تواصل مليشيا الحوثي استغلال الهدنة ورفض تنفيذ بنودها المتعلقة بفك الحصار عن تعز وفتح عدد من الطرق في مختلف المحافظات اليمنية ودفع مرتبات الموظفين الحكوميين، وتوظفها لتحقيق أهدافها العسكرية عبر اضطهاد الفقراء وتجنيدهم إجباريا عبر المساومة بالغذاء.وأقر المبعوث الأممي هانس غرندوبرغ في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي منتصف الأسبوع بالعراقيل التي تواجه الهدنة وإمكانية الوصول إلى هدنة موسعة، مؤكداً أن فتح الطرق في تعز مسألة إنسانية، ونوه بالدعم السعودي لجهوده.وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة الإعلام اليمني عبدالباسط القاعدي لـ«عكاظ» إن المليشيا تتعامل مع الهدن باعتبارها محطة في الحشد والعسكرة والاستعداد لجولة جديدة من الحرب، مضيفاً أن كل الهدن منذ ظهور المليشيا عام 2004 وحتى هذه اللحظة كانت تتعامل معها بشكل تكتيكي، باعتبارها استراحة مقاتل والاستعداد لحرب جديدة، وبالتالي هذه الهدنة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها.ولفت إلى أن استعراض المليشيا في صنعاء وعدد من المحافظات لمجنديها وأسلحتها أكبر دليل على ذلك، موضحا أن المليشيا تريد من الهدنة أن تكون بمثابة تسهيل لها، لكنها ترفض تقديم تنازلات حقيقية لعملية السلام وتتعامل معها بشكل تكتيكي لتحقيق أهدافها، مستنكراً استمرار المماطلة في فتح طرق تعز وإطلاق المختطفين من السجون.وحذر القاعدي من خطورة استغلال المليشيا للهدنة لتجنيد الأطفال، لافتا إلى أن هناك ملايين الأسر الفقيرة يتعرضون للابتزاز والتهديد والسطو على ممتلكاتهم جراء رفضهم تجنيد أطفالهم بالقوة، لافتا إلى ما يجري في همدان وبني الحارث من جرائم وانتهاكات ضد النساء والأطفال واختطافات للمسنين والشباب.وفيما أعلنت الأمم المتحدة (الثلاثاء) تخصيص دعم طارئ بقيمة 44 مليون دولار لمواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن يستهدف 1.7 مليون شخص من الفئات الأكثر ضعفا في 17 محافظة من أصل 22، حذرت منظمات حقوقية يمنية من خطورة تسليم هذه المواد الإغاثية لمليشيا الحوثي التي تستغلها لأهداف عسكرية وتجارية بحته.وقال رئيس منظمة «ميون» لحقوق الإنسان والتنمية عبده الحذيفي لـ«عكاظ» إن المليشيا تستغل المساعدات الدولية الطارئة والهادفة إلى إنقاذ الجوعى في ثلاثة أهداف رئيسية: السلل الغذائية مقابل تجنيد أطفال الفقراء، دعم مركزها المالي من خلال بيعها في الأسواق السوداء واستقطاب موالين لها في ظل تفشي الجوع.وكشف رصد عشرات الانتهاكات والبيع للسلال الغذائية في محافظات ذمار وتعز وإب وعمران طوال الفترة الماضية ونجاح برنامج الغذاء في التحقيق بعدد منها والتأكد من صحة المعلومات خصوصاً في مديرية مقبنة غرب تعز.ولفت إلى أن البرامج الوحيدة الناجحة في اليمن هي برامج مركز الملك سلمان للإغاثة التي تصل بشكل مباشر للمستحقين دون أية عوائق في ما يتعلق بالإغاثة والتنمية والتأهيل، ناهيك عن البرامج الأخرى المتعلقة بالألغام والمتفجرات، إذ أسهم مشروع مسام لنزع الألغام بشكل كبير في رفع الضرر عن اليمنيين وحمايتهم، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في إعمار عدد من المنشآت الخدمية وتأهيلها كالمستشفيات والمدارس والطرق وغيرها.وأفاد الحذيفي بأن مركز الملك سلمان نفذ خلال العام الحالي أكثر من 715 مشروعاً إغاثياً وتنموياً في اليمن بكلفة تصل إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وهو إنجاز كبير نلمسه على أرض الواقع بعكس المنظمات الدولية التي نسمع عن ميزانياتها ولانلمس منها إلا القليل وغالبيتها تذهب إلى جيوب النافذين الحوثيين والمركز الملالي للمليشيا الذي يجبر تلك المنظمات على أن يكون شريكها المحلي منظمة حوثية تابعة لقياداتها، موضحاً أن مدير مكتب الرئاسة الحوثي أحمد حامد هو من يقف وراء عمليات النهب للإغاثة ويبتز المنظمات الأممية.وكشف بيع المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية الحوثي الذي يرأسه أحمد حامد شهرياً أكثر من 3 ملايين عبوة زيت في السوق السوداء وجميعها عبارة عن دعم إغاثي تقدمه المنظمات الأممية.< Previous PageNext Page >
مشاركة :