تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة في كل عام، باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يُصادف اليوم الجمعة 19 أغسطس، وهي مكتسية ثوب الفخر، لأنها تحوّلت إلى رمز حقيقي، ونموذج واقعي يجسّد قيم التضامن والتآزر والدعم، التي تُكنّها لشعوب الأرض كافة، مهما بعدت المسافات، ومهما كانت الاختلافات، إذ وصل حجم مساعداتها الخارجية، منذ التأسيس وحتى العام الماضي، إلى 320 مليار درهم، استفادت منها 201 دولة. العمل الإنساني لدولة الإمارات هو ضرورة إنسانية وهدف استراتيجي، وليس أدلّ على ذلك من أنها أدرجته ضمن المبادئ العشرة لـ«وثيقة الخمسين»، إذ ورد في المبدأ التاسع أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظّاً»، مؤكّدةً أنها «لا ترتبط بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات». لقد وقفت دولة الإمارات إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في العالم مواقف إنسانية مشرّفة عبْر التاريخ، ففي أثناء انتشار الأوبئة والأمراض أرسلت آلاف الأطنان من الإمدادات الطبية وأدوات الحماية الصحية، وفي الكوارث الطبيعية، كانت خير من لبّى النداء عبر إرسال آلاف المساعدات الغذائية والإيوائية، وفي الحروب وأزمات الصراع، كانت الراعية لقِيَم السلام، والحريصة على الوقوف إلى جانب اللاجئين والنازحين، أينما كانوا، وفي كل الظروف. وجاء حرص دولة الإمارات على توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني، وتأمين المواد الإغاثية الطارئة للمتضررين من الأزمات الإنسانية، انطلاقاً من قيمها الراسخة في مّد يد العون لكل المحتاجين في العالم، واستناداً إلى مرتكزات عدّة تقوم على حماية المدنيين في حالات الطوارئ، ولاسيّما النساء والأطفال، والتعاون مع المنظمات المحلية والدولية في تعزيز جهود الحماية تلك، بما يجسّد النهج الإنساني الذي أرسى دعائمه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستكمل إرث المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في العطاء. وفي ظل حكم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فإن المساعدات الإنسانية الإماراتية ستبقى على الوتيرة نفسها وستزداد، ذلك أن قائداً مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي عُرف عنه وقوفه إلى جانب الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم، وقال ذات يوم «لا تشلون هم»، سيبقى الحريص على حماية المتضررين، وسيكون خير عون لهم، يسعى إلى حفظ كرامتهم وتأمين سلامتهم وأمنهم الإنساني. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :