التغيير يأتي من الإقدام وليس من الأحلام..!

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ألاحظ أن كثيرًا من الناس يتحدثون عن التغيير، وكيف يتغيّر الإنسان.. إنهم حقاً يريدون التغيير، ولكن التغيير لا يتحقق بالأماني والأحلام، بل يتحقق بالحزم والعزم والعمل والإقدام. أولاً يجب أن نضع أمام أعيننا حقيقة صادمة وهي أن التغيير له كُلفة وفيه مشقّة، ولكن كلفة عدم التغيير أكبر ومشقّة عدم التغيير أخطر.. وحتى نقرن المقال بالمثال، إليكم هذه الأحوال: الحالة الأولى: شخص يريد أن يغيِّر وزنه من 150 إلى 100 أو من 120 إلى 80 هو يتمنى ذلك، ولكن الأماني وحدها لا تكفي، لذا عليه أولاً أن يحدد الهدف وهو تخفيف الوزن، ثم يبحث عن الأدوات التي تحقق له الهدف، والأدوات هي ثلاث أولها: الحزم والعزم والصرامة مع النفس، لأن النفس -كالطفل- تحبُّ التهرُّب من أداء الواجبات، وثانيها: السيطرة على ما يدخل الفم من مأكولات، وهذا يتطلّب تغيير العادات الغذائية، مثل الابتعاد عن السكريات والنشويات والدهون، وثالثها الانتظام في المشي يومياً تحت أي ظرف من الظروف.. هذه أدوات التغيير، ويمكن تطبيقها على أي حالة. الحالة الثانية: شخص ضعيف في الإملاء، ويتمنى ليل نهار أن يتحسّن الإملاء عنده.. إنه يتمنى أن يتغير إلى الأفضل، ولكنه بعيد عن أدوات التغيير، وهي ثلاث أدوات أيضاً أعيدها هنا: الحزم والصرامة مع النفس، وقراءة خمسين صفحة كلّ يوم، والتركيز على رسم الحروف في الكلمات، وكتابة 100 كلمة كلّ يوم، وتخيُّل رسمها الإملائي، ثم مراجعة هذه الكلمات، وتصحيح الأخطاء فيها. حسناً، ماذا بقي؟ بقي القول: هذه هي أدوات التغيير لمن أراد التغيير بجدية، أما الأماني والأحلام فهي ساكنة في عمارة المستحيل، ولا تخرج من المستحيل إلى الواقع إلا عبر أدوات التغيير، ولا تتعجبوا إذا قلتُ لكم إنني أعرف صديقاً يتمنى منذ عشر سنوات أن يتخلّى عن عادة التدخين، ولكنه لم يحرز أي تقدم حتى الآن لأنه لم يستعن بأي أدوات ليحقق هدفه المنشود.

مشاركة :