطهير مركبات ملوثة. وقدر بترو كوتين رئيس شركة Energoatom النووية الأوكرانية أن في المحطة ما يصل إلى 500 جندي روسي، إضافة إلى نحو 50 مركبة عسكرية بينها مدرعات ودبابات. وقال كوتين المدير السابق لهذه المحطة "الأسوأ هو أنهم نشروا هذه المركبات في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الماضية في غرفة المحركات للوحدتين 1 و2" حيث يتم إنتاج الكهرباء. وتتهم أوكرانيا موسكو منذ أسابيع بتخزين أسلحة ثقيلة في محطة زابوريجيا واستخدامها قاعدة لشن ضربات على مواقع أوكرانية. كما أكدت قيام القوات الروسية بإطلاق النار على المحطة التي تحتلها لاتهام كييف بهذا القصف. من جانبها تؤكد روسيا أن كييف استهدفت بشكل متكرر بما في ذلك باستخدام مسيرات، المحطة النووية، ما تسبب في نشوب حرائق. وعينت روسيا قائدا جديدا لأسطولها في البحر الأسود الذي يتخذ من شبه جزيرة القرم مقرا له بعد سلسلة انفجارات هزت شبه الجزيرة التي ضمتها في 2014 وكان ينظر إليها في السابق على أنها قاعدة خلفية آمنة لحربها في أوكرانيا. واتهمت موسكو من وصفتهم بالمخربين بالمسؤولية عن التفجيرات التي وقعت في مستودع للذخيرة في شمال شبه جزيرة القرم أمس الأول، وقالت صحيفة كوميرسانت الروسية إن أعمدة الدخان شوهدت في وقت لاحق تتصاعد من قاعدة عسكرية روسية ثانية في وسط شبه جزيرة القرم. ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الانفجارات لكنها لمحت إلى ذلك. وتشير قدرة أوكرانيا على ما يبدو على شن هجمات في عمق الأراضي التي تحتلها روسيا، إما بنوع ما من الأسلحة أو بالتخريب، إلى تحول في الصراع. ودمرت انفجارات طائرات حربية في قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الإعلام الروسية أمس عن مصادر قولها إن روسيا عينت قائدا جديدا لأسطولها في البحر الأسود بدلا من إيجور أوسيبوف. وإذا تأكد ذلك، فإن هذه الخطوة ستكون واحدة من أبرز عمليات الإقالة لمسؤول عسكري خلال ستة أشهر منذ الحرب التي منيت فيها موسكو بخسائر فادحة في الأفراد والعتاد. ونقلت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة عن المصادر قولها إنه جرى تقديم القائد الجديد فيكتور سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول. وواجه أسطول البحر الأسود، صاحب التاريخ المرموق في روسيا، إخفاقات كبرى خلال الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير. ففي أبريل، ضربت أوكرانيا سفينته الحربية الرئيسة موسكفا بصواريخ نيبتون، ما تسبب في اشتعال النيران بها وغرقها لتصبح أكبر سفينة حربية تغرق في قتال منذ 40 عاما. وتوفر شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا عام 2014 وقامت بتحصينها منذ ذلك الحين، طريق الإمداد الرئيس للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا، حيث تخطط كييف لشن هجوم مضاد في الأسابيع المقبلة. وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المواطنين على الابتعاد عن القواعد العسكرية ومخازن الذخيرة الروسية، وقال إن الانفجارات قد تكون لها أسباب مختلفة، بما في ذلك عدم الكفاءة. وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي أمس إنه اعتقل ستة أعضاء بما وصفها بخلية إرهابية متشددة في شبه جزيرة القرم، رغم أنه لم يذكر ما إذا كان يشتبه في تورطهم في التفجيرات. وأغلق أسطول البحر الأسود موانئ أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أدى إلى تعطيل صادرات الحبوب الحيوية التي بدأت أخيرا في التحرك مرة أخرى بموجب اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة. وتسببت الحرب في فرار الملايين من ديارهم ومقتل الآلاف وعمقت الخلاف الجيوسياسي بين الغرب وروسيا، التي تقول إن الهدف من عمليتها هو نزع سلاح جارتها وحماية الناطقين بالروسية. وتتهم أوكرانيا، التي تحررت من حكم موسكو عندما تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، روسيا بشن حرب توسعية.
مشاركة :