لا تزال الملاكمة البريطانية، رملة علي، تصر على كتابة العديد من الإنجازات التاريخية، فبعد أن أصبحت أول ملاكمة تمثل الصومال في الألعاب الأولمبية، تستعد الآن لإنجاز آخر سوف تشهده هذا الشهر. وتواجه رملة علي نظيرتها من الدومينيكان، كريستال غارسيا نوفا، في أول مباراة نسائية تشهدها المملكة والتي سوف تقام على هامش بطولة العالم للملاكمة في الوزن الثقيل “نزال البحر الأحمر” في جدة. وسوف يجمع “نزال البحر الأحمر” المرتقب بين الملاكم البريطاني، أنتوني جوشوا، وحامل اللقب، الأوكارني أليكساندر أوسيك البالغ من العمر 35 عاما. وكان أوسيك قد وضع حدا لهيمنة جوشوا (32 عاما) على اللقب العالمي للوزن الثقيل، بإسقاطه على أرضه بملعب توتنهام هوتسبر في لندن بحضور 60 ألف متفرج بإجماع الحكام بالنقاط في 25 سبتمبر الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن رملة، البالغة حاليًا 31 عامًا، كانت طفلة صغيرة حين لجأت إلى المملكة المتحدة، مع أفراد عائلتها، فرارًا من الحرب الأهلية في بلادها، والتي أفقدتهم شقيقها الأكبر، وتمكنت من تحقيق عدة ألقاب في البطولات البريطانية. وفي يناير 2018 توجهت إلى نيودلهي، العاصمة الهندية، لتصبح أول ملاكمة تمثّل الصومال في بطولة العالم للسيدات. وأعربت رملة عن سعادتها بأن تكون أحد طرفي أول مباراة نسائية تشهدها السعودية، مشيرة إلى أنها لا تزال لا تعلم شيئا عن ردود فعل الجماهير بشأن ذلك، لافتة إلى أنها تود أن تؤدي مناسك العمرة خلال تواجدها في السعودية. وكانت علي، قد دخلت التاريخ بعد أن أصبحت أول رياضية من بلادها تشارك في منافسات “الفن النبيل” في أولمبياد طوكيو رغم خروجها المبكر من البطولة آنذاك. الملاكمة الصومالية، رملة، خسرت أمام نظيرتها الرومانية، كلوديا ناتشيتا، في دور الـ”16”، ولكن أداءها على الحلبة أثار إعجاب الآلاف من الصوماليين في الوطن. قال عبدالرحمن علي مير، رئيس اتحاد الملاكمة الصومالي، إن الجيل القادم سينظر إلى رملة على أنها قدوة له. وأشار إلى أن تمثيل، رملة، للصومال في الأولمبياد كان تاريخيا وحقق أحلام الملاكمين بعد سنوات من العمل الجاد والتدريب، مشيرا إلى أن تجربتها ستحفز الملاكمين الصوماليين الذين سيتبعون مسيرتها. وكانت رملة قد ولدت في مقديشو في أواخر الثمانينات أو أوائل التسعينات (لا تعرف عمرها بدقة)، وذلك عندما كانت البلاد في المراحل الأولى من حرب أهلية وحشية مستمرة حتى يومنا هذا. وكان والداها، اللذان رفضت ذكر اسميهما من أجل حماية سلامتهما لأنهما ما زالا يسافران إلى الصومال من حين إلى آخر، يمتلكان متجرًا للأقمشة. وانتقلت رملة في سن مبكرة إلى إنجلترا قادمة مع عائلتها من الصومال كلاجئة حرب. ثم بدأت الملاكمة في سن المراهقة في محاولة منها لفقدان الوزن.ومنذ ذلك الحين عشقت مجال الملاكمة رغم اعتراض شديد من أهلها وقبيلتها مما اضطرها إلى التدرب بسرية تامة حتى فوزها. وتقول رملة التي زارت مؤخرا مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن بصفتها سفيرة لمنظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة “يونيسف” أنها لم تكن ترغب في الحديث عن قصة حياتها، ولكن غيرت رأيها لاحقا حتى تصبح قصتها ملهمة للكثير من اللاجئين والفتيات. وتقول إن عمرها الحقيقي بالنسبة إليها هو 21 عاما وليس 32 سنة، كما تقدر وثائق اللجوء، في إشارة منها إلى أن حياتها الحقيقية قد بدأت عقب خروجها من البلد المتخم بالصراعات والحروب حيث كانت حياتها وحياة عائلتها على حافة الخطر بشكل دائم. تجدر الإشارة إلى أنه وبالإضافة إلى احترافها الملاكمة ورغبتها في أن تكون مدربة ذات يوم، فإنها تمارس بين الحين والآخر هوايتها في عرض الأزياء مع الكتابة عن تجاربها وخبراتها في الحياة.
مشاركة :