قوات الأمن الصومالية تنهي هجوم حركة الشباب على فندق حياة في مقديشو

  • 8/21/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أنهت القوات الصومالية هجوماً شنّته حركة الشباب الجمعة على فندق في مقديشو، وبقيت متحصّنة فيه لأكثر من 30 ساعة، وفق ما أعلن مسؤول أمني قرابة منتصف ليل السبت الأحد. وقال المسؤول طالباً عدم كشف هويته إن "قوات الأمن أنهت حالياً الحصار والمسلّحون قتلوا، في الساعة الأخيرة لم تطلق أي عيارات نارية من المبنى"، مضيفاً أن الحكومة ستقدّم صباح اليوم الأحد إحاطة إعلامية حول الهجوم الدامي. ولم يعطِ المسؤول أي معلومات حول الحصيلة الإجمالية لضحايا الهجوم الذي استهدف فندق "حياة"، أو حول حصيلة قتلى حركة الشباب، واكتفى بالقول إن الحكومة ستقدّم صباح الأحد إحاطة إعلامية حول الهجوم الدامي. ولحق دمار كبير بالفندق بعدما قصفته القوات الصومالية للقضاء على المهاجمين المتحصّنين فيه، لكن المسؤول شدّد على ضرورة تفتيش المبنى تحسّباً لأي متفجرات قد يكون المهاجمون زرعوها. وكان مسلّحون في الحركة قد اقتحموا مساء الجمعة فندق "حياة" الواقع في العاصمة مقديشو، حيث قتلوا 13 مدنياً على الأقل. وقصفت قوات الأمن الصومالية السبت الفندق لإنهاء هجوم حركة الشباب في ليلته الثانية، وفق ما أفاد شهود. وأشار الشاهد سلعاد علي إلى أن قوات الأمن تقصف حالياً الفندق بالأسلحة الثقيلة. وقال علي الذي كشف لوكالة فرانس برس أنه يتابع مجريات الأحداث من على سطح مبنى مجاور، إن "النيران اندلعت في جزء من الفندق، وقد وقع انفجاران شديدان وانفجارات أخرى أقل شدة". وتابع: "من الممكن رؤية ألسنة اللهب المتصاعدة من الأسلحة المستخدمة، الحريق مستعر ويمكن سماع دوي إطلاق نار متقطع". وقال المتحدث باسم الشرطة الصومالية عبد الفتاح عدن حسن للصحافيين، إن الهجوم بدأ بتفجير انتحاري. كما أفاد شهود بأنّ انفجاراً ثانياً وقع خارج الفندق بعد بضع دقائق من الانفجار الأول، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف عمّال الإغاثة وعناصر القوات الأمنية والمدنيين الذين هرعوا إلى المكان على إثر الانفجار الأول. وتخوض حركة الشباب الإسلامية تمرّداً ضدّ الحكومة الفدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي منذ 15 عاماً. وقالت في البيان الذي تبنت فيه الهجوم إن مقاتليها "يطلقون النار عشوائياً داخل الفندق". وأعلن عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الشباب، السبت، عبر إذاعة "راديو أندلس" التابعة للحركة، أنّ قواته ما زالت تسيطر على المبنى وأنها "ألحقت خسائر جسيمة" بالقوات الأمنية. ويعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في مايو الماضي.. ولم تعلّق الحكومة عليه بعد. مخاوف قالت الشاهدة حياة علي إن القوات الأمنية عثرت على ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين أربعة وسبعة أعوام، مختبئين في مراحيض في الفندق ومصدومين، لكنهم تمكنوا من لقاء عائلتهم في ما بعد. وقال حسين علي، وهو ناجٍ آخر، لوكالة فرانس برس إنه أدى صلاة المغرب مع رفاق له ثم توجهوا لشرب الشاي في إحدى باحات الفندق حين سمعوا الانفجارات الأولى. وأضاف: "تمكّنت من الهرب إلى بوابة خروج قريبة، بعيدًا من المسلحين. بدأ هؤلاء بإطلاق النار وسمعت أصوات الطلقات خلفي، ولكن بفضل الله تمكنا من الفرار". وتابع: "توفي الذين فضلوا الاختباء داخل المبنى، وبينهم أحد زملائي". ودانت الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا، إضافة إلى الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، الهجوم بشدة. وتعهدت السفارة الأمريكية "بمواصلة دعم الصومال لمحاسبة القتلة". وفي حيّ حمر ججب في العاصمة الصومالية، تساقطت قذائف أيضًا السبت أسفرت عن إصابة 20 شخصاً منهم أطفال، حسبما قال المسؤول عن إدارة الحيّ موكاويي مودي لوكالة فرانس برس. وأضاف: "من بين الأشخاص المصابين بجروح بالغة، امرأة وزوجها، إضافة إلى عائلة مؤلفة من أبوين وأطفالهما الثلاثة".. ولم تتبنّ أي جهة الهجوم بعد. وأوضح مدير المستشفى الرئيسي في مقديشو محمد عبدالرحمن جامع أن 40 شخصًا على الأقل أصيبوا في اعتداء الفندق وفي القصف على حيّ حمر ججب يتلقون العلاج في المستشفى. وطرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة، وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة. وأعلن الجيش الأميركي الأربعاء مقتل 13 عنصراً في حركة الشباب كانوا يهاجمون جنوداً من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنّها على منطقة نائية في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي. وأوضح بيان للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) أنّ الغارة شنّت الأحد قرب تيدان الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو. وشنت الولايات المتحدة عدداً من الغارات الجوية على مسلّحين في الأسابيع الأخيرة. وفي مايو الماضي، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية في التصدّي لحركة الشباب، بعدما كان سلفه دونالد ترامب قد أمر بسحب غالبية القوات الأمريكية. وفي الأسابيع الأخيرة، شنّ عناصر الشباب هجمات عدة في المنطقة الحدودية بين الصومال وإثيوبيا، ما أثار مخاوف من احتمال اتّباع الحركة استراتيجية جديدة. والشهر الماضي قال الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود، إن وضع حد لتمرد حركة الشباب يتطلّب أكثر من مجرد استراتيجية عسكرية، لكنّه شدد على أن حكومته لن تتفاوض مع الحركة إلا في الوقت المناسب. ومطلع أغسطس الجاري، عيّن رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، القيادي السابق في الحركة مختار روبو وزيراً للشؤون الدينية في الحكومة الصومالية. وكان روبو (53 عاماً) والملقب بأبي منصور، قد انشقّ علناً في أغسطس 2017 عن الحركة التي ساهم في تأسيسها، وكانت الولايات المتحدة قد رصدت في الماضي مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :