يشهد المغرب والجزائر حرائق غابات في مناطق مختلفة أدت إلى إحداث أضرار كبيرة في الثروة الحراجية وسقوط عدد من الضحايا، وفقا لما ذكرت تقارير إعلامية متعددة. ففي المغرب تمكن أفراد قوات الإطفاء من السيطرة على حرائق غابات كدية الطيفور، نواحي مدينة المضيق، شمال المملكة، التي اندلعت الاثنين. وأفادت السلطات المحلية، مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي، بأن جهود رجال الإطفاء انكبت على الخصوص على المناطق الآهلة بالسكان، وقُتل ثلاثة من أفراد قوات الإطفاء عقب انقلاب شاحنة صهريج وسط الغابات المحترقة. وقالت السلطات إن جثامين الضحايا قد شيعت الثلاثاء، في حين فتحت السلطات تحقيقا لمعرفة الأسباب، ووضعت أربعة أشخاص على ذمة التحقيق للاشتباه في تسببهم في إشعال النيران. وأوضح المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بتطوان عثمان العزاوي، في تصريحات إعلامية نقلها موقع "هسبريس" المحلي، أنهم منكبون على إزالة البؤر الصغيرة المشتعلة للحد نهائيا من انتشار النيران وتفادي مخاطر انتقال وإعادة انتشار الحريق، الذي أتى على نحو 125 هكتارا من الغطاء الغابوي، ويتشكل من شجر الأوكالبتوس والصنوبر والأعشاب الثانوية. وأشار عثمان العزاوي إلى أن سرعة انتشار الحريق وصعوبة مواجهته ساهمت فيهما صعوبة التضاريس وكثافة الغطاء الغابوي وهبوب رياح قوية على المنطقة، لافتا إلى أن الحريق استنفر كافة السلطات والمصالح المعنية، إذ تمت تعبئة عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية وعمال الإنعاش الوطني والمياه والغابات، بتنسيق تام مع السلطات الإقليمية والمحلية. وأسفرت حرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة في الجزائر عن مقتل 38 شخصا على الأقل، حسب حصيلة جديدة للضحايا وضعت الخميس استنادا إلى مصادر رسمية وشهادات صحافيين التقتهم وكالة فرانس برس. وارتفعت حصيلة ضحايا الحرائق إلى 30 قتيلا في منطقة الطرف بالشرق الأقصى قرب الحدود مع تونس، وخمسة في سوق أهراس وامرأتين في سطيف (شرق) وشخص واحد في قالمة في الشرق أيضا، حسب الحماية المدنية وصحافيين محليين وتلفزيون النهار. وكانت الإذاعة الجزائرية نقلت الخميس عن خلية اليقظة التابعة لولاية الطارف قولها إن الوفيات في الولاية تتوزع إلى 11 طفلا وست نساء و13 رجلا. وأشارت الإذاعة إلى أنه بأمر من رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون وصل الوزير الأول أيمن بن عبدالرحمن إلى مطار عنابة الدولي ليتنقل بعدها إلى ولاية الطارف، للوقوف على الوضع والمتابعة الميدانية والمباشرة للجهود المبذولة من أجل التصدي للنيران. وأكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية النقيب نسيم برناوي السيطرة على النيران في المناطق الأكثر اشتعالا، مشيرا إلى أنه لم يتبق سوى حريقين بولاية الطارف تتواصل الجهود لإخمادها. وكشف برناوي عن "إخماد 38 حريقا من مجموع 63 حريقا"، مؤكدا أنه تم دعم الفرق المتواجدة في النقاط المشتعلة بأكثر من 1700 فرد إضافي كخطوة استباقية من المديرية العامة للحماية المدنية، عقب نشرة ديوان الأرصاد الجوية والتي تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة بالولايات الشرقية. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود أعلن الأربعاء تسجيل 26 وفاة، منها 24 بولاية الطارف وضحيتان بولاية سطيف، إثر الحرائق التي نشبت بعدد من الغابات عبر بعض الولايات في البلاد، كاشفا عن تسجيل 106 حرائق أدت إلى إتلاف 800 هكتار من الغابات وهكتار من الأحراش منذ بداية الشهر الجاري. وقدم الرئيس تبون الأربعاء التعازي لعائلات ضحايا الحرائق بولاية الطارف وسطيف.