عمون - قالت الصين، اليوم، إن مسجد جيهتسي في محافظة شيونهوا ذاتية الحكم لقومية سالار بمقاطعة تشينغهاي بشمال غربي الصين، يحتفظ بأقدم مخطوطة للقرآن الكريم عُثر عليها في الصين حتى الآن. وبحسب دراسات الأكاديميين والباحثين فإن تاريخ هذه النسخة من القرآن الكريم المكتوبة بالخط المحقق يرجع إلى ما بين القرنين الثامن والثالث عشر الميلاديين، وأحضرها للصين أسلاف قومية سالار الذين هاجروا من آسيا الوسطى قبل حوالي 800 عام واستوطنوا في المحافظة. وصُنع غلاف هذه المخطوطة القرآنية المكونة من 867 صفحة، والمقسمة إلى 30 مجلداً، صُنع من جلد وحيد القرن، كما غُلّف كل مجلد بالحرير الأزرق. وقال هان يي سي ها، مدير لجنة إدارة المسجد، إن المخطوطة المذكورة لا تشهد على تاريخ قومية سالار فحسب، وإنما شهدت على تاريخ التبادل الثقافي بين الصين ومناطق آسيا الوسطى والشرق الأوسط أيضاً. وفي عام 2007، خصصت الصين أموالاً ونظمت خبراء متخصصين صينيين في ترميم الأعمال الأثرية الورقية لإجراء ترميم لهذه المخطوطة. وفي عام 2009، أُدرجت هذه النسخة من القرآن الكريم إلى قائمة "المصنفات القديمة النفيسة الوطنية"، وتم إنشاء متحف خاص لها في مسجد "جيهتسي" في العام نفسه، حيث وضعت النسخة القرآنية في خزانة زجاجية خاصة تتمتع بنظام التحكم في مستوى الأكسجين ودرجة الحرارة والرطوبة لحفظها. ويعرض المسجد المذكور أيضاً عدة نسخ من القرآن الكريم تمت كتابتها وطباعتها لاحقاً في المحافظة، ويتميز العديد منها بخصائص فن الخط الصيني التقليدي. يمثل سكان قومية سالار 60 بالمئة من سكان محافظة شيونهوا الواقعة في شرقي مقاطعة تشينغهاي، ويؤمن معظمهم بدين الإسلام، وقد عاشوا جيلاً بعد جيل في المحافظة، وأجروا عبر التاريخ الطويل تبادلاً وتكاملاً مع قوميات هوي والتبت وهان وغيرها من القوميات الأخرى، ما يعتبر مثالا نموذجيا لوحدة القوميات للأمة الصينية. (بترا)
مشاركة :