حوار وطني في تشاد يثير الشكوك في غياب فصائل متمردة بارزة

  • 8/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يجتمع أكثر من 1400 مندوب في تشاد اعتبارا من السبت للمشاركة في حوار حاسم حول مستقبل هذه الدولة الأفريقية الفقيرة والمضطربة. ويفترض أن يستمر “الحوار الوطني الشامل” في نجامينا ثلاثة أسابيع. وقد اقترحه رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد إدريس ديبي الذي يرى أنه فرصة للمصالحة في بلد منقسم ويمهد الطريق للعودة إلى الحكم المدني. وأكد مرسوم وقعه ديبي الأربعاء أن “الحوار الوطني الشامل” سيكون “سياديا” وقراراته “قابلة للتنفيذ”. وأكد ديبي الأسبوع الماضي بمناسبة العيد الوطني للبلاد “خلال أيام سيلتقي كل أبناء وبنات البلاد… لمناقشة مشاكل تشاد”. وأضاف أن “كل مسألة تتعلق بالمصلحة الوطنية ستطرح على الطاولة”. لكن المعلقين حذرون. ويواجه اللقاء الذي تأجل عدة مرات ضغوط الوقت ويشكك منتقدون في مصداقيته. تولى ديبي (37 عاما) السلطة في أبريل 2021 إثر مقتل والده إدريس ديبي إتنو بعد حكم دام ثلاثين عاما، خلال عملية عسكرية ضد المتمردين. الحوار الوطني يفترض أن يفتح الطريق أمام انتخابات حرة وديمقراطية بعد 18 شهرًا من حكم المجلس العسكري وعُين ديبي الابن على رأس هيئة حاكمة مؤلفة من 15 جنرالًا مواليًا له، هي المجلس الانتقالي العسكري. وتم تعليق الدستور وحل البرلمان. وكان الاستيلاء على السلطة أحدث موجة من الاضطرابات في تشاد التي شهدت انقلابات وثورات وحكمًا استبداديًا منذ استقلالها عن فرنسا في 1960. وقال ديبي إن الاجتماع يفترض أن يفتح الطريق أمام انتخابات “حرة وديمقراطية” بعد 18 شهرًا من حكم المجلس العسكري، وهو الموعد النهائي الذي حثت فرنسا والاتحاد الأفريقي وآخرون على الالتزام به. ويعتبر الغرب تشاد شريكًا رئيسيًا وفعالًا في مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل منذ سنوات. وقال صالح كبزابو نائب رئيس اللجنة المنظمة والمعارض السابق لديبي الأب إن الحوار “سيسمح بوضع دستور جديد سيُطرح للاستفتاء”. وعلى الرغم من هذا الحديث المتفائل يقول مراقبون إن العملية تواجه مشاكل كبيرة إحداها الوقت، إذ تنتهي مهلة 18 شهرًا في أكتوبر المقبل مما يجعل الوقت ضيقا لتنظيم استفتاء ثم انتخابات في هذا البلد الشاسع والقاحل. وتحدث ديبي بُعيد توليه السلطة عن خيار تمديد الفترة الانتقالية لمدة 18 شهرًا أخرى إذا لزم الأمر. وقالت إنريكا بيكو من مجموعة الأزمات الدولية إن “الجدول الزمني للحوار الذي يفترض أن يستمر 21 يومًا لا يوحي بالجدية”. وأضافت “من غير الممكن التوصل إلى اتفاق في مثل هذا الوقت القصير”، مشيرة إلى ترجيح تمديد الفترة الانتقالية. وكان يفترض أن يبدأ الحوار في فبراير لكن تم تأجيله عدة مرات بسبب خلافات بين عدد لا يحصى من المجموعات المتمردة التشادية التي اجتمعت في قطر، بشأن المشاركة في هذا الحوار. هل هبت رياح التغيير في تشاد هل هبت رياح التغيير في تشاد وفي نهاية المطاف، وبعد أشهر من المحادثات، وقعت قرابة أربعين مجموعة في 8 أغسطس اتفاقا ينص على وقف إطلاق النار وضمان المرور الآمن. لكن اثنتين من كبرى المجموعات المتمردة تقاطعان المنتدى، إحداهما جبهة التغيير والوفاق في تشاد التي تقف وراء الهجوم في شمال شرق البلاد العام الماضي الذي انتهى بموت ديبي الأب. وهي ترى أن الاجتماع “خرج عن مساره أساسا”. وقالت بيكو إن “عدم مشاركة جبهة التغيير والوفاق يمثل مشكلة لأن المجموعة المتمردة هي التي أطلقت بطريقة ما عملية الانتقال”. ويمثل العشرات من المندوبين المتمردين في المؤتمر الذي يشارك فيه أيضا مندوبو جمعيات أهلية ونقابات عمالية والحكومة. لكن مجموعة سياسية كبيرة تقول إنها لن تشارك وهي “واكيت تما”، الائتلاف الذي يضم أحزابًا معارضة وجمعيات من المجتمع المدني. وقال سوكسيه ماسرا زعيم أحد الأحزاب في الائتلاف “حسب تقديراتنا، ثمانون في المئة من (الحاضرين) مقربون من المجلس العسكري”. ديبي تولى السلطة في أبريل 2021 إثر مقتل والده إدريس ديبي إتنو بعد حكم دام ثلاثين عاما، خلال عملية عسكرية ضد المتمردين ويتهم الائتلاف المجلس العسكري بانتهاك حقوق الإنسان واستخدام “الحوار” كنقطة انطلاق لترشيح ديبي للانتخابات، رغم أنه قال بعد توليه السلطة إنه لن يترشح للانتخابات. وقلل المتحدث باسم الحكومة عبدالرحمن كلام الله من أهمية المتغيبين. وقال إن “جميع الأحزاب السياسية التي كانت لها مقاعد في المجالس التشريعية السابقة ممثلة ولم تنسحب سوى مجموعات صغيرة وقليلة”. ووصف المحادثات بأنها “لحظة فاصلة بالنسبة إلى تشاد… و(فرصة) لوضع استخدام السلاح وراءنا مرة واحدة وإلى الأبد”. وعاد تيمان إرديمي، أحد أبرز زعماء المتمردين في تشاد، إلى بلاده الخميس بعد 17 عاما قضاها في المنفى، للمشاركة في الحوار الوطني. وكان إرديمي، وهو ابن شقيق الرئيس السابق إدريس ديبي، غادر تشاد في عام 2005 لقيادة تمرد ضد حكم عمه. وكادت قوات إرديمي تطيح بديبي في عام 2008، ولا يزال اتحاد قوى المقاومة الذي يتزعمه يمثل تهديدا للحكومة منذ ذلك الحين. وفي عام 2019 تقدم مقاتلوه من ليبيا إلى عمق الأراضي التشادية قبل أن تدمر طائرات مقاتلة فرنسية حملتهم. وأعرب إرديمي، بعد أن حطت طائرته في العاصمة نجامينا، عن أمله في أن ينجح الحوار الوطني في إعادة توحيد البلاد. وقال للصحافيين “يحدوني الأمل في أن يسير كل شيء على ما يرام لتحقيق السلام والمصالحة والهدوء في البلاد”، مضيفا أنه يرغب في تحويل اتحاد قوى المقاومة إلى حزب سياسي.

مشاركة :