بعد عدة خطوات، على مدار عام، لإنهاء التوتر الحاد الذي نشب عقب حادث استيلاء سلطات الاحتلال على أسطول مرمرة البحري قبالة سواحل غزة عام 2010، أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة يائير لابيد، أن تركيا وإسرائيل تستأنفان العلاقات الديبلوماسية بشكل كامل وتستعيدان السفيرين والقنصلين العامين في كلا البلدين، عقب اتصال هاتفي أجراه لابيد بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وقال لابيد، في بيان، إن «استئناف العلاقات مع تركيا يشكل ذخراً مهماً بالنسبة إلى الاستقرار الإقليمي وبشرى اقتصادية مهمة بالنسبة لإسرائيل». واجتازت عملية تطور العلاقات بين أنقرة والدولة العبرية اختبار «العدوان الإسرائيلي على غزة»، حيث شدد الرئيس التركي خلال مؤتمر للسفراء الأتراك في أنقرة على أن تجديد العلاقات بين إسرائيل وتركيا سيتيح للأتراك مساعدة «إخوتهم الفلسطينيين»، وشدد إردوغان على أنه «لا يوجد أي مبرر لقتل الأطفال»، لكنه استخدم خلال كلمته لغة معتدلة أكثر من التي اعتاد استخدامها خلال أحداث سابقة. إلى ذلك، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، توضيحاً بشأن ما جاء في إجابته، خلال مؤتمر مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، أمس الأول، بشأن ارتكاب إسرائيل «50 هولوكوست». وقال عباس إنه «يعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث»، مشيراً إلى أنه «لم يكن مقصوداً من إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست»، في إشارة إلى «المحرقة النازية بحق اليهود». وأوضح أن المقصود بالجرائم التي تحدث عنها في إجابته «هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948، على أيدي القوات الإسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا». وجاء تراجع عباس بعد عاصفة غضب ألمانية وعبرية. واستدعت المستشارية الألمانية رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في برلين للاحتجاج. وقالت في بيان: «من الواضح بالنسبة لنا، الحكومة والمستشار، أن الاضطهاد والقتل الممنهج لـ 6 ملايين يهودي أوروبي جريمة لا مثيل لها ضد الإنسانية». وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي عبر «تويتر» إن «اتهام عباس لإسرائيل بارتكاب 50 محرقة أثناء وقوفه على التراب الألماني ليس عاراً أخلاقياً فحسب، بل كذبة وحشية». وتابع لابيد مخاطباً عباس: «التاريخ لن يغفر لك أبداً».
مشاركة :