استكمالًا لمسيرة النجاح بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، نجح فريق جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري مؤخرًا في إنهاء معاناة سيدتين تعرضتا لمضاعفات شديدة نتيجة وجود أورام خطيرة ونادرة في الحبل الشوكي والدماغ. ذكر ذلك الدكتور هاني الجهني استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على البورد الفرنسي رئيس الفريق الطبي المعالج، والذي أضاف أن الحالة الأولى كانت لمريضة تبلغ من العمر 60 عامًا، حضرت على كرسي متحرك برفقة ذويها إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، وهي في حالة صدمة وبكاء شديد نتيجة الشعور بآلام حادة في الساقين لا يمكن تحملها، وإصابتها بالشلل الكامل في الأطراف العلوية والسفلية وعدم القدرة على التحكم في الإخراج، وعلى الفور تم إعطاؤها الأدوية اللازمة وإخضاعها لمجموعة من الفحوصات التشخيصية الدقيقة بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي والتحاليل المخبرية. وأفاد بأن النتائج أكدت وجود "ورم نادر" ضاغط على الحبل الشوكي في الفقرات العنقية الأولى والثالثة، والمتسبب بتلك الأعراض التي تشعر بها المريضة، وبعد دراسة التاريخ المرضي قرر الفريق الطبي التدخل جراحيًّا، ووضع حد لتلك المضاعفات والآلام. وأشار د.الجهني إلى أن العملية استغرقت 6 ساعات، باستخدام الميكروسكوب الجراحي، وأجريت على ثلاث مراحل؛ الأولى تم فيها الفتح وصولًا لمكان الورم ومن ثم تحريره من الحبل الشوكي، والمرحلة الثانية تم فيها إزالة الورم بالكامل وبصورة دقيقة لحساسية المكان وخطورته، أما المرحلة الثالثة فأجري فيها إعادة ترميم وتثبيت الفقرات العنقية. وأكد د.الجهني أن العملية تكللت بالنجاح التام ولله الحمد؛ إذ خرجت المريضة بعد 4 أيام، وقد انتهت لديها نوبات الألم بصورة نهائية، وبدأت في الوقوف والحركة، مع التوجيه بتنفيذ برنامج للعلاج الطبيعي للعمل على تقوية العضلات وإعادة قدرتها على العمل؛ مشيرًا إلى أن نتائج الفحوصات المخبرية أوضحت أن الورم المستأصل هو من النوع "NEURNA". أما عن الحالة الثانية فقال د.هاني الجهني إنها لمريضة تبلغ من العمر 65 عامًا حضرت من المدينة المنورة إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، تعاني من الصرع الحاد وتدهور شديد في الوعي دون علاج لسنوات؛ الأمر الذي زاد من المضاعفات المرضية لديها ودخولها في غيبوبة، مضيفًا أنه فور وصولها للمستشفى تم فحصها بالرنين المغناطيسي، والذي أبان وجود ورم دماغي كبير بالفص الأيسر من الدماغ مسببًا ضغط شديدًا على المخ والشعور بالأعراض السابق ذكرها. وأفاد د.الجهني أنه بعد مراجعة ملف المريضة الصحي ودراسة نتائج الفحوصات جيدًا، قرر الفريق الطبي اتخاذ القرار بالتدخل الجراحي لاستئصال الورم. مشيرًا إلى أن العملية استغرقت 7 ساعات، وتم فيها استئصال كامل الورم باستخدام جهاز الملاحة العصبية والميكروسكوب الجراحي المتطور؛ مؤكدًا أن المريضة تحسنت حالتها منذ اليوم الأول من العملية، وعادت إلى منزلها في اليوم الخامس من الجراحة بعد أن انتهت لديها كافة أعراض الصرع ولله الحمد.
مشاركة :