تشيلسي قد لا يذهب بعيداً هذا الموسم دون استقطابات جديدة

  • 8/19/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اتضح هذا الأسبوع أن الملاك الجدد لتشيلسي يستثمرون في تحديث وتطوير ملعب «ستامفورد بريدج»، فهناك تجديدات في المدرج الغربي وخطط لتثبيت جداريات جديدة حول الملعب، وهو الأمر الذي يجعل المشجعين متحمسين لما سيبدو عليه مستقبل النادي. إنها خطوة مشجعة من الملاك الجدد. من الواضح أنه لم يكن هناك تحديث بشأن زيادة سعة ملعب «ستامفورد بريدج» البالغة 41.600 متفرج، بالشكل الذي يساعد تشيلسي على سد فجوة الإيرادات مع الأندية التي تملك ملاعب أكبر بكثير، لكن يبدو أن التفكير طويل المدى. وسعى مجلس الإدارة للاستعانة بخدمات جانيت ماري سميث، التي يشمل عملها تطوير بعض أشهر الملاعب في الرياضة الأميركية بإعادة بناء ملعب دودغر، وهو معقل فريق لوس أنجليس دودجرز للبيسبول الذي يملكه (الملياردير الأميركي) تود بوهلي، بهدف تحسين تجربة يوم المباراة للجماهير. ومع ذلك، من السهل أن نتفهم شعور هؤلاء المشجعين بالقلق بعد التعادل بهدفين لمثلهما أمام توتنهام في الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلى الرغم من أن توتنهام كان قد خسر أمام تشيلسي ثلاث مرات في يناير (كانون الثاني) الماضي، فإن الأمور تبدو معكوسة تماما الآن، حيث يشعر توتنهام بالهدوء والاستقرار بعد التخلي عن النهج المعتاد الذي كان يتبعه تحت قيادة دانيال ليفي وإبرام النادي لعدد من الصفقات المميزة، في الوقت الذي يعاني فيه تشيلسي بشكل واضح مع بقاء أقل من شهر على نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وقد تسببت الأخطاء التي ارتكبت تحت قيادة مالك النادي السابق رومان أبراموفيتش في وجود ثغرات واضحة للغاية في خط الدفاع وخط الهجوم. فهل ما زال الجميع يتحدث الآن عن مهارات التفاوض التي كانت تتمتع بها مارينا غرانوفسكايا؟ أم أن الناس سوف ينظرون إلى حالة خط الدفاع في الوقت الحالي ويتساءلون كيف أن غرانوفسكايا - التي غالبا ما كانت توصف بأنها أقوى امرأة في كرة القدم عندما كانت تدير ملف التعاقدات في تشيلسي نيابة عن أبراموفيتش – خسرت جهود أندرياس كريستنسن وأنطونيو روديغر بشكل مجاني بعد عام واحد من بيع كل من فيكايو توموري ومارك غويهي وكورت زوما؟ في الحقيقة، هناك أسئلة محرجة للتفكير فيها. فهل كان من الجيد حقا إنفاق 97.5 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو الصيف الماضي؟ لقد عاد لوكاكو إلى إنتر ميلان على سبيل الإعارة قبل شهرين، وهو الأمر الذي ربما ألهم تيمو فيرنر للضغط من أجل عودته إلى ناديه السابق أيضا. وخلال الأسبوع الماضي، عاد اللاعب الألماني، الذي انتقل إلى البلوز مقابل 47.5 مليون جنيه إسترليني قبل عامين، إلى ناديه السابق لايبزيغ مقابل 25 مليون جنيه إسترليني. ويتعين على توماس توخيل، الذي يريد التعاقد مع مهاجم برشلونة بيير إيمريك أوباميانغ، أن ينظر إلى الخيارات الهجومية للمدير الفني لتوتنهام، أنطونيو كونتي، ويشعر بالإحباط واليأس. لقد كان لدى توتنهام بالفعل هاري كين وسون هيونغ مين، لكنه دعم خط هجومه الآن بكل من ريتشارليسون وإيفان بيريسيتش وديان كولوسيفسكي. من الواضح أن تشيلسي يعاني من قلة الخيارات في الثلث الأخير من الملعب. صحيح أن الثلاثي الأمامي المكون من رحيم سترلينغ وماسون ماونت وكاي هافرتز يبدو مرنا ويلعب كرة قدم حديثة، لكن ماذا عن اللاعبين الموجودين على دكة البدلاء؟ يريد كل من كالوم هدسون أودوي وحكيم زياش أن يرحلا، ومن الواضح أن توخيل لا يعتمد بشكل كبير على كريستيان بوليسيتش، في حين لم يُختبر أرماندو بروجا في أعلى المستويات. وبالتالي، لم يكن من الغريب أن يسعى توخيل كثيرا إلى إخفاء شعوره بالإحباط. لقد كان المدير الفني الألماني سريع الانفعال خلال استعدادات تشيلسي للموسم الجديد في الولايات المتحدة، وبدا غاضبا وقد نفد صبره بشكل متزايد بسبب عدم تعاقد تشيلسي مع اللاعبين الذين يريدهم، خاصة بعدم فشل في التعاقد مع جناح ليدز يونايتد رافينيا، الذي فضل الانتقال إلى برشلونة. لكي نكون منصفين، يجب أن نشير إلى أن بوهلي، الذي تولى منصب المدير الرياضي المؤقت بعد رحيل غرانوفسكايا والمستشار الفني بيتر تشيك، يبذل قصارى جهده بعدما وجد نفسه في هذه المهمة الصعبة. لا يزال رجل الأعمال الأميركي يتعلم في هذا المنصب، وهناك خطة للتعاقد مع مدير جديد لكرة القدم، وتشير تقارير إلى أن رئيس التعاقدات السابق في ليفربول، مايكل إدواردز، هو المرشح الأبرز لهذا الدور. من المؤكد أن وجود شخص مثل إدواردز بخبراته الكبيرة سيكون مفيدا للغاية. لقد تعاقد تشيلسي مع رحيم سترلينغ مقابل 50 مليون جنيه إسترليني من مانشستر سيتي، وهو ما كان بمثابة إعلان واضح على أن النادي سيتحرك بكل قوة لتدعيم صفوفه، كما تعاقد مع المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي من نابولي مقابل 33.8 مليون جنيه إسترليني، في حين لعب بوهلي دورا أساسيا في التعاقد مع مارك كوكوريا من برايتون وضم لاعب خط الوسط كارني تشوكويميكا، البالغ من العمر 18 عاما، من أستون فيلا مقابل 20 مليون جنيه إسترليني. من الواضح أن الأموال لا تمثل أي مشكلة بالنسبة لتشيلسي، الذي وافق على دفع 62 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع كوكوريا، الذي سينافس بن تشيلويل في مركز الظهير الأيسر ويمنح توخيل خيارا آخر في مركز قلب الدفاع ناحية اليسار. لم يتوقف تشيلسي عند هذا الحد، بل يسعى للتعاقد مع أوباميانغ، بالإضافة إلى لاعب خط وسط برشلونة فرينكي دي يونغ ومدافع ليستر سيتي ويسلي فوفانا. وفي حال التعاقد مع هؤلاء اللاعبين الثلاثة، من الممكن أن يصل إجمالي ما أنفقه تشيلسي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية إلى 300 مليون جنيه إسترليني. ومع ذلك، لا يبدو أن النادي قريب من حسم أي من هذه الصفقات الثلاث، فدي يونغ مصمم على البقاء في برشلونة، وتشيلسي لا يرغب في أن يدفع أكثر من 80 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع فوفانا. صحيح أن هذا اللاعب البالغ من العمر 21 عاما يمتلك موهبة كبيرة، لكن ليفربول تعاقد مع المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك مقابل 75 مليون جنيه إسترليني. فهل التعاقد مع فوفانا بهذا المبلغ الكبير وجعله أغلى مدافع في العالم منطقي رغم أنه عائد للتو من إصابة قوية بكسر في القدم؟ أم أن هذا يوضح رغبة الأندية في استغلال قلة خبرة بوهلي لبيع لاعبيها بأسعار مبالغ فيها؟ أعتقد أن السؤال الأخير هو الصحيح بالفعل! ومع ذلك، لا يمكن أن يعتمد تشيلسي على المدافع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا، البالغ من العمر 37 عاما، ويتوقع منه مواصلة تقديم مستويات استثنائية رغم وصوله لهذه السن. لقد فشل تشيلسي في التعاقد مع ناثان أكي لاعب مانشستر سيتي، وبريسنل كيمبيمبي من باريس سان جيرمان، الذي كان يريد توخيل التعاقد معه. كما توقف تشيلسي عن مفاوضاته مع جول كوندي عندما قال توخيل إنه لا يريد التعاقد مع قلب الدفاع الفرنسي، الذي انتهى به الأمر بالانتقال من إشبيلية إلى برشلونة. من المفهوم أن تشيلسي ليس لديه أي نية للتخلص من لاعبين غير مرغوب فيهم من مدربهم. نادرا ما ينتهي التدخل من قبل المسؤولين ضد رغبة المدير الفني بشكل جيد، وبالتالي تصرف بوهلي بشكل جيد عندما استمع إلى توخيل ورفض التعاقد مع كريستيانو رونالدو، وهو ما يُظهر أن الهدف الأساسي للنادي هو بناء فريق قوي وفق فلسفة المدير الفني. لكن المشكلة تكمن في أن تشيلسي لا يتحرك بالسرعة الكافية لتدعيم صفوفه، على الرغم من أنه يبدو الآن غير قادر على المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. قد يكون الفريق قادرا على حجز أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكن على الرغم من أنه يتم إجراء تحسينات على البنية التحتية للنادي، فإن حالة عدم اليقين داخل الملعب قد زادت بعدما فشل الفريق في تحقيق الفوز على توتنهام على ملعب «ستامفورد بريدج».

مشاركة :