'أصواتهن للسلام' نواة لكنس الصور النمطية في العلاقات الاجتماعية

  • 8/20/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

د.هبة صلاح هي مؤسسة مبادرة أصواتهن للسلام، حاصلةعلى ماجستير في دراسات النوع الاجتماعي والتنمية ،كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، كما أنها زميلة مركز كايسيد العالمي للحوار، 2019 وتعمل باحثة ومترجمة  لغة انكليزية في المركز الإعلامي، دار الافتاء المصرية، ولها العديد من المقالات حول النوع الاجتماعي من المنظور الديني، وشاركت في العديد من المؤتمرات واللقاءات العلمية حول هذا الموضوع. أطلقت مبادرتها "أصواتهن للسلام "Women’s Voice for Peace والتي تعتبرها بذرة ونواة للتخلص من الصور النمطية السائدة في المجتمع التي تظلم النساء والرجال باسم الأديان؛ فتقول:مما لا شك فيه أننا في المجتمع المصري والعربي بشكل عام نواجه خلطا بين ما هو "ديني" من الشرائع السماوية وبين ما هو من قبيل العادات الاجتماعية التي يمارسها الأفراد في المجتمع على أنها دين. وتستدرك حديثها: يوم 30 آب/أغسطس الحالي يمر ثلاثة أعوام على إطلاق المبادرة، حيث كانت المبادرة جزء من تخرجي في برنامج الزمالة العربية لدي مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، في العام 2019. من هنا جاءت أهداف المبادرة كما أعلنتها كوسيلة فعالة للوصول لأكبر عدد من رواد السوشيال ميديا، حيث إن المبادرة في الأساس انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها لغة العصر (الفيسبوك-تويتر-ساوند كلاود-يوتيوب). وعن كيف بدأت المبادرة، تشير صلاح إلى أن المبادرة بدأت بفكرة أساسية وهي تحديد حجر الزاوية في العلاقات الاجتماعية وطرحت سؤالا مفتاحيا كي تستهل به عرض المحتوى: هل النساء يظلمن بعضهن بعضا؟ وكان أول مقال صوتي تم مشاركته بعنوان "مبروك جالك بنت!" وتضيف صلاح، الحمد لله عقدت لقاءات مع ممثلي المؤسسات الدينية المسلمة والمسيحية ونماذج لشباب وفتيات تحدثوا جميعهم من مواقع تخصصاتهم عن تجاربهم مع كسر الصور النمطية التي يمارسها المجتمع ضد النساء والرجال باسم الأديان، كما تم عرض مقالات كتبها رجال ونساء في تخصصات مختلفة تخدم الفكرة وترسخها. المرأة في منظور المجتمع والأديان هذا أعتبره الابن البكري لإصدارات المبادرة التي أسعى أن تتنوع وتفيد متابعينا وعن صدور كتاب يحمل اسم المبادرة "أصواتهن للسلام" تقول صلاح: صدر الكتاب بالتعاون مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد”، ودار العلوم للنشر والتوزيع. يقع الكتاب في أربعة أقسام رئيسة، تتناول قضية المرأة والرجل في مجتمعنا العربي في ميزان الأديان؛ حيث تم تخصيص القسم الأول من الكتاب لعرض صورة المرأة في المؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر والكنيسة)، تلا ذلك في القسم الثاني كيفية تتناول المؤسسة الإعلامية لهذه القضية، ثم في القسم الثالث تناول القضية من المنظور المجتمعي وداخل مؤسسة الأسرة، أما القسم الرابع فيقدم أنموذجًا جديدًا من النسوية الإسلامية، حيث تم مراعاة تقسيم الكتاب ليشمل التدرج بحسب التخصصات، حتى يجد كل قارئ ما يناسب تطلعاته واهتماماته، بين تنوع ديني وثقافي وجندري. شارك بالكتاب مجموعة من المؤلفين والباحثين في التخصصات الأساسية التي تنطلق منها دراسات النوع الاجتماعي، حتى يتم تغطية أكثر الصور النمطية شيوعًا في مجتمعنا العربي، والتي تم رصدها من خلال لقاءات ومقابلات على أرض الواقع مع نساء ورجال، من مختلف الخلفيات والمستويات الاجتماعية، حتى تقدم صورة حقيقية عما نجده في المجتمع وخلط بين العادات والتقاليد وصحيح الأديان. أما عن اللقاء الشهري الذي تعقده المبادرة بمجلة الشباب في مؤسسة الأهرام، فيأتي ذلك حرصا منالمبادرة على التواصل مع الشباب، حيث بدأت اللقاءات في شهر مارس الماضي "شهر المرأة" ويقدم كل مرة موضوع مهم يشغل الأذهان ويتم طرحه للنقاش على مائدةالحوار بحضور الشباب والمتخصصين في مجال الدراسات الدينية والإعلام والعلوم الاجتماعية، وكان من أهم اللقاءات، هو لقاء شهر يونيه حيث طرح فيه موضوع هام جدا حول أسباب عزوف الشباب عن الزواج والتخبط في فهم الأسرة في عصرنا الحالي، وكان اللقاء بحضور مجموعة من الشباب من أكاديمية الشروق للإعلام وتم عرض مشروعهم حول الأسرة. وتشير صلاح إلى حرص المبادرة الدائم على توصيل المعلومات بلغة بسيطة يفهمها الشباب ليقربها أكثر من أهداف المبادرة، حيث يشارك معها دائما الأساتذة من إدارة "حوار" بدار الإفتاء المصرية والمؤسسات البحثية مثل مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، لحرصها على توصيل المعلومات من "أهل الاختصاص" من أصحاب الفكر المستنير المتوازن. مجلة "آدم وحوا".. مجلة ربع سنوية تهم كل أسرة مصرية في سياق أهداف المبادرة الرامية إلى تصحيح المفاهيم، وإعادة صياغتها بما يليق بتعاليم الدين الحنيف وكافة أفراد الأسرة، احتفت مبادرة أصواتهن للسلام، بإصدار عددها الأول من مجلتها الفصلية "آدم وحوا"، لترمي بحجر جديد في مياه الأفكار الراكدة، والمفاهيم والعادات الخاطئة، التي سادت مجتمعنا العربي نتيجة فهم خاطئ لبعض النصوص الدينية التي خلفت بدورها صورا نمطية ضد النساء. صدرالعدد الأول من "آدم وحوا" تحت عنوان "الأسرة حياة" في مارس 2022 غيض من فيض الأصوات المستنيرة التي آثرت عدم الوقوف عند بيت الداء بل تخطته إلى العرض والتحليل والرؤية والحل، وتضم المجلة بين ثناياها مجموعة من الأبواب التي تخاطب المرأة والأسرة والشباب على حد سواء. منها باب "أصوات وأقلام" ويضم بعد الافتتاحية مقالا رئيسيا يخاطب موضوع العدد، وفى إطار ذي شأن تناولت المجلة في باب بعنوان “حديث الساعة” أهم الانجازات أو الأبحاث ذات الصلة، كما يعرض باب “قالوا وقُلْنَ” فهم الشباب لمصطلحات “قضايا المرأة” من خلال حوار ومناظرات مع المتخصصين، أما في باب “معلومات تهمُّك” فقد تناول فريق التحرير أهم المسائل الخاصة بالمرأة والتي حسمتها المؤسسة الدينية مؤخرا، وكان في مقدمتها قضية العنف الأسري وضرب النساء، وحرمان المرأة من الميراث، وإساءة معاملة الزوجة والأولاد، وكذلك المغالاة في المهر وآثاره. فيما تناول فريق التحرير في باب "أوتوغراف .. رجــــال ونســــاء"، قضايا المرأة من المنظور الإسلامي ويشمل حوارا موسعا حول موضوع من أهم موضوعات الرأي العام. وأخيرا في باب شخصية العدد، يقدم نموذج من المتخصصين أو الأساتذةوأهم الشخصيات المؤثرة في المجال العام ولوبكلمة تخدم أهداف المبادرة. وعن الأشخاص الذين تتوجه لهم بالشكر أشارت صلاح إلى أنه بالطبع كان للمبادرة ومازال داعمين من أساتذة جامعيين وزملاء بدار الإفتاء ومتطوعين بمجال الأسرة لم تكن لتتحقق أهدافها لولا مساندتهم لها.

مشاركة :